قليل في أعين الناس ... عظيم عند الله !
إن الحساب في ميزان الله سبحانه غير الحساب في ميزان البشر , فهو الرحيم سبحانه , وهو غفار الذنوب ,
وهو قابل التوب , وحسابه سبحانه لعباده قائم على الحقائق لا على الظواهر , فأصله القلب والنية ومكنونات النفس .
وقيمة الأعمال في ميزان الله سبحانه ليس مرجعه إلى قدرها ولا حجمها ولا شكلها , إنما مرجعه إلى صدقها وإخلاصها ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيها .
فليس بين الله وبين خلقه قرب إلا بالتقوى , فمن كان لله أتقى كان من الله أقرب , وكان عند الله أكرم ,
فالعمل على ما في القلب , وعلى ما في القلب يكون الجزاء يوم القيامة , كما قال الله تعالى "إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ " ,
فإذا كانت السريرة صادقة نقية مخلصة فهي البشرى , وإن كانت خبيثة فقد فقدت الخير كله , يقول سبحانه : " أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ"
هذا المبدأ العظيم قد يرتقي بعبد ضعيف فقير مريض إلى عليين بإخلاصه في قليل العمل ,
وقد يهبط بقوي غني صحيح إلى أسفل سافلين بسوء قلبه وفساد نيته .
وانظر إلى تأكيد النبي صلى الله عليه وسلم لهذا المبدأ بقوله : « إِنَّ الله لاَ يَنْظُرُ إِلَى أجسادكم ولا إلى صُوَرِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ »أ
خرجه مسلم ,يقول المناوي : أي لا يجازيكم على ظاهرها ولا يثيبكم عليها ولا يقربكم منه , ولكن إنما ينظر إلى قلوبكم التي هي محل التقوى ..
إنها نعمة بالغة من الله سبحانه الرحيم لعباده المؤمنين الصادقين , فليصلحوا قلوبهم وليستحضروا صالح نواياهم
وعندئذ تتضاعف قيمة الأعمال ويصبح العمل الصغير في أعين البعض عظيما عند الله , يقول ابن المبارك :
" رُبَّ عمل صغير تُعظِّمه النيّة، ورُبَّ عمل كبير تُصغِّره النيّة" , ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية :
" والنوع الواحد من العمل قد يفعله الإنسان على وجه يكمل فيه إخلاصه وعبوديته لله فيغفر الله له به كبائر"
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: « جَاءَتْنِي مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا، فَأَطْعَمْتُهَا ثَلاَثَ تَمَرَاتٍ،
فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً، وَرَفَعَتْ إِلَى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلَهَا فَاسْتَطْعَمَتْهَا ابْنَتَاهَا فَشَقَّتِ التَّمْرَةَ الَّتِي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا بَيْنَهُمَا،
فَأَعْجَبَنِي شَأْنُهَا، فَذَكَرْتُ الَّذِي صَنَعَتْ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «إِنَّ الله قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الجَنَّةَ، أَوْ أَعْتَقَهَا بِهَا مِنَ النَّارِ»أخرجه مسلم
وعن أبي هريرة رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِنَّ رَجُلاً لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ، فَكَانَ يُدَايِنُ النَّاسَ؛
فَيَقُولُ لِرَسُولِهِ: خُذْ مَا تَيَسَّرَ وَاتْرُكْ مَا عَسُرَ وَتَجَاوَزْ؛ لَعَلَّ الله يَتَجَاوَزُ عَنَّا، فَلَمَّا هَلَكَ قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ؟
قَالَ: لا، إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ لِي غُلامٌ وَكُنْتُ أُدَايِنُ النَّاسَ، فَإِذَا بَعَثْتُهُ يَتَقَاضَى قُلْتُ لَهُ: خُذْ مَا تَيَسَّرَ وَاتْرُكْ مَا عَسُرَ وَتَجَاوَزْ؛
لَعَلَّ الله عَزَّ وَجَلَّ يَتَجَاوَزُ عَنَّا. قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: قَدْ تَجَاوَزْتُ عَنْكَ»أخرجه النسائي
وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«بَيْنَا رَجُلٌ يَمْشِي، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ فَنَزَلَ بِئْرًا فَشَرِبَ مِنْهَا ثُمَّ خَرَجَ، فَإِذَا هُوَ بِكَلْبٍ يَلْهَثُ؛ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنْ الْعَطَشِ
فَقَالَ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا مِثْلُ الَّذِي بَلَغَ بِي. فَمَلَأَ خُفَّهُ ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ ثُمَّ رَقِيَ فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ الله لَهُ فَغَفَرَ لَهُ.
قَالُوا يَا رَسُولَ الله: وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ أَجْرًا؟ قَالَ: فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ»متفق عليه
وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
« لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلاً يَتَقَلَّبُ فِي الجَنَّةِ فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ»
إن الحساب في ميزان الله سبحانه غير الحساب في ميزان البشر , فهو الرحيم سبحانه , وهو غفار الذنوب ,
وهو قابل التوب , وحسابه سبحانه لعباده قائم على الحقائق لا على الظواهر , فأصله القلب والنية ومكنونات النفس .
وقيمة الأعمال في ميزان الله سبحانه ليس مرجعه إلى قدرها ولا حجمها ولا شكلها , إنما مرجعه إلى صدقها وإخلاصها ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيها .
فليس بين الله وبين خلقه قرب إلا بالتقوى , فمن كان لله أتقى كان من الله أقرب , وكان عند الله أكرم ,
فالعمل على ما في القلب , وعلى ما في القلب يكون الجزاء يوم القيامة , كما قال الله تعالى "إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ " ,
فإذا كانت السريرة صادقة نقية مخلصة فهي البشرى , وإن كانت خبيثة فقد فقدت الخير كله , يقول سبحانه : " أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ"
هذا المبدأ العظيم قد يرتقي بعبد ضعيف فقير مريض إلى عليين بإخلاصه في قليل العمل ,
وقد يهبط بقوي غني صحيح إلى أسفل سافلين بسوء قلبه وفساد نيته .
وانظر إلى تأكيد النبي صلى الله عليه وسلم لهذا المبدأ بقوله : « إِنَّ الله لاَ يَنْظُرُ إِلَى أجسادكم ولا إلى صُوَرِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ »أ
خرجه مسلم ,يقول المناوي : أي لا يجازيكم على ظاهرها ولا يثيبكم عليها ولا يقربكم منه , ولكن إنما ينظر إلى قلوبكم التي هي محل التقوى ..
إنها نعمة بالغة من الله سبحانه الرحيم لعباده المؤمنين الصادقين , فليصلحوا قلوبهم وليستحضروا صالح نواياهم
وعندئذ تتضاعف قيمة الأعمال ويصبح العمل الصغير في أعين البعض عظيما عند الله , يقول ابن المبارك :
" رُبَّ عمل صغير تُعظِّمه النيّة، ورُبَّ عمل كبير تُصغِّره النيّة" , ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية :
" والنوع الواحد من العمل قد يفعله الإنسان على وجه يكمل فيه إخلاصه وعبوديته لله فيغفر الله له به كبائر"
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: « جَاءَتْنِي مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا، فَأَطْعَمْتُهَا ثَلاَثَ تَمَرَاتٍ،
فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً، وَرَفَعَتْ إِلَى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلَهَا فَاسْتَطْعَمَتْهَا ابْنَتَاهَا فَشَقَّتِ التَّمْرَةَ الَّتِي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا بَيْنَهُمَا،
فَأَعْجَبَنِي شَأْنُهَا، فَذَكَرْتُ الَّذِي صَنَعَتْ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «إِنَّ الله قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الجَنَّةَ، أَوْ أَعْتَقَهَا بِهَا مِنَ النَّارِ»أخرجه مسلم
وعن أبي هريرة رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِنَّ رَجُلاً لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ، فَكَانَ يُدَايِنُ النَّاسَ؛
فَيَقُولُ لِرَسُولِهِ: خُذْ مَا تَيَسَّرَ وَاتْرُكْ مَا عَسُرَ وَتَجَاوَزْ؛ لَعَلَّ الله يَتَجَاوَزُ عَنَّا، فَلَمَّا هَلَكَ قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ؟
قَالَ: لا، إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ لِي غُلامٌ وَكُنْتُ أُدَايِنُ النَّاسَ، فَإِذَا بَعَثْتُهُ يَتَقَاضَى قُلْتُ لَهُ: خُذْ مَا تَيَسَّرَ وَاتْرُكْ مَا عَسُرَ وَتَجَاوَزْ؛
لَعَلَّ الله عَزَّ وَجَلَّ يَتَجَاوَزُ عَنَّا. قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: قَدْ تَجَاوَزْتُ عَنْكَ»أخرجه النسائي
وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«بَيْنَا رَجُلٌ يَمْشِي، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ فَنَزَلَ بِئْرًا فَشَرِبَ مِنْهَا ثُمَّ خَرَجَ، فَإِذَا هُوَ بِكَلْبٍ يَلْهَثُ؛ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنْ الْعَطَشِ
فَقَالَ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا مِثْلُ الَّذِي بَلَغَ بِي. فَمَلَأَ خُفَّهُ ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ ثُمَّ رَقِيَ فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ الله لَهُ فَغَفَرَ لَهُ.
قَالُوا يَا رَسُولَ الله: وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ أَجْرًا؟ قَالَ: فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ»متفق عليه
وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
« لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلاً يَتَقَلَّبُ فِي الجَنَّةِ فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ»
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق