شرح الدعاء من الكتاب والسنة (12)
شرح دعاء
رب اغفر و ارحم و أنت خير الراحمين
{ رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ } .
هذا أمر من اللَّه تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يطلب أهم مطلبين ،
و هما : طلب المغفرة ، و سؤال الرحمة ، و أن يُتوسّل إليه تعالى بأفضل
التوسلات ، وهو التوسّل بأسمائه الحسنى المتضمنة للصفات العُلا ،
إيذاناً بأن الدعاء بما فيه من المطالب العُلا من أهم الأمور التي ينبغي
أن يعتني بها الداعون العناية الكبرى ، إذ أمر به
من قد غُفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر ، فكيف بمن عداه من العباد؟
? رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ ? قال ابن كثير رحمه اللَّه :
( الغفر إذا أُطلق معناه : محو الذنب ، و ستره عن الناس ، و الرحمة
معناها : أن يُسدّده ويُوفقه في الأقوال والأفعال)
: أي يا رب استر عليَّ ذنوبي ، و تجاوز عنها بعفوك، وارحمني بأن تُسدِّدني ،
و تُوفِّقني في الأقوال ، و الأفعال ، و في تقديم المغفرة قبل الرحمة من باب
التخلية قبل التحلية، فبالمغفرة يزول المكروه ، و بالرحمة يحصل
المطلوب من النعم الدينية و الدنيوية .
ثم ختم السؤال بخير الختام، بوصف كمال رحمته عز وجل التي وسعت الخلق
كلهم أجمعين: ?وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ? أنت: ضمير الفصل الذي يفيد ثلاث
فوائد:
1- التوكيد
2- الحصر
3- الفصل بين الصفة و الخبر
وخَتْم الدعاء بهذا التوسل الجليل مناسب لما طلب في أول الدعاء مما
لا يخفى، و?خَيْرُ الرَّاحِمِينَ?من أسماء اللَّه الحسنى المضافة التي جاءت
على وزن (خير) أفعل للتفضيل التي تدلّ على عظم هذه الرحمة، وسعتها لكل شيء.
فهو جلّ وعلا أرحم الراحمين، وخير الراحمين، فمن كمال رحمته تعالى أنها
وسعت كل شيء في هذا الكون العجيب، قال تعالى:
{ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ }،
وخصّ من رحمته العظيمة خواصّ من العباد ?
{ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي
التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ }،
فمن أراد أن ينال هذه الرحمة التي فيها السعادة في الدارين، فليتّبع
الرسول صلى الله عليه وسلم بالأقوال، والأفعال، وفي كل الأحوال.
فهذا الإرشاد من اللَّه تعالى بملازمة هذا الدعاء المبارك لما تضمنه من
خيري الدنيا والآخرة الذي يتمنّاه كل عبدٍمؤمنٍ، لذا علَّم النبي صلى الله عليه وسلم
نظير هذا الدعاء أبا بكر الصديق: حيث سأله رضى الله عنه قائلاً:
عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلَاتِي! فقال:
( قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ،
فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي، إِنَّك أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) .
الفوائد :
1- أهمية هذه الدعوة؛ لأنها بصيغة الأمر .
2- فيه بيان أهمية التوسل إلى اللَّه تعالى بربوبيته التي من مقتضياتها
إجابة الدعاء.
3- ينبغي للداعي أن يقدم طلب المغفرة قبل سؤاله الرحمة،
كما هي عامة الأدعية .
4- أهمية هذين المطلبين: المغفرة، والرحمة: فالمغفرة تندفع بها
جميع المكروهات، و الرحمة التي تحصل بها جميع المحبوبات .
5- إن من آثار وثمرات المغفرة حصول الرحمة .
6- إن التوسّل بأسماء اللَّه تعالى المضافة من أعظم الممادح التي يُمدح
بها رب العزّة و الجلال ، و من أهم الأسباب الموجبة لقبول الدعاء ؛
لأنه تعالى علّمنا بهذا الدعاء كيف ندعوه ، و كيف نتوسّل إليه .
شرح دعاء
رب اغفر و ارحم و أنت خير الراحمين
{ رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ } .
هذا أمر من اللَّه تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يطلب أهم مطلبين ،
و هما : طلب المغفرة ، و سؤال الرحمة ، و أن يُتوسّل إليه تعالى بأفضل
التوسلات ، وهو التوسّل بأسمائه الحسنى المتضمنة للصفات العُلا ،
إيذاناً بأن الدعاء بما فيه من المطالب العُلا من أهم الأمور التي ينبغي
أن يعتني بها الداعون العناية الكبرى ، إذ أمر به
من قد غُفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر ، فكيف بمن عداه من العباد؟
? رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ ? قال ابن كثير رحمه اللَّه :
( الغفر إذا أُطلق معناه : محو الذنب ، و ستره عن الناس ، و الرحمة
معناها : أن يُسدّده ويُوفقه في الأقوال والأفعال)
: أي يا رب استر عليَّ ذنوبي ، و تجاوز عنها بعفوك، وارحمني بأن تُسدِّدني ،
و تُوفِّقني في الأقوال ، و الأفعال ، و في تقديم المغفرة قبل الرحمة من باب
التخلية قبل التحلية، فبالمغفرة يزول المكروه ، و بالرحمة يحصل
المطلوب من النعم الدينية و الدنيوية .
ثم ختم السؤال بخير الختام، بوصف كمال رحمته عز وجل التي وسعت الخلق
كلهم أجمعين: ?وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ? أنت: ضمير الفصل الذي يفيد ثلاث
فوائد:
1- التوكيد
2- الحصر
3- الفصل بين الصفة و الخبر
وخَتْم الدعاء بهذا التوسل الجليل مناسب لما طلب في أول الدعاء مما
لا يخفى، و?خَيْرُ الرَّاحِمِينَ?من أسماء اللَّه الحسنى المضافة التي جاءت
على وزن (خير) أفعل للتفضيل التي تدلّ على عظم هذه الرحمة، وسعتها لكل شيء.
فهو جلّ وعلا أرحم الراحمين، وخير الراحمين، فمن كمال رحمته تعالى أنها
وسعت كل شيء في هذا الكون العجيب، قال تعالى:
{ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ }،
وخصّ من رحمته العظيمة خواصّ من العباد ?
{ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي
التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ }،
فمن أراد أن ينال هذه الرحمة التي فيها السعادة في الدارين، فليتّبع
الرسول صلى الله عليه وسلم بالأقوال، والأفعال، وفي كل الأحوال.
فهذا الإرشاد من اللَّه تعالى بملازمة هذا الدعاء المبارك لما تضمنه من
خيري الدنيا والآخرة الذي يتمنّاه كل عبدٍمؤمنٍ، لذا علَّم النبي صلى الله عليه وسلم
نظير هذا الدعاء أبا بكر الصديق: حيث سأله رضى الله عنه قائلاً:
عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلَاتِي! فقال:
( قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ،
فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي، إِنَّك أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) .
الفوائد :
1- أهمية هذه الدعوة؛ لأنها بصيغة الأمر .
2- فيه بيان أهمية التوسل إلى اللَّه تعالى بربوبيته التي من مقتضياتها
إجابة الدعاء.
3- ينبغي للداعي أن يقدم طلب المغفرة قبل سؤاله الرحمة،
كما هي عامة الأدعية .
4- أهمية هذين المطلبين: المغفرة، والرحمة: فالمغفرة تندفع بها
جميع المكروهات، و الرحمة التي تحصل بها جميع المحبوبات .
5- إن من آثار وثمرات المغفرة حصول الرحمة .
6- إن التوسّل بأسماء اللَّه تعالى المضافة من أعظم الممادح التي يُمدح
بها رب العزّة و الجلال ، و من أهم الأسباب الموجبة لقبول الدعاء ؛
لأنه تعالى علّمنا بهذا الدعاء كيف ندعوه ، و كيف نتوسّل إليه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق