أولادي يضيعون من بين يدي (1)
أ. عائشة الحكمي
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا امرأةٌ عربيَّةٌ أعيش في فرنسا، مُشكلتي تَكمُن في أولادي؛
فلديَّ بنتٌ عمرها 18 سنة، تحبُّ الاستقلالية، وتحب أن ترتدي ما تريد
مِن الثياب غير الساترة! وتضع الزينة في وجهها، وتصاحب بنات وشباب السوء!
ذات مرَّة قام أخوها الأكبر بالتحدُّث معها، وإفهامها أنها مسلمة وعربية،
وهذه الصفاتُ لا تليق بها، فاشتدَّ الكلامُ بينهما إلى حدِّ أنها ذهبتْ إلى الشرطة،
واشتكتْ أخاها! فأقْسَمَ أنه لن ينصحها أبدًا، وقال لي: فلتفعلْ ما تشاء،
لا دخلَ لي بها؛ فأنا أُعاني منها كثيرًا؛ حتى إني أدعو عليها
في صلاتي بأن تموتَ لأرتاح منها!
كذلك لديَّ ابنٌ في منتصف العشرينيات يُصاحب هو أيضًا أصحاب السوء،
وهو عصبيٌّ جدًّا، مرة يكون هادئًا، ومرة يكون كالمجنون؛ يتكلَّم مع نفسِه تارة،
ويضحك تارة؛ فأدخلتُه عدَّة مرات المستشفى، فأخبرني طبيبُه ا
لنفسيُّ أن عنده مرض "انفصام في الشخصية"!
أرجوكم ساعدوني، وأعطوني اقتراحاتٍ لهذه الأمور، أريد أن أنقذ ابنتي
وابني؛ فأنا أراهما يضيعان مني أمام عيني.
وأخيرًا تقبَّلوا مني فائق التقدير والاحتِرام، وجزاكم الله خيرًا.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الموفِّق للصواب
وهو المستعان
أيتها الأم الكريمة، قيل: "إنَّ رجلًا تَزَوَّجَ امرأةً وله أمٌّ كبيرة، فقالت المرأة
للزوج: لا أنا ولا أنتَ حتى تُخْرِجَ هذه العجوز عنا، فلما أكثرتْ عليه
احْتَمَلَها على عنقِه ليلًا، ثم أتى بها واديًا كثيرَ السِّباع، فرَمَى بها فيه،
ثم تنكَّر لها، فمرَّ بها وهي تبكي، فقال: ما يُبكِيكِ يا عجوز؟
قالتْ: طرَحني ابني ها هنا وذَهَب، وأنا أخاف أن يفترسَه الأسدُ!
فقال لها: تبكين له، وقد فَعَل بكِ ما فعل؟ هلَّا تدعين عليه؟ قالتْ:
تأبَى له ذلك بنات أَلْبُبِي! قالوا: بنات أَلْبُب؛ عُروقٌ في القلب تكون
منها الرِّقَّةُ"؛ [مجمع الأمثال"؛ لأبي الفضل النيسابوري]،
فأين ذهبتْ رقَّة قلب الأم حين دعا ابنُكِ على ابنتكِ وثمرة قلبكِ بالموت في الصلاة؟!
يرحم الله نوحًا - عليه وعلى نبينا الحبيب الصلاة والسلام -
فإنه حين رأى ابنَه غارقًا مع الكافرين، رفع يديه، ودعا:
{ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ}
[هود: 45]،
وأنتِ تتركينه يدعو على أخته المراهقة، وهي مؤمنة بالله؟!
فاتقي الله، وادعي لابنتكِ بالهداية والصلاح، وعسى الله أن يهديَها لما
يُرشِدُها، ويَصرِفها عما يُوبِقها، ويقر عينكِ ببرِّها وصلاح أمرها، آمين.
وبعد:
فإنَّ الفتيات في عمر ابنتكِ يَتَهَيَّأْنَ ليُصبِحن أمهات مربِّيات،
لا أن يُعامَلْنَ معاملة الأطفال! وفي الدول الغربية يُعطَى المراهِق
جملةً من الامتيازات والحقوق إذا أتتْ عليه ثماني عشرة سنة،
مما يُشعِره بالحريَّة والاستقلاليَّة والخصوصيَّة، فأرجو أن تراعي
هذه النقطة كثيرًا،
منقول للفائدة
أ. عائشة الحكمي
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا امرأةٌ عربيَّةٌ أعيش في فرنسا، مُشكلتي تَكمُن في أولادي؛
فلديَّ بنتٌ عمرها 18 سنة، تحبُّ الاستقلالية، وتحب أن ترتدي ما تريد
مِن الثياب غير الساترة! وتضع الزينة في وجهها، وتصاحب بنات وشباب السوء!
ذات مرَّة قام أخوها الأكبر بالتحدُّث معها، وإفهامها أنها مسلمة وعربية،
وهذه الصفاتُ لا تليق بها، فاشتدَّ الكلامُ بينهما إلى حدِّ أنها ذهبتْ إلى الشرطة،
واشتكتْ أخاها! فأقْسَمَ أنه لن ينصحها أبدًا، وقال لي: فلتفعلْ ما تشاء،
لا دخلَ لي بها؛ فأنا أُعاني منها كثيرًا؛ حتى إني أدعو عليها
في صلاتي بأن تموتَ لأرتاح منها!
كذلك لديَّ ابنٌ في منتصف العشرينيات يُصاحب هو أيضًا أصحاب السوء،
وهو عصبيٌّ جدًّا، مرة يكون هادئًا، ومرة يكون كالمجنون؛ يتكلَّم مع نفسِه تارة،
ويضحك تارة؛ فأدخلتُه عدَّة مرات المستشفى، فأخبرني طبيبُه ا
لنفسيُّ أن عنده مرض "انفصام في الشخصية"!
أرجوكم ساعدوني، وأعطوني اقتراحاتٍ لهذه الأمور، أريد أن أنقذ ابنتي
وابني؛ فأنا أراهما يضيعان مني أمام عيني.
وأخيرًا تقبَّلوا مني فائق التقدير والاحتِرام، وجزاكم الله خيرًا.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الموفِّق للصواب
وهو المستعان
أيتها الأم الكريمة، قيل: "إنَّ رجلًا تَزَوَّجَ امرأةً وله أمٌّ كبيرة، فقالت المرأة
للزوج: لا أنا ولا أنتَ حتى تُخْرِجَ هذه العجوز عنا، فلما أكثرتْ عليه
احْتَمَلَها على عنقِه ليلًا، ثم أتى بها واديًا كثيرَ السِّباع، فرَمَى بها فيه،
ثم تنكَّر لها، فمرَّ بها وهي تبكي، فقال: ما يُبكِيكِ يا عجوز؟
قالتْ: طرَحني ابني ها هنا وذَهَب، وأنا أخاف أن يفترسَه الأسدُ!
فقال لها: تبكين له، وقد فَعَل بكِ ما فعل؟ هلَّا تدعين عليه؟ قالتْ:
تأبَى له ذلك بنات أَلْبُبِي! قالوا: بنات أَلْبُب؛ عُروقٌ في القلب تكون
منها الرِّقَّةُ"؛ [مجمع الأمثال"؛ لأبي الفضل النيسابوري]،
فأين ذهبتْ رقَّة قلب الأم حين دعا ابنُكِ على ابنتكِ وثمرة قلبكِ بالموت في الصلاة؟!
يرحم الله نوحًا - عليه وعلى نبينا الحبيب الصلاة والسلام -
فإنه حين رأى ابنَه غارقًا مع الكافرين، رفع يديه، ودعا:
{ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ}
[هود: 45]،
وأنتِ تتركينه يدعو على أخته المراهقة، وهي مؤمنة بالله؟!
فاتقي الله، وادعي لابنتكِ بالهداية والصلاح، وعسى الله أن يهديَها لما
يُرشِدُها، ويَصرِفها عما يُوبِقها، ويقر عينكِ ببرِّها وصلاح أمرها، آمين.
وبعد:
فإنَّ الفتيات في عمر ابنتكِ يَتَهَيَّأْنَ ليُصبِحن أمهات مربِّيات،
لا أن يُعامَلْنَ معاملة الأطفال! وفي الدول الغربية يُعطَى المراهِق
جملةً من الامتيازات والحقوق إذا أتتْ عليه ثماني عشرة سنة،
مما يُشعِره بالحريَّة والاستقلاليَّة والخصوصيَّة، فأرجو أن تراعي
هذه النقطة كثيرًا،
منقول للفائدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق