السؤال
هل يجوز للمسافر أن يؤدي الفرض في السيارة أو القطار أو الطائرة،
والراكب ذوات الأربع من الحيوان مع الخوف على النفس أو المال،
وهل يصلي إلى أينما توجهت المذكورات أم لا بد من التوجه إلى القبلة
دومًا واستمرارًا أو ابتداءً فقط؟ فإذا كان الجواب بنعم على ما ذكر،
وأمن الخوف وأن السيارة تقف في بعض الأماكن وقفة قليلة جدًّا،
ربما إذا ذهب المسافر الراكب إلى أداء الفرض ذهبت السيارة
وبقي عرضة الآفات؛ إما من عدم المال أو غيره .
الإجابة
إذا كان راكب السيارة أو القطار أو الطائرة أو ذوات الأربع يخشى
على نفسه لو نزل لأداء الفرض ويعلم أنه لو أخرها حتى يصل إلى المكان
الذي يتمكن أن يصلي فيه فات وقتها - فإنه يصلي على قدر استطاعته؛
لعموم قوله تعالى:
{ لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا }
وقوله تعالى:
{ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ }
وقوله تعالى:
{ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ }
وأما كونه يصلي أين توجهت المذكورات أم لا بد من التوجه إلى القبلة
دومًا واستمرارًا أو ابتداءً فقط - فهذا يرجع إلى تمكنه، فإذا كان يمكنه استقبال
القبلة في جميع الصلاة وجب فعل ذلك؛ لأنه شرط في صحة صلاة
الفريضة في السفر والحضر، وإذا كان لا يمكنه في جميعها، فليتق الله
ما استطاع، لما سبق من الأدلة، هذا كله في الفرض. أما صلاة النافلة
فأمرها أوسع، فيجوز للمسلم أن يصلي على هذه المذكورات حيثما
توجهت به، ولو استطاع النزول في بعض الأوقات؛ لأن النبي
صلى الله عليه وسلم كان يتنفل على راحلته حيث كان وجهه، لكن الأفضل
أن يستقبل القبلة عند الإحرام حيث أمكنه في صلاة النافلة حين سيره
في السفر.
و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق