الخميس، 3 مايو 2018

لماذا وعد الله الرجال في الجنة بالحور العين؟

السؤال : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻭﻋﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ
ﺑﺎﻟﺤﻮﺭ ﺍﻟﻌﻴﻦ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺑﺸﻲﺀﻣﻦ ﺫﻟﻚ؟


الجواب : ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ [ ﻭﺍﻟﻠﻪﺃﻋﻠﻢ ] ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻫﻢ ﺍﻟﻘﻮﺍﻣﻮﻥ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﻭﻋﺪﻭﺍ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺻﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﻧﺸﺎﻃﻬﻢ
ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻭﺣﺮﺻﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻭﻋﺪﻡ ﺭﻛﻮﻧﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﺍﻟﺮﻛﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻮﻝ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺗﺎﺑﻌﺎﺕ
ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻷﻏﻠﺐ، ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺯﻕ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺤﻮﺭ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻭﻋﺪ
ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ
ﻓﻠﻬﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﺮ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﻦ ﺯﻭﺟﺎﺕ ﻟﻠﺨﻴﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ
ﻭﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻌﻄﻰ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﺭ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺃﺫﻯ ﻭﻻ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ
ﻭﻻ ﺿﺮﺭ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻊ ﻟﻠﻀﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻞ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﻣﻌﻪ
ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﺎ ﺗﺘﻀﺮﺭ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻻ ﺗﻨﺪﻡ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻻ ﺗﺤﺰﻥ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻟﻜﻞ
ﻓﻲ ﺧﻴﺮ ﻭﻓﻲ ﻧﻌﻤﺔ ﻭﻓﻲ ﺭﺍﺣﺔ ﻓﻲ ﺃﻧﺲ ﻭﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ

ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﺪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺃﻳﻀﺎً ﺧﻴﺮﺍً ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻗﺪ ﻭﻋﺪﻫﻦ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﺍﻟﺠﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺮﺿﺎ
ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻮﻥ ﻭﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻄﻴﺒﻮﻥ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ

{وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ
ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيم}

[التوبة:72]

ﻭﺍﻟﻤﺴﻜﻦ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﺗﻤﺎﻡ ﻃﻴﺒﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﺰﻭﺝ ﻓﻬﻦ ﻣﻮﻋﻮﺩﺍﺕ ﺃﻳﻀﺎ
ً ﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻫﻢ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻘﻮﺍﻣﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺻﺎﺭ ﺫﻛﺮﻫﻢ
ﺃﻛﺜﺮ ﻭﻭﻋﺪﻭﺍ ﺑﺎﻟﺤﻮﺭ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻭﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻄﻴﺒﺎﺕ ﻟﻴﺸﺘﺎﻗﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﻟﻴﺠﺪﻭﺍ
ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻭﺇﺫﺍ ﺟﺪﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﺻﺎﺭ ﺫﻟﻚ ﻋﻮﻧﺎً ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻦ ﻭﺇﺭﺷﺎﺩﻫﻦ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻋﻠﻴﻬﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻨﻔﻌﻬﻦ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻳﻀﺎً ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﻛﻠﻬﻢ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ
ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ:

{لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُون}
[يس:57]

ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺎ ﻳﻄﻠﺒﻮﻥ،
ﻭﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ:

{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ
أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُون*
نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ
وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُون}

[فصلت:31]

ﻫﺬﺍ ﻳﻌﻢ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ، ﻓﺎﻟﻤﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺸﺘﻬﻲ ﻭﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﺸﺘﻬﻲ
ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﻄﻠﺐ ﻭﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﻄﻠﺐ ﻓﻜﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ،
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ، ﻓﺎﻟﺰﻭﺟﺔ ﺗﻌﻄﻰ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ، ﻭﺍﻟﺮﺟﻞ
ﻳﻌﻄﻰ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﻣﻦ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﻦ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﺤﻮﺭ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺟﻤﻴﻌﺎ.
🌴 الشيخ / عبد العزيز بن باز رحمه الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق