أفكر في أشياء غريبة أرهقتني نفسيًّا
- الاضطراب التحولي
السؤال
منذ عام وفي نفس الوقت تقريبًا كانتْ نفسيتي سيئةً جدًّا، وكان يحدث
لي شيءٌ مِن الإغماء بسبب أقل ضغط، أو إذا فكرتُ في أي شيء
يُضايقني، ثم بعد ذلك أُصِبْتُ بانهيارٍ عصبيٍّ، وعندما أهدأ منه كنتُ
أشعر بمَن حولي وأسمعُهم، لكنِّي لم أكنْ أستطيع التحرُّك، ولا الرد عليهم!
بقيتُ في عافيةٍ مدةً، لكني عندما يُضايقني شيء ما أشعر بألمٍ في رأسي،
وزاد الصداعُ هذه الأيام، ونفسيتي زادتْ سوءًا، فلا أريد أن أرى أحدًا،
أو أنْ أكلِّم أحدًا، وأصبحتْ أعصابي متعبةً جدًّا.
كثيرًا ما أشعر بأنَّ أحدًّا يُكلمني، وأنا أرد عليه بصوتٍ خافتٍ لا يُسمَع،
كما أني أشم رائحة أشياء غير موجودة في البيت؛ كالمانجو مثلًا،
أو رائحة "برفان" خاطبي، وأصبحتُ أسمع صوته يُكلمني –
وهو ليس معي في البيت - وأتكلم معه ويردّ عليَّ!
أحيانًا أتكلَّم في موضوعٍ ما، وفجأة أشعر أني في مكان آخر،
وأتكلم مع مَن كنتُ أكلمهم مِن قبلُ، ولا أذكر في أي شيء تكلمتُ،
ومنذ أيام ذهبتُ للنوم، وبعد ساعات أردتُ الذَّهاب إلى الحمام،
فوجدتُ "مكياجًا" على وجهي،
ولا أذكُر أنِّي وضعتُه؛ فخِفْتُ وذهبتُ إلى سريري،
ولم أشعرْ بعدها بشيء حتى أيقظوني!
لا أعرف ماذا أفعل؟ انصحوني بارك الله فيكم.
الجواب
بسم الله الموفِّق للصواب
وهو المستعان
أيتها العزيزة، لا أعلَّ الله لكِ جسمًا ولا حالًا، وردَّ إليكِ العافية في نفسك،
وبدنك، وفكرك، ومزاجك، وأدامها لك ما عشتِ، آمين.
ما تشتكين منه يقرب تشخيصه بالهستيريا " الاضطراب التحولي "،
غير أني لا أؤكد على هذا التشخيص؛ لعدم استيفاء شروط التشخيص؛
نظرًا لاختصاركِ الشديد لوصف العلامات والمؤشِّرات التشخيصية
المُعِينة على التشخيص الفارق، مِن أجْلِ ذلك أنصحُكِ بمراجعة طبيبةٍ نفسية
لتشخيص حالتك النفسية، بعد الاطلاع على تاريخك المرضي، والسماع
إلى مشكلاتك وأسبابها، ومن ثَمَّ وصْف العلاج المناسب لحالتك،
ولا بأس عليك، طهور – إن شاء الله تعالى.
بصفة عامةٍ، يُمكن القول بأن الهستيريا من الأمراض النفسية العصابية،
التي ترتبط كثيرًا بالصراعات الداخلية، والضغوط الانفعالية الشديدة،
مع اتِّسام شخصية المصاب – في كثير من الأحوال – بسمات الشخصية
الهستيرية قبل إصابته بهذا الاضطراب الوظيفي الذي يخدم المريض
بطريقة لا شعورية؛ حيث يكون الغرض مِن وراء هذه الأعراض الهستيرية
جَلْب الاهتمام والحنان، أو توفير الحماية، أو الهرب من المواقف المحرجة،
بدون إدراك شعوري لهذه الدوافع اللاشعورية.
والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، والحمد لله رب العالمين،
وصلى الله على سيدنا محمد، وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا
إلى يوم الدين.
منقول للفائدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق