طلب العلم والخوف من الرياء
أ. لولوة السجا
السؤال
♦ الملخص:
طالبة علم تشكو من بعض الخواطر التي تعاني منها، مثل أنها مرائية،
وتأتيها أفكار العُجب بعلمها، مما يجعلها تخشى أن يحبط عملها.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا في العشرينيات من عمري، متزوجة، توجهتُ إلى طلب العلم الشرعي،
بعد أن حفزتني صديقتي على ذلك، والحمد لله أصبحتُ أُكثر من المطالعة،
وأحفظ المتون، وأحاول قدرَ استطاعتي أن ألْتَزِمَ حدود الله.
المشكلةُ أني أكاد أكون الوحيدة بين جميع معارفي التي تدرس
العلم الشرعي، وعندما أجلس في جماعةٍ ونتكلم عن أمور الدين،
أتكلم أنا، وأستحضر لهم الأدلة مِن الكتاب والسنة، والجميع يَنْظُرون
إليَّ، فيأتيني إحساسٌ بالفرَح، وأخشى أن يكونَ عُجبًا.
وعندما أضَع الكتاب أمامي تبدأ الخواطرُ بأني سأكون عالمةً،
وأدرس الناس، ثم تأتيني الأفكار بأن هذا مِن العُجب، وأني بذلك
مرائية، فيضيق صدري وتضعُف همتي، فأخبروني كيف أتخلص من هذه الأفكار؟
الأمر الثاني: أم زوجي تُؤذي الناس بلسانها بمن فيهم أنا،
وتكذب وتحلِف كذبًا، وكلما زارتني في بيتي تغتاب الناس وتقع
في أعراضهم، وتطلُب مني هجر صديقاتي؛ لأنهنَّ لا يُعجِبْنَها،
وزوجي يطلب مني إكْرامَها، وأن أُظْهِر لها أني تحت سيطرتها،
فماذا أفعل؟ هل أطيعها وأُمثِّل عليها؟
الجواب
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فإنَّ الإخلاص مَطلبٌ مهم وعظيم لقبول العمل، وليس منا إلا ويجد
بعض ما تجدين مِن الإعجاب بالعمل؛ حيث إنه شعور يصعُب
مدافعته بالكلية، ولذلك خص العلماء في كتبهم أبوابًا تتحدَّث عن
هذا الجانب، وذلك للحاجة المُلِحَّة إلى تهذيبه وتمحيصه،
فالمطلوبُ أولًا هو الاستعانةُ بالله، وذلك بالدعاء بأن يجعل الله
الإخلاص في النية قرين أعمالك، ثم تأتي بعد ذلك مسألة المجاهدة
والمدافعة، وذلك مثلًا حين تحدثك نفسك بأنك فقيهة أو عالمة أو
غير ذلك، حدِّثيها أنتِ بأن هناك من هم أفقه وأعلم وأورع،
ومع ذلك هم لا يرون أعمالهم شيئًا يذكر، وهكذا.
يفضل في مثل ذلك مخالطة أهل العلم والفهم؛ حتى تشعري حقًّا
أن الذي حصلته لا يُقارن بما حصله هؤلاء، ولا يمكننا أن نقول:
إن عملَك أحبط بمجرد أن شعرتِ بذلك، وإنما هو ابتلاء لك،
وقد يكون تثبيطًا من الشيطان ليحزنك، ومِن ثَم يقعدك عن العمل،
فالمطلوبُ هو أن تجمعي بين الأمور التي هي طلب العلم ونفع الناس
والإخلاص في ذلك، وتحقيقه بما ذكرتُ لك، ولعلك تقرئين كثيرًا فيما يتعلق بذلك.
أما ما يتعلق بأم زوجك، فالذي عليك هو الإحسانُ إليها ومجاملتها
قدر الإمكان، إلا في معصية الله؛ كالغيبة، وذكر الناس بالسوء،
ناصحيها بالطريقة المناسبة لسنها وتفكيرها، وبالتي هي أحسن،
وممكن أن يكون ذلك بأسلوب الممازحة إذا رأيت أن الأسلوب المباشر
لا يجدي، وحتى لا تتصادمي معها وتقعي في حرج، فحين تطلب منك
مقاطعة من حولك، فقولي خيرًا، أو الزمي الصمت، وكما ذكر لك
زوجك حين قال: (أظهري لها كذا وكذا)، لأنك في الحقيقة غير مجبرة
على فعل ذلك، وقد تكون هذه التصرفات التي تصدر من أم زوجك
حقيقة لها أسباب يسيرة يمكنكم تفاديها؛ مثل: الإحسان إليها،
وإشعارها بمكانتها، فبعض كبار السن يلجأ لمثل هذا السلوك كردة
فعل لشعوره بأنه شخص ثقيل مثلًا، أو غير محبوب، أو غير ذلك،
فإعطاؤُه الثقة بالمدح والثناء والكلام الطيب سيعيد ثقته بنفسه،
ومن ثم سيكفيكم نفسه، وهذه مسألةٌ قلَّما يتنبه لها أحد.
وفقك الله، وأعانك وثبتك، وزادك مِن فضله
منقول للفائدة
أ. لولوة السجا
السؤال
♦ الملخص:
طالبة علم تشكو من بعض الخواطر التي تعاني منها، مثل أنها مرائية،
وتأتيها أفكار العُجب بعلمها، مما يجعلها تخشى أن يحبط عملها.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا في العشرينيات من عمري، متزوجة، توجهتُ إلى طلب العلم الشرعي،
بعد أن حفزتني صديقتي على ذلك، والحمد لله أصبحتُ أُكثر من المطالعة،
وأحفظ المتون، وأحاول قدرَ استطاعتي أن ألْتَزِمَ حدود الله.
المشكلةُ أني أكاد أكون الوحيدة بين جميع معارفي التي تدرس
العلم الشرعي، وعندما أجلس في جماعةٍ ونتكلم عن أمور الدين،
أتكلم أنا، وأستحضر لهم الأدلة مِن الكتاب والسنة، والجميع يَنْظُرون
إليَّ، فيأتيني إحساسٌ بالفرَح، وأخشى أن يكونَ عُجبًا.
وعندما أضَع الكتاب أمامي تبدأ الخواطرُ بأني سأكون عالمةً،
وأدرس الناس، ثم تأتيني الأفكار بأن هذا مِن العُجب، وأني بذلك
مرائية، فيضيق صدري وتضعُف همتي، فأخبروني كيف أتخلص من هذه الأفكار؟
الأمر الثاني: أم زوجي تُؤذي الناس بلسانها بمن فيهم أنا،
وتكذب وتحلِف كذبًا، وكلما زارتني في بيتي تغتاب الناس وتقع
في أعراضهم، وتطلُب مني هجر صديقاتي؛ لأنهنَّ لا يُعجِبْنَها،
وزوجي يطلب مني إكْرامَها، وأن أُظْهِر لها أني تحت سيطرتها،
فماذا أفعل؟ هل أطيعها وأُمثِّل عليها؟
الجواب
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فإنَّ الإخلاص مَطلبٌ مهم وعظيم لقبول العمل، وليس منا إلا ويجد
بعض ما تجدين مِن الإعجاب بالعمل؛ حيث إنه شعور يصعُب
مدافعته بالكلية، ولذلك خص العلماء في كتبهم أبوابًا تتحدَّث عن
هذا الجانب، وذلك للحاجة المُلِحَّة إلى تهذيبه وتمحيصه،
فالمطلوبُ أولًا هو الاستعانةُ بالله، وذلك بالدعاء بأن يجعل الله
الإخلاص في النية قرين أعمالك، ثم تأتي بعد ذلك مسألة المجاهدة
والمدافعة، وذلك مثلًا حين تحدثك نفسك بأنك فقيهة أو عالمة أو
غير ذلك، حدِّثيها أنتِ بأن هناك من هم أفقه وأعلم وأورع،
ومع ذلك هم لا يرون أعمالهم شيئًا يذكر، وهكذا.
يفضل في مثل ذلك مخالطة أهل العلم والفهم؛ حتى تشعري حقًّا
أن الذي حصلته لا يُقارن بما حصله هؤلاء، ولا يمكننا أن نقول:
إن عملَك أحبط بمجرد أن شعرتِ بذلك، وإنما هو ابتلاء لك،
وقد يكون تثبيطًا من الشيطان ليحزنك، ومِن ثَم يقعدك عن العمل،
فالمطلوبُ هو أن تجمعي بين الأمور التي هي طلب العلم ونفع الناس
والإخلاص في ذلك، وتحقيقه بما ذكرتُ لك، ولعلك تقرئين كثيرًا فيما يتعلق بذلك.
أما ما يتعلق بأم زوجك، فالذي عليك هو الإحسانُ إليها ومجاملتها
قدر الإمكان، إلا في معصية الله؛ كالغيبة، وذكر الناس بالسوء،
ناصحيها بالطريقة المناسبة لسنها وتفكيرها، وبالتي هي أحسن،
وممكن أن يكون ذلك بأسلوب الممازحة إذا رأيت أن الأسلوب المباشر
لا يجدي، وحتى لا تتصادمي معها وتقعي في حرج، فحين تطلب منك
مقاطعة من حولك، فقولي خيرًا، أو الزمي الصمت، وكما ذكر لك
زوجك حين قال: (أظهري لها كذا وكذا)، لأنك في الحقيقة غير مجبرة
على فعل ذلك، وقد تكون هذه التصرفات التي تصدر من أم زوجك
حقيقة لها أسباب يسيرة يمكنكم تفاديها؛ مثل: الإحسان إليها،
وإشعارها بمكانتها، فبعض كبار السن يلجأ لمثل هذا السلوك كردة
فعل لشعوره بأنه شخص ثقيل مثلًا، أو غير محبوب، أو غير ذلك،
فإعطاؤُه الثقة بالمدح والثناء والكلام الطيب سيعيد ثقته بنفسه،
ومن ثم سيكفيكم نفسه، وهذه مسألةٌ قلَّما يتنبه لها أحد.
وفقك الله، وأعانك وثبتك، وزادك مِن فضله
منقول للفائدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق