حب لفت الأنظار
أ. سلامة شباط
السؤال
♦ الملخص:
فتاة لديها عدة مشكلات؛ مثل: لفت نظَر الناس إليها وسعادتها بذلك،
وتريد بعض النصائح التي تتخطَّى بها هذه المشكلات.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 19 عامًا، لديَّ عدة مشكلات نفسية أرجو تشخيص
حالتي وإرشادي وتوجيهي إلى العلاج المناسب:
♦ قبلَ النوم أتخيل أناسًا يضربونني ويظلمونني، ويبقى هذا معي
ساعات طويلة! مما يجعلني أبكي بحُرقة.
♦ أحب أن ألفتَ الأنظار في أي مكان، خصوصًا أمام الرجال، فأفعل
أيَّ شيء لألفت أنظارهم، حتى لو كانتْ ساذجة، مثل: العطس بشدة،
أو تمثيل الوُقوع في مكان عامٍّ؛ كل ذلك لينظرَ إليَّ
أحدُهم؛ فإن هذا يُشعرني بالسعادة.
♦ أُحب أنْ أَظْهَرَ بمظاهر القوة (شخصيةً وقلبًا)، وأنا مِن داخلي إنسانة حساسة
وضعيفة جدًّا، وأبكي بسرعة، لكن أُمَثِّل تلك القوة أمام الناس فقط ظاهريًّا.
♦ أشعر أحيانًا أني قبيحة، لأنَّ إخوتي يسخرون مني.
♦ تصرُّفاتي رُجولية، مما جعلني أتصرف كالرجال في الصوت والردود،
وأتقمَّص شخصية الرجال في بعض الحركات.
♦ أتمنى من داخلي موت جميع أهلي، أو إصابتهم بمكروه شديد!
♦ كنتُ في الثانوية أذاكر بجدٍّ واجتهادٍ، وكنتُ أسهر الليالي، وعندما دخلتُ
الامتحانات كنتُ أغش مثل بقية الغشاشين؛ خوفًا من السقوط والفشل،
لكن بعد الانتهاء من الامتحانات انتابني الندمُ الشديد، وعرفتُ أني
مهما بلغتُ مِن النجاح فلن يكون لذلك قيمة؛ لأني كنتُ أغش!
♦ دائمًا أسمع مِن أهلي: أنت غبيَّة، عقلك صغير، لا تفهمين شيئًا في الحياة!
ومِن ثَم بدأتُ أتجنَّب الحديث أو الجلوس معهم،
ولا أدخل معهم في مشادات كلامية، وكرهتُ نفسي.
♦ إذا تحدثتُ مع أي شخص لا أستطيع أن أنظُرَ في عينِه،
وإذا انفعلتُ أكون عصبية جدًّا، وقد أشتم وأضرب!
أرجو أن تقيِّموا حالتي وترشدوني إلى نصائحكم، بارك الله فيكم.
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمدُ لله الذي تتم بنوره الصالحات، وتَنقضي بذِكْرِه الحاجات،
نبدأ مستعينين بالله في حل المشكلة.
أختي الكريمة، أنت تعانين مِن عدة مشكلات نفسية، لكنها بسيطة
بإذن الله وقابلة للشفاء.
♦ استغراقك في خيالات مرَضية، واستمتاعك بالشعور بالضرب والظلم
- تسبَّب في مرضك بالماسوشية الأخلاقية (المعنوية)، وهو يظهر
بكثرةٍ في سن المراهقة؛ حيث يَكثُر لدى المراهقين الخيالُ المفرطُ
لشعورهم بلذة داخلية بالقيام بدور الضحيَّة؛ لأنَّ ذلك يصنع لهم نوعًا
مِن الراحة النفسية لإحساس المراهق بأنَّ أسرته لا تُقَدِّره وتسخر منه،
وهذا ما حدث معك بالضبط، وهنا يجب عليك أن تعرضي نفسك على
طبيبٍ نفسيٍّ، وسنُقدِّم لك بعض النصائح التي تُساعدك على سرعة الشفاء.
أختي العزيزة، لا تستسلمي للأفكار والخيالات والوساوس، وتوقفي
عنها عندما تبدأ، وذلك عن طريق الاستعاذة من الشيطان؛
لأن هذه الوساوس مِن عمل الشيطان؛ قال تعالى:
{ إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا
إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ }
[المجادلة: 10]
وأيضًا قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
( إن الشيطان يَجري مِن الإنسان مجرى الدم ).
وأيضًا ضمن النصائح: قراءة آية الكرسي والمعوذتين، والمحافَظة
على الصلاة، والنوم على وضوء، وطبقًا لِمَا ذكرتِ من التربية الخاطئة،
وعدم الاهتمام والسخرية، ووصفك بالغباء والرجولة والقبح،
فقد أدى ذلك إلى اضطرابات في الشخصية، والتي قد تُؤدي إلى الاكتئاب،
وهنا ننصحك أختي الكريمة بالتقرُّب إلى الوالدين والإخوة، وخاصَّة الأم،
والحوار معهم، وإظهار ما تخفيه بداخلك مِن إحساسٍ بعدم الرضا
مِن تصرُّفاتهم وسُخريتهم ومعاملتهم القاسية لك، وأن ذلك يُسبِّب لك
ألَمًا نفسيًّا بالغًا، واهتمي بدراستك والتفاعل مع أصدقائك، والمشاركة
في الأنشطة الاجتماعية، والقيام برحلة ترفيهيَّة مع الأسرة،
وممارسة بعض الأنشطة الرياضيَّة.
أما ما يتعلق بموضوع الشكل، فهذا مِن صُنع الله الذي أَحْسَنَ كلَّ شيء
خَلَقَهُ، ونحن جميعًا ليس لنا من الأمر شيءٌ؛ لأنَّ الأمر كله بيد الله،
ولا بد أن تحمدي الله على صفاتك الجميلة في الشخصية، وأن تبرزي
روعة الشخصية والأخلاق التي تجعل المحيطين بك يُحِبُّونك أكثر.
أما بالنسبة لجَذْب الانتباه وعلاقتك بالرجال، فهو يسمى:
اضطراب الشخصية التمثيليَّة، وهو عبارة عن السعي لِلَفت الانتباه،
وإظهار العواطف بشكل مبالَغ فيه، فيجب عليك استشارة الطبيب النفسي.
واعلمي أختي الكريمة أنك تستطيعين أن تَتَغَلَّبي
على كل تلك المشاكل بثقتك بنفسك بإذن الله.
والله هو الشافي والمعين
منقول للفائدة
أ. سلامة شباط
السؤال
♦ الملخص:
فتاة لديها عدة مشكلات؛ مثل: لفت نظَر الناس إليها وسعادتها بذلك،
وتريد بعض النصائح التي تتخطَّى بها هذه المشكلات.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 19 عامًا، لديَّ عدة مشكلات نفسية أرجو تشخيص
حالتي وإرشادي وتوجيهي إلى العلاج المناسب:
♦ قبلَ النوم أتخيل أناسًا يضربونني ويظلمونني، ويبقى هذا معي
ساعات طويلة! مما يجعلني أبكي بحُرقة.
♦ أحب أن ألفتَ الأنظار في أي مكان، خصوصًا أمام الرجال، فأفعل
أيَّ شيء لألفت أنظارهم، حتى لو كانتْ ساذجة، مثل: العطس بشدة،
أو تمثيل الوُقوع في مكان عامٍّ؛ كل ذلك لينظرَ إليَّ
أحدُهم؛ فإن هذا يُشعرني بالسعادة.
♦ أُحب أنْ أَظْهَرَ بمظاهر القوة (شخصيةً وقلبًا)، وأنا مِن داخلي إنسانة حساسة
وضعيفة جدًّا، وأبكي بسرعة، لكن أُمَثِّل تلك القوة أمام الناس فقط ظاهريًّا.
♦ أشعر أحيانًا أني قبيحة، لأنَّ إخوتي يسخرون مني.
♦ تصرُّفاتي رُجولية، مما جعلني أتصرف كالرجال في الصوت والردود،
وأتقمَّص شخصية الرجال في بعض الحركات.
♦ أتمنى من داخلي موت جميع أهلي، أو إصابتهم بمكروه شديد!
♦ كنتُ في الثانوية أذاكر بجدٍّ واجتهادٍ، وكنتُ أسهر الليالي، وعندما دخلتُ
الامتحانات كنتُ أغش مثل بقية الغشاشين؛ خوفًا من السقوط والفشل،
لكن بعد الانتهاء من الامتحانات انتابني الندمُ الشديد، وعرفتُ أني
مهما بلغتُ مِن النجاح فلن يكون لذلك قيمة؛ لأني كنتُ أغش!
♦ دائمًا أسمع مِن أهلي: أنت غبيَّة، عقلك صغير، لا تفهمين شيئًا في الحياة!
ومِن ثَم بدأتُ أتجنَّب الحديث أو الجلوس معهم،
ولا أدخل معهم في مشادات كلامية، وكرهتُ نفسي.
♦ إذا تحدثتُ مع أي شخص لا أستطيع أن أنظُرَ في عينِه،
وإذا انفعلتُ أكون عصبية جدًّا، وقد أشتم وأضرب!
أرجو أن تقيِّموا حالتي وترشدوني إلى نصائحكم، بارك الله فيكم.
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمدُ لله الذي تتم بنوره الصالحات، وتَنقضي بذِكْرِه الحاجات،
نبدأ مستعينين بالله في حل المشكلة.
أختي الكريمة، أنت تعانين مِن عدة مشكلات نفسية، لكنها بسيطة
بإذن الله وقابلة للشفاء.
♦ استغراقك في خيالات مرَضية، واستمتاعك بالشعور بالضرب والظلم
- تسبَّب في مرضك بالماسوشية الأخلاقية (المعنوية)، وهو يظهر
بكثرةٍ في سن المراهقة؛ حيث يَكثُر لدى المراهقين الخيالُ المفرطُ
لشعورهم بلذة داخلية بالقيام بدور الضحيَّة؛ لأنَّ ذلك يصنع لهم نوعًا
مِن الراحة النفسية لإحساس المراهق بأنَّ أسرته لا تُقَدِّره وتسخر منه،
وهذا ما حدث معك بالضبط، وهنا يجب عليك أن تعرضي نفسك على
طبيبٍ نفسيٍّ، وسنُقدِّم لك بعض النصائح التي تُساعدك على سرعة الشفاء.
أختي العزيزة، لا تستسلمي للأفكار والخيالات والوساوس، وتوقفي
عنها عندما تبدأ، وذلك عن طريق الاستعاذة من الشيطان؛
لأن هذه الوساوس مِن عمل الشيطان؛ قال تعالى:
{ إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا
إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ }
[المجادلة: 10]
وأيضًا قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
( إن الشيطان يَجري مِن الإنسان مجرى الدم ).
وأيضًا ضمن النصائح: قراءة آية الكرسي والمعوذتين، والمحافَظة
على الصلاة، والنوم على وضوء، وطبقًا لِمَا ذكرتِ من التربية الخاطئة،
وعدم الاهتمام والسخرية، ووصفك بالغباء والرجولة والقبح،
فقد أدى ذلك إلى اضطرابات في الشخصية، والتي قد تُؤدي إلى الاكتئاب،
وهنا ننصحك أختي الكريمة بالتقرُّب إلى الوالدين والإخوة، وخاصَّة الأم،
والحوار معهم، وإظهار ما تخفيه بداخلك مِن إحساسٍ بعدم الرضا
مِن تصرُّفاتهم وسُخريتهم ومعاملتهم القاسية لك، وأن ذلك يُسبِّب لك
ألَمًا نفسيًّا بالغًا، واهتمي بدراستك والتفاعل مع أصدقائك، والمشاركة
في الأنشطة الاجتماعية، والقيام برحلة ترفيهيَّة مع الأسرة،
وممارسة بعض الأنشطة الرياضيَّة.
أما ما يتعلق بموضوع الشكل، فهذا مِن صُنع الله الذي أَحْسَنَ كلَّ شيء
خَلَقَهُ، ونحن جميعًا ليس لنا من الأمر شيءٌ؛ لأنَّ الأمر كله بيد الله،
ولا بد أن تحمدي الله على صفاتك الجميلة في الشخصية، وأن تبرزي
روعة الشخصية والأخلاق التي تجعل المحيطين بك يُحِبُّونك أكثر.
أما بالنسبة لجَذْب الانتباه وعلاقتك بالرجال، فهو يسمى:
اضطراب الشخصية التمثيليَّة، وهو عبارة عن السعي لِلَفت الانتباه،
وإظهار العواطف بشكل مبالَغ فيه، فيجب عليك استشارة الطبيب النفسي.
واعلمي أختي الكريمة أنك تستطيعين أن تَتَغَلَّبي
على كل تلك المشاكل بثقتك بنفسك بإذن الله.
والله هو الشافي والمعين
منقول للفائدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق