قصص القوة و الشجاعة 7
لمحمود المصري ( أبو عمار )
شجاعة الزبير بن العوام رضي الله عنه
( و لما قصد عمرو بن العاص مصر لفتحها كانت معه قوات تبلغ ثلاثة
آلاف و خمسمائة رجل، فكتب إلى عمر بن الخطاب يستمده – يطلب
المدد من الرجال- فأشفق عمر من قلة عدد قوات عمرو ، فأرسل عمر أربعة
آلاف رجل ، عليهم من الصحابة الكبار : الزبير و المقداد بن
الأسود ، وعبادة بن الصامت ، و مسلمة بن مخلد ، و كتب إليه :
( إني أمددتك بأربعة آلاف ، على كل ألفٍ منهم رجل مقام ألف ٍ)
و كان الزبير على رأس هؤلاء الرجال .
و حين قدم الزبير على عمرو وجده محاصرًا حصن (بابليون) فلم يلبث
الزبير أن ركب حصانه و طاف بالخندق المحيط بالحصن ، ثم فرق الرجال
حول الخندق ، و طال الحصار حتى بلغت مدته سبعة أشهر فقيل للزبير :
إن بها الطاعون فقال : إنما جئنا للطعن و الطاعون , و أبطأ الفتح على
عمرو بن العاص ، فقال الزبير : إني أهب نفسي لله ، أرجو أن يفتح الله
بذلك على المسلمين . فوضع سلمًا و أسنده إلى جانب الحصن من ناحية
سوق الحمام ثم صعد، و أمرهم إذا سمعوا تكبيره أن يجيبوه جميعًا،
فما شعروا إلا والزبير على رأس الحصن يكبر ومعه السيف، فتحامل الناس
على السلم حتى نهاهم عمرو ، خوفًا من أن ينكسر، فلما رأى الروم أن
العرب ظفروا بالحصن انسحبوا ، وبذلك فتح حصن بابليون أبوابه للمسلمين ،
فانتهت بفتحه المعركة الحاسمة لفتح مصر ، و كانت شجاعة الزبير
النادرة السبب المباشر لانتصار المسلمين على المقوقس .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق