زواج الآباء و الأمهات بين الحاجة و سخط الأبناء
الجزء الثانى - 02
بين المراهقة والشيخوخة
كما أن الابن أو الابنة يحكمون على أب يعيش مرحلة عمرية
لم يمروا بها ولم يخبروها نفسياً، وذلك لا يشعرون بمعنى احتياجه
لونيس وقلب يشعر بقلبه، فالمسن يواجه الخوف من المجهول
واقترب نهايته، وقد يعاني الهلوسة المرضية ويشعر أن جميع
من حوله يطمعون فيه ويريدون سرقته لإحساسه بأن عمره قد سرق
وبأنه وحيد معدوم،
لذلك يحتاج دائماً لإنسان من نفس سنه، يبادله مشاعره
ويتفهم رغباته وأحباطاته ويجتر معه ذكرياته،
لأن الشباب يملون وليس لديهم وقت لسماع حكايات الماضي.
لذلك يجب ألا يضنوا على الأم أو الأب برفيق يستمع إليه أو إليها..
أما الدكتور عادل الإبراهيم ، أستاذ الطب النفسي، فيقول:
بعد مرحلة سنية معينة يحتاج المرء للصحبة، بل تصبح هي أهم ما يحتاجه
ولا يجد ذلك إلا في شخص يعيش ظروفه نفسها وله خبرات مشابهة،
لذلك يتجه لفكرة الزواج مما قد يسبب أزمة للأبناء لشعورهم
أنه يستبدلهم برفيق آخر.
وذلك لأنهم لا يدركون مدى احتياجه لهذه الرفقة وأن اهتمامه بالزواج
مختلف ولا يرتبط بالنوع أو الضغوط البيولوجية،
ومن هنا يعارض الأبناء ويتبعهم المجتمع .
لكنني أقول للأبناء يجب مساعدة الأب أو الأم الذي فقد شريكه،
وإذا كانت هناك ضمانات كافية مثل تأمين حقوقهم في الميراث
ووجود مسكن مستقل لهم فلماذا يحرمون الأب أو الأم من الشريك،
خصوصا إذا كان يعيش وحيداً ؟
كما أن ذلك يخفف عنهم عبء المسن وتصبح احتياجاته النفسية أقل،
أما ممارسة الضغوط بحرمانه من زياراتهم ومن رؤية الأحفاد
لكي يقلع عن فكرة الزواج فهو تصرف غير إنساني
ويجب أن نضع أنفسنا مكان الآخرين
لكي نشعر بمدى ما يعانونه من مخاوف واحتياجات قبل أن نرفض
مطالبهم المشروعة في الزواج .
نظرة المجتمع
ورأى د.صالح العقيل- خبير اجتماعي - أنه من الأمور المسلم بها
أنه لا يوجد هناك ما يمنع ويحرم زواج الأم مهما كان سنها
أو وضعها الاجتماعي، فالإسلام منح الإنسان كامل حقوقه،
إلاّ إن المعتقدات الاجتماعية هي المسيطرة، فكثيراً ما نرجع أمورنا
لثقافة المجتمع التي للأسف ليست موافقة للإسلام في أحكامه،
مضيفاً أن رفض زواج الأم جزء من ثقافة المجتمع التي ينتقدها،
فالكثير من الأبناء يحرمون الأم من حقها في الزواج الثاني
والاستمتاع بحياتها، في حين قد يجيزون ذلك للأب،
بل ربما بادر الأبناء للبحث عن زوجة مناسبة له، حتى لا يبقى بمفرده،
مشيراً إلى أن الأبناء ينشغلون بحياتهم الخاصة بعد زواجهم،
فتبقى الأم بمفردها، ولكنهم أيضاً يرفضون ذلك الزواج،
ذاكراً أن لذلك الرفض أسباب أهمها خوف الأبناء من الزواج،
حيث يخشون أن يأتي رجل يسيطر على الأم،
وربما سلبها حقوقها المادية التي ورثتها من أبيهم،
أو ربما يخشون أن يتحكم في قراراتها وتعاملها معهم،
فيرفضون ذلك الزواج، موضحاً أن من أهم أسباب الرفض خجل الأبناء
من زواج الأم أمام الناس، فكل ما ينتقده المجتمع يُعد مخجلاً لهم،
ففي السابق كان الأبناء يتحرجون من زواج الأب،
والآن أصبحوا يحضرون حفل زفافه، مؤكداً على أن الوعي أسهم
في حل تلك الإشكالية، لذلك تكرار حالات زواج الأمهات قد يسهم
في خفض نسبة الرفض، مبينا أن هناك حالات من الأبناء بادروا
بتزويج أمهاتهم، بل وباركوا لها تلك الخطوة، إلاّ أن ذلك بنسبة ضئيلة.
حق شرعي
وأكد د.العقيل على أن هناك خجلاً اجتماعياً كبيراً من زواج الأم،
فالمجتمع ينتقد التي تترك أبناءها لتتزوج، رغم أن ذلك حق شرعي لها،
وذلك ربما ما يبرره الأبناء أن الأم لابد أن تكون القلب المحتضن للأبناء،
مشدداً على أهمية أن يتذكر الأبناء أنهم يعيشون حياتهم الخاصة،
فالابن لديه زوجة وبيت منشغل به، وكذلك الابنة،
فيما تبقى هذه الأم دون حياة مكتظة واهتمام يشغلها،
وربما لم يسأل عنها الأبناء في ظل انشغالات الحياة إلاّ قليل،
موضحاً أن الأم عليها أن تفكر بالعقل، فحينما يكون لديها أبناء صغار
وأيتام ويحتاجون للرعاية، عليها قبل أن تقبل على فكرة الزواج
أن تفكر كثيراً في الرجل الذي سوف تتزوج به، بأن يكون رجل دين
ويخاف الله في هؤلاء الأبناء فيحسن تعاملهم، بل ويحافظ على حقوقهم،
أما إن كان بخلاف ذلك فيرغب أن يتزوج بها لمصالحة
لابد أن تفكر في مثل ذلك الزواج، لافتاً إلى أن هناك فرقاً بين زواج الأم
وزواج الأب، فالأب حينما يتزوج فقراراته بيده ولن يظلم أبناءه،
في حين تبقى الأم قراراتها بيد زوجها فلا تملك حمايتهم،
ذاكراً أن من تتحرج من الأمهات من الزواج للمرة الثانية
مع وجود رغبتها في الارتباط بحجة الخجل،
فإن في ذلك الحياء شيء إيجابي، إلاّ أن عليها أن تشبع احتياجاتها،
بل وعليها أن تخرج من عباءة المجتمع ونقده؛
لأنها لم تفعل ما يسئ إليها شرعاً.
وفي الختام نسأل أنفسنا من فينا خاضع للأنانية
( الوالدين خصوصا ( الأم ) - اما نحن ؟ )
وهل من الممكن أن نقبل - نحن - بزواج أمنا أو أبونا يوماً ما ؟
وهل رفضنا نحن الأبناء لزواج الأم أو الأب يعتبر عقوقا لهما ؟
أم أن العقلية الاجتماعية و ثقافة العيب ستكون هي المسيطرة والحكم
في آن واحد.
الجزء الثانى - 02
بين المراهقة والشيخوخة
كما أن الابن أو الابنة يحكمون على أب يعيش مرحلة عمرية
لم يمروا بها ولم يخبروها نفسياً، وذلك لا يشعرون بمعنى احتياجه
لونيس وقلب يشعر بقلبه، فالمسن يواجه الخوف من المجهول
واقترب نهايته، وقد يعاني الهلوسة المرضية ويشعر أن جميع
من حوله يطمعون فيه ويريدون سرقته لإحساسه بأن عمره قد سرق
وبأنه وحيد معدوم،
لذلك يحتاج دائماً لإنسان من نفس سنه، يبادله مشاعره
ويتفهم رغباته وأحباطاته ويجتر معه ذكرياته،
لأن الشباب يملون وليس لديهم وقت لسماع حكايات الماضي.
لذلك يجب ألا يضنوا على الأم أو الأب برفيق يستمع إليه أو إليها..
أما الدكتور عادل الإبراهيم ، أستاذ الطب النفسي، فيقول:
بعد مرحلة سنية معينة يحتاج المرء للصحبة، بل تصبح هي أهم ما يحتاجه
ولا يجد ذلك إلا في شخص يعيش ظروفه نفسها وله خبرات مشابهة،
لذلك يتجه لفكرة الزواج مما قد يسبب أزمة للأبناء لشعورهم
أنه يستبدلهم برفيق آخر.
وذلك لأنهم لا يدركون مدى احتياجه لهذه الرفقة وأن اهتمامه بالزواج
مختلف ولا يرتبط بالنوع أو الضغوط البيولوجية،
ومن هنا يعارض الأبناء ويتبعهم المجتمع .
لكنني أقول للأبناء يجب مساعدة الأب أو الأم الذي فقد شريكه،
وإذا كانت هناك ضمانات كافية مثل تأمين حقوقهم في الميراث
ووجود مسكن مستقل لهم فلماذا يحرمون الأب أو الأم من الشريك،
خصوصا إذا كان يعيش وحيداً ؟
كما أن ذلك يخفف عنهم عبء المسن وتصبح احتياجاته النفسية أقل،
أما ممارسة الضغوط بحرمانه من زياراتهم ومن رؤية الأحفاد
لكي يقلع عن فكرة الزواج فهو تصرف غير إنساني
ويجب أن نضع أنفسنا مكان الآخرين
لكي نشعر بمدى ما يعانونه من مخاوف واحتياجات قبل أن نرفض
مطالبهم المشروعة في الزواج .
نظرة المجتمع
ورأى د.صالح العقيل- خبير اجتماعي - أنه من الأمور المسلم بها
أنه لا يوجد هناك ما يمنع ويحرم زواج الأم مهما كان سنها
أو وضعها الاجتماعي، فالإسلام منح الإنسان كامل حقوقه،
إلاّ إن المعتقدات الاجتماعية هي المسيطرة، فكثيراً ما نرجع أمورنا
لثقافة المجتمع التي للأسف ليست موافقة للإسلام في أحكامه،
مضيفاً أن رفض زواج الأم جزء من ثقافة المجتمع التي ينتقدها،
فالكثير من الأبناء يحرمون الأم من حقها في الزواج الثاني
والاستمتاع بحياتها، في حين قد يجيزون ذلك للأب،
بل ربما بادر الأبناء للبحث عن زوجة مناسبة له، حتى لا يبقى بمفرده،
مشيراً إلى أن الأبناء ينشغلون بحياتهم الخاصة بعد زواجهم،
فتبقى الأم بمفردها، ولكنهم أيضاً يرفضون ذلك الزواج،
ذاكراً أن لذلك الرفض أسباب أهمها خوف الأبناء من الزواج،
حيث يخشون أن يأتي رجل يسيطر على الأم،
وربما سلبها حقوقها المادية التي ورثتها من أبيهم،
أو ربما يخشون أن يتحكم في قراراتها وتعاملها معهم،
فيرفضون ذلك الزواج، موضحاً أن من أهم أسباب الرفض خجل الأبناء
من زواج الأم أمام الناس، فكل ما ينتقده المجتمع يُعد مخجلاً لهم،
ففي السابق كان الأبناء يتحرجون من زواج الأب،
والآن أصبحوا يحضرون حفل زفافه، مؤكداً على أن الوعي أسهم
في حل تلك الإشكالية، لذلك تكرار حالات زواج الأمهات قد يسهم
في خفض نسبة الرفض، مبينا أن هناك حالات من الأبناء بادروا
بتزويج أمهاتهم، بل وباركوا لها تلك الخطوة، إلاّ أن ذلك بنسبة ضئيلة.
حق شرعي
وأكد د.العقيل على أن هناك خجلاً اجتماعياً كبيراً من زواج الأم،
فالمجتمع ينتقد التي تترك أبناءها لتتزوج، رغم أن ذلك حق شرعي لها،
وذلك ربما ما يبرره الأبناء أن الأم لابد أن تكون القلب المحتضن للأبناء،
مشدداً على أهمية أن يتذكر الأبناء أنهم يعيشون حياتهم الخاصة،
فالابن لديه زوجة وبيت منشغل به، وكذلك الابنة،
فيما تبقى هذه الأم دون حياة مكتظة واهتمام يشغلها،
وربما لم يسأل عنها الأبناء في ظل انشغالات الحياة إلاّ قليل،
موضحاً أن الأم عليها أن تفكر بالعقل، فحينما يكون لديها أبناء صغار
وأيتام ويحتاجون للرعاية، عليها قبل أن تقبل على فكرة الزواج
أن تفكر كثيراً في الرجل الذي سوف تتزوج به، بأن يكون رجل دين
ويخاف الله في هؤلاء الأبناء فيحسن تعاملهم، بل ويحافظ على حقوقهم،
أما إن كان بخلاف ذلك فيرغب أن يتزوج بها لمصالحة
لابد أن تفكر في مثل ذلك الزواج، لافتاً إلى أن هناك فرقاً بين زواج الأم
وزواج الأب، فالأب حينما يتزوج فقراراته بيده ولن يظلم أبناءه،
في حين تبقى الأم قراراتها بيد زوجها فلا تملك حمايتهم،
ذاكراً أن من تتحرج من الأمهات من الزواج للمرة الثانية
مع وجود رغبتها في الارتباط بحجة الخجل،
فإن في ذلك الحياء شيء إيجابي، إلاّ أن عليها أن تشبع احتياجاتها،
بل وعليها أن تخرج من عباءة المجتمع ونقده؛
لأنها لم تفعل ما يسئ إليها شرعاً.
وفي الختام نسأل أنفسنا من فينا خاضع للأنانية
( الوالدين خصوصا ( الأم ) - اما نحن ؟ )
وهل من الممكن أن نقبل - نحن - بزواج أمنا أو أبونا يوماً ما ؟
وهل رفضنا نحن الأبناء لزواج الأم أو الأب يعتبر عقوقا لهما ؟
أم أن العقلية الاجتماعية و ثقافة العيب ستكون هي المسيطرة والحكم
في آن واحد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق