إدمان الأبناء.. مسئولية من؟! (1)
أميمة الجابر
لا شك أن كثيراً من الأسر أصبحت تعانى من شرود أبنائها حيث إن حياة
الابن المدمن الأسرية لا تشكل مأساة على والديه فقط بل على كل أفراد
الأسرة، وربما تلقي بظلالها على المجتمع كله، وذلك بما تعانيه الأسرة
بأكملها من الأوضاع المزعجة التي يحدثها ذلك الابن لها.
فقد يُعَرض ذاك الابن المدمن أبويه للانهيار النفسي ثم المالي بسبب استنزافه
بكل الأشكال، وقد يخترع الابن أكاذيب مختلقة، وطرقا متعددة لاختلاس ما يمكنه
من الأموال، فقد اتفق عامة الأطباء النفسانيين أن
أول سلوك للمدمن إذا لم يجد ما يشتري به مخدراته هو السرقة من
أقرب الناس إليه.
وتكون الأم هي الضحية الأولى عادة، حيث يستخدم سلاح العاطفة التي
تتصف به كل أم حتى يجردها من كل ما تدخر لديها من أموال، وعندما
يستنفذ كل ما لديها يبدأ في الاتجاه لكل ما تملك من حلي دون معرفتها،
ولم يكن ذلك بلاؤها فقط بل الذي تتعرض له أيضا هو الاتهام الذي يوجه
إليها، فقد يخص الأب هذه الأم وحدها بالاتهام بأنها المسئولة الوحيدة
عن انحراف الأبناء..
إننا لا ننكر دور الأم الذي لابد أن تقوم به بين أبنائها خاصة في الصغر
حيث هي المدرسة التي تلاحظ كل سلوكيات أبنائها فتربيهم على أساس
ثابت وقوي، وتغرس فيه نفوسهم حب الله تعالى والخوف منه، وحب الإصلاح،
والمسارعة في تقديم الخير لكل من حوله، فالطفل في الصغر
يتأثر بأمة ويتعلم منها الكثير، لكنه عندما يبدأ في الصعود لمراحل نموه
فيبدأ في مخالطة صور مختلفة من الأشخاص حيث العالم الجديد خارج البيت،
ومن ذلك تتكون صحبته الجديدة، تلك الصحبة التي قد تكون من
خلال المدرسة أو الدروس أو النوادي أو غير ذلك من أماكن تجمع الشباب.
والأم لا يمكنها أن تلاصق أبناءها خارج البيت وأن تتتبع سلوكياتهم
خطوة بخطوة! إنما دورها ههنا هو دور البناء الأولي الراسخ الذي يعتبر
كمرجع نفسي مستقيم يمنع انحراف الابن عند تعرضه للخارج،
وكذلك دور المتابع في الداخل.
وفي نفس الوقت إننا لا ننكر دور كل أب ومدى البذل والعناء الذي يعيش
فيه كي يوفر لأبنائه ولأهل بيته أرغد حياة، لكن إذا كانت حاجتنا للطعام
والشراب والملبس من أهم ضرورات الحياة، فلا تقل عنها حاجة الأبناء
للعناية والتربية والتوجيه والإرشاد وقد نجد بعض الآباء يفتقدون
الموازنة بين العمل وبين البيت الذي يعود إليه مساء فيجد كل من
فيه على مشارف النوم.
إن مسئولية الأبناء يجب أن تقسم بين الأبوين، فالأم دورها الملاحظة
داخل البيت وتتتبع سلوك أبنائها، بل عليها مراقبة الأبناء دون أن يشعروا
بتلك المراقبة، وأيضا عليها ألا تمدهم بمصروف مالي زائد إلا بإذن زوجها
حتى لو كان ذلك المصروف من مالها الخاص، فالملح الكثير يفسد الطعام.
كما أن عليها أن تراقب علاقة كل ابن بربه سبحانه، وذلك في حالة
وجوده في البيت وعليها أن تعطي الأب التقرير بكل تغير تلحظه عن
ولدها بطريقة طيبة مع اختيار الوقت المناسب لذلك.
أميمة الجابر
لا شك أن كثيراً من الأسر أصبحت تعانى من شرود أبنائها حيث إن حياة
الابن المدمن الأسرية لا تشكل مأساة على والديه فقط بل على كل أفراد
الأسرة، وربما تلقي بظلالها على المجتمع كله، وذلك بما تعانيه الأسرة
بأكملها من الأوضاع المزعجة التي يحدثها ذلك الابن لها.
فقد يُعَرض ذاك الابن المدمن أبويه للانهيار النفسي ثم المالي بسبب استنزافه
بكل الأشكال، وقد يخترع الابن أكاذيب مختلقة، وطرقا متعددة لاختلاس ما يمكنه
من الأموال، فقد اتفق عامة الأطباء النفسانيين أن
أول سلوك للمدمن إذا لم يجد ما يشتري به مخدراته هو السرقة من
أقرب الناس إليه.
وتكون الأم هي الضحية الأولى عادة، حيث يستخدم سلاح العاطفة التي
تتصف به كل أم حتى يجردها من كل ما تدخر لديها من أموال، وعندما
يستنفذ كل ما لديها يبدأ في الاتجاه لكل ما تملك من حلي دون معرفتها،
ولم يكن ذلك بلاؤها فقط بل الذي تتعرض له أيضا هو الاتهام الذي يوجه
إليها، فقد يخص الأب هذه الأم وحدها بالاتهام بأنها المسئولة الوحيدة
عن انحراف الأبناء..
إننا لا ننكر دور الأم الذي لابد أن تقوم به بين أبنائها خاصة في الصغر
حيث هي المدرسة التي تلاحظ كل سلوكيات أبنائها فتربيهم على أساس
ثابت وقوي، وتغرس فيه نفوسهم حب الله تعالى والخوف منه، وحب الإصلاح،
والمسارعة في تقديم الخير لكل من حوله، فالطفل في الصغر
يتأثر بأمة ويتعلم منها الكثير، لكنه عندما يبدأ في الصعود لمراحل نموه
فيبدأ في مخالطة صور مختلفة من الأشخاص حيث العالم الجديد خارج البيت،
ومن ذلك تتكون صحبته الجديدة، تلك الصحبة التي قد تكون من
خلال المدرسة أو الدروس أو النوادي أو غير ذلك من أماكن تجمع الشباب.
والأم لا يمكنها أن تلاصق أبناءها خارج البيت وأن تتتبع سلوكياتهم
خطوة بخطوة! إنما دورها ههنا هو دور البناء الأولي الراسخ الذي يعتبر
كمرجع نفسي مستقيم يمنع انحراف الابن عند تعرضه للخارج،
وكذلك دور المتابع في الداخل.
وفي نفس الوقت إننا لا ننكر دور كل أب ومدى البذل والعناء الذي يعيش
فيه كي يوفر لأبنائه ولأهل بيته أرغد حياة، لكن إذا كانت حاجتنا للطعام
والشراب والملبس من أهم ضرورات الحياة، فلا تقل عنها حاجة الأبناء
للعناية والتربية والتوجيه والإرشاد وقد نجد بعض الآباء يفتقدون
الموازنة بين العمل وبين البيت الذي يعود إليه مساء فيجد كل من
فيه على مشارف النوم.
إن مسئولية الأبناء يجب أن تقسم بين الأبوين، فالأم دورها الملاحظة
داخل البيت وتتتبع سلوك أبنائها، بل عليها مراقبة الأبناء دون أن يشعروا
بتلك المراقبة، وأيضا عليها ألا تمدهم بمصروف مالي زائد إلا بإذن زوجها
حتى لو كان ذلك المصروف من مالها الخاص، فالملح الكثير يفسد الطعام.
كما أن عليها أن تراقب علاقة كل ابن بربه سبحانه، وذلك في حالة
وجوده في البيت وعليها أن تعطي الأب التقرير بكل تغير تلحظه عن
ولدها بطريقة طيبة مع اختيار الوقت المناسب لذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق