ساعدت زميلتي فتفوقت علي
أ. أميمة صوالحة
السؤال
♦ الملخص:
فتاة متفوقةٌ في دراستها ساعدتْ زميلتها في المذاكرة حتى تفوَّقت
عليها، لكن زميلتها هذه تنظُر إليها الآن بازدراء؛ مما جعل هذه الفتاة
تفقد ثقتها في نفسها، وتسأل: كيف تتخلَّص من جُبنها وتكون واثقة في نفسها؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنا طالبة في الثانوية كنتُ الأولى من بين زميلاتي في المدرسة؛
مما جعلني أثق في نفسي كثيرًا، ثم إني مقبلة هذا العام على امتحان
مصيري، فقد بدأتُ التحضير له معنويًّا بتطوير ذاتي، ومحاولة التخلص
من بعض عاداتي السيئة، والالتزام بعادات جيدة.
كانت لدي معارفُ سابقة جيدة؛ نظرًا لتفوقي في السنوات الماضية،
لكن هذه السنة حدث ما لم يكن في الحسبان، لي زميلة (مستواها متوسط)،
دائمًا أتفوق عليها بفارق كبير من الدرجات، ولا أعتبرها منافسةً لي،
لكنها أصبحت تأخذ درجاتٍ مقاربةً لدرجاتي، وربما أفضل منها،
ولا أنكر أنها اجتهدتْ، لكنَّ جزءًا من نجاحها هذا، كان نتيجة
مساعدتي لها بشرح الدروس، وها هي الآن تتفوق عليَّ في بعض
المواد وتنظر إليَّ بازدراء، أمَّا أنا فما زلتُ أُحاول التفوق عليها بجدارة
لكني لم أستطع، علمًا بأني أتمنَّى لها النجاح طبعًا، لكن صراحةً
أُصبتُ بإحباط شديد؛ إذ كيف تذهب كل هذه الجهود في مهب الريح،
ويأتي شخص لم يجتهد بمقدار اجتهادي، ويقترب من مستواي؟!
وقد بكيتُ كثيرًا؛ لأني وجدتُ أنها قد طورتْ من نفسها،
وكل محاولاتي لتطوير نفسي باءت بالفشل!
أنا لا أذكرها بوصفها منافسةً لي، لكنها مجرد مثال على عدم قدرتي
على تحدِّيها وعدم وثوقي في إمكانيَّاتي، لذا أنا أريد
التحدي لكني لا أستطيع؛ فأنا أخشى أن أُهزم.
وسؤالي هو: كيف يُمكنني الاستمرار في مساعدتها دون أن يكون
لدي خوف من أنها قد تتفوق عليَّ؟ كيف تكون عندي الثقة في تحدي
المتفوقين بكل شجاعة وقوة مهما كان مستواهم؟
كيف أتخلص من جُبني وأكون واثقة في نفسي؟
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أما بعد:
فإننا نجد فيكِ ميزة الجرأة والشجاعة، كما نأمُل منكِ أنْ تكوني
قمة الفخر والسعادة والثقة بالنفس، فمن النعم التي يُغدق الله بها
على الإنسان في شبابه، هو أن يقدم النفع للناس من حوله،
فتفوُّقُ إحدى زميلاتك بسبب ما قدَّمتِه من جهود في تعليمها،
هو دليلُ قوتك، وهو فخرٌ في حد ذاته، ونجاحٌ وتفوقٌ لك.
صحيح أن المنافسة في الدراجات أمرٌ بديهي بين البشر، إلا أن الأجمل
من ذلك كله أنْ تبصر عيناك نجاحًا لمن حولك تأخذينَ أنتِ أجره مضاعفًا،
فاجعلي ما قدَّمتِ لزميلتك خالصًا لوجه الله، وسترينَ أثره الجميل في
طريقك وفي تفوُّقك، وفيما بقِي من حياتك، ولا تَحرقي ذاتك همًّا وخوفًا
من تقدُّم إحداهنَّ بسبب مجهودك، بل طِيبي نفسًا بأنك تملِكين البذل
بشكلٍ يسير، وكيف يمكنك أنْ تفعلي ذلك، نُساعدك بما يلي:
♦ كوني منشرحة القلب ودائمة الأمل، ولا تفعلي شيئًا قبل أن
تؤمني تمامًا بأنك تفعلينه في طاعة الله ولأجلِ مرضاته.
♦ إنْ شعرتِ بضيقٍ لأمرٍ فلا تفعليه، واعتذري عنه لانشغالك بأمور
دراستك الخاصة، ولا تخشي من ذلك، ولن يلومكِ أحد إن اعتذرتِ بأدبٍ.
♦ ساعدي الخَلْق مِن حولك بما تُطيقه نفسُك،
وجاملي مَن شئتِ بما لا يُحمِّلكِ فوق طاقتك.
♦ واعلمي أن سعادة الآخرين بسببِ جودكِ ويدك الساندة شيءٌ
جميل، من شأنه أنْ يحقق لك السعادة تبعًا.
وأخيرًا:
تعاملي مع الأشياء ببساطة، ولا تجعليها تستهلك طاقتك الجسدية
والنفسية، فالغرق في التفكير والقلق لساعةٍ واحدة، يستنزف عقلك
وجسدك مدة شهرٍ من العمل والاجتهاد، فاصرفي نفسك
وعقلك إلى طريق العمل والاجتهاد، لا طريق القلق.
منقول للفائدة
أ. أميمة صوالحة
السؤال
♦ الملخص:
فتاة متفوقةٌ في دراستها ساعدتْ زميلتها في المذاكرة حتى تفوَّقت
عليها، لكن زميلتها هذه تنظُر إليها الآن بازدراء؛ مما جعل هذه الفتاة
تفقد ثقتها في نفسها، وتسأل: كيف تتخلَّص من جُبنها وتكون واثقة في نفسها؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنا طالبة في الثانوية كنتُ الأولى من بين زميلاتي في المدرسة؛
مما جعلني أثق في نفسي كثيرًا، ثم إني مقبلة هذا العام على امتحان
مصيري، فقد بدأتُ التحضير له معنويًّا بتطوير ذاتي، ومحاولة التخلص
من بعض عاداتي السيئة، والالتزام بعادات جيدة.
كانت لدي معارفُ سابقة جيدة؛ نظرًا لتفوقي في السنوات الماضية،
لكن هذه السنة حدث ما لم يكن في الحسبان، لي زميلة (مستواها متوسط)،
دائمًا أتفوق عليها بفارق كبير من الدرجات، ولا أعتبرها منافسةً لي،
لكنها أصبحت تأخذ درجاتٍ مقاربةً لدرجاتي، وربما أفضل منها،
ولا أنكر أنها اجتهدتْ، لكنَّ جزءًا من نجاحها هذا، كان نتيجة
مساعدتي لها بشرح الدروس، وها هي الآن تتفوق عليَّ في بعض
المواد وتنظر إليَّ بازدراء، أمَّا أنا فما زلتُ أُحاول التفوق عليها بجدارة
لكني لم أستطع، علمًا بأني أتمنَّى لها النجاح طبعًا، لكن صراحةً
أُصبتُ بإحباط شديد؛ إذ كيف تذهب كل هذه الجهود في مهب الريح،
ويأتي شخص لم يجتهد بمقدار اجتهادي، ويقترب من مستواي؟!
وقد بكيتُ كثيرًا؛ لأني وجدتُ أنها قد طورتْ من نفسها،
وكل محاولاتي لتطوير نفسي باءت بالفشل!
أنا لا أذكرها بوصفها منافسةً لي، لكنها مجرد مثال على عدم قدرتي
على تحدِّيها وعدم وثوقي في إمكانيَّاتي، لذا أنا أريد
التحدي لكني لا أستطيع؛ فأنا أخشى أن أُهزم.
وسؤالي هو: كيف يُمكنني الاستمرار في مساعدتها دون أن يكون
لدي خوف من أنها قد تتفوق عليَّ؟ كيف تكون عندي الثقة في تحدي
المتفوقين بكل شجاعة وقوة مهما كان مستواهم؟
كيف أتخلص من جُبني وأكون واثقة في نفسي؟
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أما بعد:
فإننا نجد فيكِ ميزة الجرأة والشجاعة، كما نأمُل منكِ أنْ تكوني
قمة الفخر والسعادة والثقة بالنفس، فمن النعم التي يُغدق الله بها
على الإنسان في شبابه، هو أن يقدم النفع للناس من حوله،
فتفوُّقُ إحدى زميلاتك بسبب ما قدَّمتِه من جهود في تعليمها،
هو دليلُ قوتك، وهو فخرٌ في حد ذاته، ونجاحٌ وتفوقٌ لك.
صحيح أن المنافسة في الدراجات أمرٌ بديهي بين البشر، إلا أن الأجمل
من ذلك كله أنْ تبصر عيناك نجاحًا لمن حولك تأخذينَ أنتِ أجره مضاعفًا،
فاجعلي ما قدَّمتِ لزميلتك خالصًا لوجه الله، وسترينَ أثره الجميل في
طريقك وفي تفوُّقك، وفيما بقِي من حياتك، ولا تَحرقي ذاتك همًّا وخوفًا
من تقدُّم إحداهنَّ بسبب مجهودك، بل طِيبي نفسًا بأنك تملِكين البذل
بشكلٍ يسير، وكيف يمكنك أنْ تفعلي ذلك، نُساعدك بما يلي:
♦ كوني منشرحة القلب ودائمة الأمل، ولا تفعلي شيئًا قبل أن
تؤمني تمامًا بأنك تفعلينه في طاعة الله ولأجلِ مرضاته.
♦ إنْ شعرتِ بضيقٍ لأمرٍ فلا تفعليه، واعتذري عنه لانشغالك بأمور
دراستك الخاصة، ولا تخشي من ذلك، ولن يلومكِ أحد إن اعتذرتِ بأدبٍ.
♦ ساعدي الخَلْق مِن حولك بما تُطيقه نفسُك،
وجاملي مَن شئتِ بما لا يُحمِّلكِ فوق طاقتك.
♦ واعلمي أن سعادة الآخرين بسببِ جودكِ ويدك الساندة شيءٌ
جميل، من شأنه أنْ يحقق لك السعادة تبعًا.
وأخيرًا:
تعاملي مع الأشياء ببساطة، ولا تجعليها تستهلك طاقتك الجسدية
والنفسية، فالغرق في التفكير والقلق لساعةٍ واحدة، يستنزف عقلك
وجسدك مدة شهرٍ من العمل والاجتهاد، فاصرفي نفسك
وعقلك إلى طريق العمل والاجتهاد، لا طريق القلق.
منقول للفائدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق