الاثنين، 21 ديسمبر 2020

روائع الإعجاز النفسي (18)

 روائع الإعجاز النفسي (18)


قوة اللغة
إن اللغة هي الوسيلة الأساسية للاتصال بالآخرين والتأثير عليهم. ولذلك
فهي جزء مهم من قوة الشخصية. وفي علم البرمجة اللغوية العصبية تلعب
اللغة دوراً كبيراً في إعادة برمجة المعتقدات والأفكار.

وقد يعاني كثير من الناس من مشكلة التعبير بدقة عما يريدون. فقد تجد
شخصاً لديه أفكار كثيرة ولكنه عندما يريد أن يتكلم لا يعرف ما يجب أن
يتكلم به، أو ربما ينسى ما يريد قوله أو يتردد في هذا القول، فما هي
الطريقة المناسبة للتغلب على هذه الصعوبة والتي تضعف من الشخصية
والتأثير على الآخرين.

بعد تجربة طويلة مررت بها لم يكن باستطاعتي التعبير عما أريد، وغالباً
ما كنت أتردد في قول العبارات الكثيرة، وأحياناً أرتبك في بعض المواقف.
وعندها لم أجد حلاً مناسباً على الرغم من أنني قرأت العديد من كتب علم
النفس. لقد وجدتُ طريقة رائعة لامتلاك اللغة السليمة والقوية
وهي حفظ القرآن الكريم.

فقد بدأتُ ألاحظ على نفسي وأنا أحفظ القرآن وأكرر آياته أن لساني أصبح
أكثر مرونة وأكثر تعبيراً. فالقرآن يكسبك قوة هائلة في التعبير عما تريد،
فالله تعالى هو القائل:

{ إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ }
[الإسراء: 9].

إذن القرآن يقوّم أي خلل تعاني منه، وهذا الكلام عن تجربة مؤكدة.

وأنا أظن بأن البرمجة التي فطر الله الناس عليها موجودة في القرآن
الكريم، فقراءتك للقرآن وحفظك له يعني أنك تعيد تشكيل وبناء وبرمجة
دماغك للحدود الطبيعية التي خلقك الله عليها، وإذا سألت أي إنسان يحفظ
القرآن يستطيع أن يخبرك الشيء ذاته.

من كتاب روائع الإعجاز النفسي
بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق