المشهد الأخير:
{ وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ
أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ . فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ
دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا
دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ
عَلَى الْعَالَمِينَ }
(البقرة:250-251).
الله أكبر.. ها هو داوود -عليه السلام- قد ظهر بعد اثنتين وعشرين
سطرًا مِن كتاب الله.
القصة عن بني إسرائيل والعبرة تكون لنا.
فقه الجندية وفن الأدوار:
نصف سطر أزعم أنه يهدم جدار كل سؤال بناه عقلي في عدم ظهور
داوود -عليه السلام- طوال هذه القصة؛ لأنه يعلم فقه الجندية،
فمن لم يحسن الجندية لن يحسن القيادة، ومَن لم يفهم دوره فقد
جنى على أدوار آخرين.
داوود -عليه السلام- كان يعمل ويتربى ويؤدي ويعمل, كان قائدًا،
ولكن في مكانه، في دوره، ولكن القشرة الخارجية لعمله جندية,
ما أسهل إطلاق الصيحات، بل والتشغيب، بل يتفنن البعض في أن
يتحول إلى "مشروع فتنة"؛ فيحرق الأخضر واليابس،
رغم وجود طالوت في كل موقف وأدائه العالي المجرب.
- لو فكرنا بتفكيرك هذا لما خرجت كفاءة دعوية واحدة ولصنعنا
مِن القادة طواغيت في أبراج عاجية لا تفهم لغة الجماهير
ولا تحسنها.. (لعل هذا ما تفكر به الآن)!
أجيبك وأتفق معك تمامًا فيما تقول، ولكن لو تدخلنا في كل شيء
مع إهمال ما تحت أيدينا مِن أعمال كلفنا بها مِن قبل القادة؛
لأضعنا كل ثغرة، ولصرنا كترس الساعة الصغير الذي قرر أن
يكون في خدمة عقرب وحقر دوره؛ لأنه لا يراه أحد،
فترك مكانه فتوقف العقرب وخربت الساعة.
إذن وضح لي ماذا تقصد؟
أقول لك: لا نجعل التفكير في الأمل المنشود يضيع منا الواقع الموجود،
بل نفكر ونعمل بجد.
- لا نجعل أحلام الغد وأمنياته تضيع منا الحاضر وإنجازاته.
- بل نحلم ونتمنى ونعمل في الحاضر، وننجز ونستعين بالله ولا نعجز.
- نشارك طالوت ونفكر معه وندعو له، وفي نفس الوقت نهيئ أنفسنا؛
لقتل جالوت الغاشم..
- مَن لقتل جالوت إن لم يكن نحن.. حتى لو لم نـَظهر في المشهد طوال القصة؟
فقه الجندية وفن الأدوار:
فقه الجندية:
يعني أنه إن لم أجد لنفسي دورًا أقوم به سأسعى
لأصنع لنفسي دورًا؛ كنعيم بن مسعود -رضي الله عنه- في الأحزاب:
فأخذل ما استطعت , أو كأبي بصير في الحديبية فأرجح كفة أهل الإسلام.
فقه الجندية:
يعني أن أكون على أتم الاستعداد على تلبية أعذب نداء:
يا خيل الله اركبي .
حتى لو كنت مع عروس في أحلى اللحظات كحنظلة -رضي الله عنه-.
فقه الجندية:
أن أثق في القيادة -لا أقدسها-، وأن أدعو لها بالسداد
والتوفيق -لا بالعصمة-، وأطيع في المعروف: كالصحابة مع
عمرو بن العاص -رضي الله عنه- في ذات السلاسل.
فقه الجندية:
أن أتقن عملي وأؤدي مِن غير تشغيب أو سفسطة؛ لعدم وجود
المعطيات التي يمتلكها القيادة، وليس مطلوبًا مِن القيادة
-على الدوام- أن تفصح لي عن كل صغيرة وكبيرة، مثل موقف
الصحابة يوم الحديبية بالطبع مع وجود الوحي الأمر يختلف،
ولكن قصدي في المنهجية .
فقه الجندية:
أن أقدر عملي ولا أحقره حتى ولو كان صغيرًا؛ لأني لا أنظر إلى صغير العمل،
ولكن أنظر إلى العظيم ربي الذي أعمل له -جلَّ وعلا-.
فقه الجندية:
كلمة قالها نابليون : جيش مِن الأرانب يقوده أسد خير مِن جيش
مِن الأسود يقوده أرنب , نقول لنابليون: شكرًا على كلمتك،
ولكن عندنا في الإسلام جيش مِن الأسود يقوده أسد خير عندنا من كل جيش،
والأمثلة مِن المعارك الإسلامية كثير، وتكفي حروب الردة في الاستدلال.
فقه الجندية:
يتلخص في هذا الحديث الشريف، قال -صلى الله عليه وسلم-:
( طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَشْعَثَ رَأْسُهُ مُغْبَرَّةٍ
قَدَمَاهُ إِنْ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ
كَانَ فِي السَّاقَةِ)
(رواه البخاري).
{ وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ
أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ . فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ
دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا
دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ
عَلَى الْعَالَمِينَ }
(البقرة:250-251).
الله أكبر.. ها هو داوود -عليه السلام- قد ظهر بعد اثنتين وعشرين
سطرًا مِن كتاب الله.
القصة عن بني إسرائيل والعبرة تكون لنا.
فقه الجندية وفن الأدوار:
نصف سطر أزعم أنه يهدم جدار كل سؤال بناه عقلي في عدم ظهور
داوود -عليه السلام- طوال هذه القصة؛ لأنه يعلم فقه الجندية،
فمن لم يحسن الجندية لن يحسن القيادة، ومَن لم يفهم دوره فقد
جنى على أدوار آخرين.
داوود -عليه السلام- كان يعمل ويتربى ويؤدي ويعمل, كان قائدًا،
ولكن في مكانه، في دوره، ولكن القشرة الخارجية لعمله جندية,
ما أسهل إطلاق الصيحات، بل والتشغيب، بل يتفنن البعض في أن
يتحول إلى "مشروع فتنة"؛ فيحرق الأخضر واليابس،
رغم وجود طالوت في كل موقف وأدائه العالي المجرب.
- لو فكرنا بتفكيرك هذا لما خرجت كفاءة دعوية واحدة ولصنعنا
مِن القادة طواغيت في أبراج عاجية لا تفهم لغة الجماهير
ولا تحسنها.. (لعل هذا ما تفكر به الآن)!
أجيبك وأتفق معك تمامًا فيما تقول، ولكن لو تدخلنا في كل شيء
مع إهمال ما تحت أيدينا مِن أعمال كلفنا بها مِن قبل القادة؛
لأضعنا كل ثغرة، ولصرنا كترس الساعة الصغير الذي قرر أن
يكون في خدمة عقرب وحقر دوره؛ لأنه لا يراه أحد،
فترك مكانه فتوقف العقرب وخربت الساعة.
إذن وضح لي ماذا تقصد؟
أقول لك: لا نجعل التفكير في الأمل المنشود يضيع منا الواقع الموجود،
بل نفكر ونعمل بجد.
- لا نجعل أحلام الغد وأمنياته تضيع منا الحاضر وإنجازاته.
- بل نحلم ونتمنى ونعمل في الحاضر، وننجز ونستعين بالله ولا نعجز.
- نشارك طالوت ونفكر معه وندعو له، وفي نفس الوقت نهيئ أنفسنا؛
لقتل جالوت الغاشم..
- مَن لقتل جالوت إن لم يكن نحن.. حتى لو لم نـَظهر في المشهد طوال القصة؟
فقه الجندية وفن الأدوار:
فقه الجندية:
يعني أنه إن لم أجد لنفسي دورًا أقوم به سأسعى
لأصنع لنفسي دورًا؛ كنعيم بن مسعود -رضي الله عنه- في الأحزاب:
فأخذل ما استطعت , أو كأبي بصير في الحديبية فأرجح كفة أهل الإسلام.
فقه الجندية:
يعني أن أكون على أتم الاستعداد على تلبية أعذب نداء:
يا خيل الله اركبي .
حتى لو كنت مع عروس في أحلى اللحظات كحنظلة -رضي الله عنه-.
فقه الجندية:
أن أثق في القيادة -لا أقدسها-، وأن أدعو لها بالسداد
والتوفيق -لا بالعصمة-، وأطيع في المعروف: كالصحابة مع
عمرو بن العاص -رضي الله عنه- في ذات السلاسل.
فقه الجندية:
أن أتقن عملي وأؤدي مِن غير تشغيب أو سفسطة؛ لعدم وجود
المعطيات التي يمتلكها القيادة، وليس مطلوبًا مِن القيادة
-على الدوام- أن تفصح لي عن كل صغيرة وكبيرة، مثل موقف
الصحابة يوم الحديبية بالطبع مع وجود الوحي الأمر يختلف،
ولكن قصدي في المنهجية .
فقه الجندية:
أن أقدر عملي ولا أحقره حتى ولو كان صغيرًا؛ لأني لا أنظر إلى صغير العمل،
ولكن أنظر إلى العظيم ربي الذي أعمل له -جلَّ وعلا-.
فقه الجندية:
كلمة قالها نابليون : جيش مِن الأرانب يقوده أسد خير مِن جيش
مِن الأسود يقوده أرنب , نقول لنابليون: شكرًا على كلمتك،
ولكن عندنا في الإسلام جيش مِن الأسود يقوده أسد خير عندنا من كل جيش،
والأمثلة مِن المعارك الإسلامية كثير، وتكفي حروب الردة في الاستدلال.
فقه الجندية:
يتلخص في هذا الحديث الشريف، قال -صلى الله عليه وسلم-:
( طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَشْعَثَ رَأْسُهُ مُغْبَرَّةٍ
قَدَمَاهُ إِنْ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ
كَانَ فِي السَّاقَةِ)
(رواه البخاري).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق