أ. لولوة السجا
السؤال
♦ الملخص:
فتاة عمرها 19 عامًا، تشكو من معاملة أهلها لها، وإجبارها على كل
شيء في حياتها، حتى كرهت الحياة، وتفعل ما تريد من وراء أهلها.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 19 عامًا، مشكلتي أن أهلي يَفرِضون عليَّ كلَّ شيء؛
يفرضون عليَّ اللبس الواسع، وأنا ألبس الضيق من ورائهم، يمنعونني
من الكلام مع الشباب زملائي في الجامعة وأنا أتكلم بدون علمهم،
يرفضون وضع صوري على الفيس بوك فقمتُ بإنشاء حساب آخر
لا يعلمون عنه شيئًا ووضعتُ صوري عليه.
أكره الأوامر، وأكره أن يتدخل أحد في خصوصياتي، حتى أظافري
يطلبون مني قصها وأنا رافضة.
أبي عصبي جدًّا، لا يوافق على أي شيء أطلبه منه، ويرى أنه هو
الصواب فقط، وأنا دائمًا على خطأ، وإذا كلمتُه يراني مجادلة، وليس
لديه أي مشكلة أو مانع في أن يمد يده عليَّ!
كرهتُ الحياة معهم، وكرهتُ نفسي، وأتمنى أن أموت بسببهم، حاولتُ
أن أسيِّر أموري وأكون مطيعة لكل كلامه، لكن لم أستطع؛ لأن
شخصيتي قوية.
فتاة عمرها 19 عامًا، تشكو من معاملة أهلها لها، وإجبارها على كل
شيء في حياتها، حتى كرهت الحياة، وتفعل ما تريد من وراء أهلها.
الجواب
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن
والاه، أما بعدُ:
بُنيتي، الوالدانِ دائمًا لا يأمران الأولاد إلا بما فيه صلاح أحوالهم، حتى
وإن لم يقتنعوا، فالاقتناعُ ليس شرطًا بينما الطاعةُ واجبة، أنا معك في
أنَّ بعض الآباء والأمهات لا يملكون الطريقةَ المناسبة في التعامل مع أبنائهم،
ولكن هذا لا يُبَرِّر عصيانهم أو مصادمتهم، كيف نعصيهم
وقد أمرَنا اللهُ جل جلاله بطاعتهم في غير المعصية؟!
استمعي لقول الله جل جلاله حيث يأمُر بالإحسان للآباء والأمهات
المشركين؛ فيقول سبحانه:
{ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا
وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا }
[لقمان: 15].
انظُري وتأملي كيف يأمُر الله بطاعة مَن أشرك به ونسب إليه الولدُ
والصاحبة؛ فكيف بطاعة الأب الموحد والأم الموحدة؟
ذكرتِ أنك تخالفينهما من ورائهما في أمورٍ أنتِ تعلمين أنها معصيةٌ
لله
جل جلاله قبل أن تكونَ معصية لوالديك، فهل نسيت ذلك؟!
ثم إنك بهذه الطريقة تزيدين الأمور تعقيدًا وتتسبَّبين في حدوث أمور قد لا تُحْمَد
عُقباها.
المطلوبُ يا بنيتي هو أن تستعيذي مِن الشيطان، وأن تجتهدي في
طاعة خالِقك في كلِّ شيء؛ حيث لا راحة ولا سعادة إلا في ذلك، ومهما بحثتِ
عنها في غير ذلك فلن تَجِدِيها، فاختصري الطريق ولا تفتحي على نفسك
بابًا مِن الشرور.
الله جل جلاله يقول في مُحكَم تنزيله:
{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }
[الرعد: 11]،
فجربي حياة الطاعة والإيمان وستجدين فارقًا كبيرًا، ابدئي ولا تنتظري
ممن حولك أن يتغيَّر، غيِّري أنتِ وستجدين أنَّ كلَّ شيء من حولك تغيَّر،
ولا تقولي: جربتُ ولم ينفع، استمِرِّي مع مُلازَمة الدعاء، ادعي بما يأتي:
• اللهم حَبِّب إليَّ الإيمان وزَيِّنه في قلبي، وكَرِّهْ إلي الكفرَ
والفسوق والعصيان، واجعلني من الراشدات.
• اللهم اهدني لأحسن الأعمال والأخلاق، لا يهدي لأحسن الأعمال
والأخلاق إلا أنت، واصرِفْ عني سيئَها لا يصرف عني سيئها إلا أنت.
• اللهم ألْهِمْني رشدي، وقني شر نفسي.
• اللهم أعِنِّي على ذِكْرك وشُكرك وحسن عبادتك.
ادعي بكلِّ خيرٍ، والْزَمي الاستغفار وتلاوة القرآن، واحرصي على طاعة
والديك ورضاهما ثم بعدَ ذلك أخبريني إن وُفِّقتِ لذلك بطَعْم الحياة.
اللهم أصلِحْ حالها، ويَسِّر أمرَها، واشرحْ صدرَها، ووفِّقْها لما تُحِبُّ
وترضى مِن الأعمال والأقوال.
السؤال
♦ الملخص:
فتاة عمرها 19 عامًا، تشكو من معاملة أهلها لها، وإجبارها على كل
شيء في حياتها، حتى كرهت الحياة، وتفعل ما تريد من وراء أهلها.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 19 عامًا، مشكلتي أن أهلي يَفرِضون عليَّ كلَّ شيء؛
يفرضون عليَّ اللبس الواسع، وأنا ألبس الضيق من ورائهم، يمنعونني
من الكلام مع الشباب زملائي في الجامعة وأنا أتكلم بدون علمهم،
يرفضون وضع صوري على الفيس بوك فقمتُ بإنشاء حساب آخر
لا يعلمون عنه شيئًا ووضعتُ صوري عليه.
أكره الأوامر، وأكره أن يتدخل أحد في خصوصياتي، حتى أظافري
يطلبون مني قصها وأنا رافضة.
أبي عصبي جدًّا، لا يوافق على أي شيء أطلبه منه، ويرى أنه هو
الصواب فقط، وأنا دائمًا على خطأ، وإذا كلمتُه يراني مجادلة، وليس
لديه أي مشكلة أو مانع في أن يمد يده عليَّ!
كرهتُ الحياة معهم، وكرهتُ نفسي، وأتمنى أن أموت بسببهم، حاولتُ
أن أسيِّر أموري وأكون مطيعة لكل كلامه، لكن لم أستطع؛ لأن
شخصيتي قوية.
فتاة عمرها 19 عامًا، تشكو من معاملة أهلها لها، وإجبارها على كل
شيء في حياتها، حتى كرهت الحياة، وتفعل ما تريد من وراء أهلها.
الجواب
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن
والاه، أما بعدُ:
بُنيتي، الوالدانِ دائمًا لا يأمران الأولاد إلا بما فيه صلاح أحوالهم، حتى
وإن لم يقتنعوا، فالاقتناعُ ليس شرطًا بينما الطاعةُ واجبة، أنا معك في
أنَّ بعض الآباء والأمهات لا يملكون الطريقةَ المناسبة في التعامل مع أبنائهم،
ولكن هذا لا يُبَرِّر عصيانهم أو مصادمتهم، كيف نعصيهم
وقد أمرَنا اللهُ جل جلاله بطاعتهم في غير المعصية؟!
استمعي لقول الله جل جلاله حيث يأمُر بالإحسان للآباء والأمهات
المشركين؛ فيقول سبحانه:
{ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا
وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا }
[لقمان: 15].
انظُري وتأملي كيف يأمُر الله بطاعة مَن أشرك به ونسب إليه الولدُ
والصاحبة؛ فكيف بطاعة الأب الموحد والأم الموحدة؟
ذكرتِ أنك تخالفينهما من ورائهما في أمورٍ أنتِ تعلمين أنها معصيةٌ
لله
جل جلاله قبل أن تكونَ معصية لوالديك، فهل نسيت ذلك؟!
ثم إنك بهذه الطريقة تزيدين الأمور تعقيدًا وتتسبَّبين في حدوث أمور قد لا تُحْمَد
عُقباها.
المطلوبُ يا بنيتي هو أن تستعيذي مِن الشيطان، وأن تجتهدي في
طاعة خالِقك في كلِّ شيء؛ حيث لا راحة ولا سعادة إلا في ذلك، ومهما بحثتِ
عنها في غير ذلك فلن تَجِدِيها، فاختصري الطريق ولا تفتحي على نفسك
بابًا مِن الشرور.
الله جل جلاله يقول في مُحكَم تنزيله:
{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }
[الرعد: 11]،
فجربي حياة الطاعة والإيمان وستجدين فارقًا كبيرًا، ابدئي ولا تنتظري
ممن حولك أن يتغيَّر، غيِّري أنتِ وستجدين أنَّ كلَّ شيء من حولك تغيَّر،
ولا تقولي: جربتُ ولم ينفع، استمِرِّي مع مُلازَمة الدعاء، ادعي بما يأتي:
• اللهم حَبِّب إليَّ الإيمان وزَيِّنه في قلبي، وكَرِّهْ إلي الكفرَ
والفسوق والعصيان، واجعلني من الراشدات.
• اللهم اهدني لأحسن الأعمال والأخلاق، لا يهدي لأحسن الأعمال
والأخلاق إلا أنت، واصرِفْ عني سيئَها لا يصرف عني سيئها إلا أنت.
• اللهم ألْهِمْني رشدي، وقني شر نفسي.
• اللهم أعِنِّي على ذِكْرك وشُكرك وحسن عبادتك.
ادعي بكلِّ خيرٍ، والْزَمي الاستغفار وتلاوة القرآن، واحرصي على طاعة
والديك ورضاهما ثم بعدَ ذلك أخبريني إن وُفِّقتِ لذلك بطَعْم الحياة.
اللهم أصلِحْ حالها، ويَسِّر أمرَها، واشرحْ صدرَها، ووفِّقْها لما تُحِبُّ
وترضى مِن الأعمال والأقوال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق