الخميس، 24 ديسمبر 2020

من وسائل الشيطان

 من وسائل الشيطان


من وسائل الشيطان في الصدِّ عن سبيل الله، إيهامُ العبد أنَّ ثمَّةَ تنافراً

وتباعداً بين كونه عاصياً مقصِّراً، وكونِه صاحبَ قضيَّة وهَمٍّ لدين الله !



فيوحي إليك الشيطانُ أنك ما دمتَ تعصي الله وتقصّر في حقِّه فلا يجوز لك

أن تنتصر لدينه، ونتيجة هذا الوهم الفاسد أن تبقى عاصياً لله، وأن تكون

كائناً بلا هوية ولا قضيّة ولا حميّة! وبذلك قد تخسر الدنيا والآخرة!



فصرنا كثيراً ما نسمع عبارة: ماذا تنفع محبة الرسول إذا لم تكن

ممن يطيع أمره ويترك ما نهى عنه ؟

والجواب: بل تنفع ! وتنفع جداً !



يمكن أن تقال هذه العبارة للمسلم في موقف آخر حتى يزداد طاعة لله تعالى

ولرسوله صلى الله عليه وسلم؛ لكنها ليست صحيحة عندما تكون المعركة

معركة على الإسلام نفسه "تكون مسلماً أو لا تكون"!



المقاطعة وسيلة مهمة من وسائل نصرة النبي صلى الله عليه وسلم،

قد يقصر فيها بعض المسلمين. وإن أعداء الله ورسوله يريدونك أن تستخف

بالنبي وتقبل الاستهزاء به وتصطف معهم في اعتبار ذلك حريةً شخصية،

ومن يفعل ذلك فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه.



المناداة الآن لكل من ينتسب إلى الإسلام:

الأولوية الأولى:

حقق الحد الأدنى من الإيمان الذي ينجيك من الخلود في النار، بأن تعظم الله

ورسوله وتحب الله ورسوله وتتبرأ من أعداء الله ورسوله وتتمايز عنهم ولا

تصطف في صفهم ولا تواليهم، وقاطعهم، حتى إن كنت عاصياً/شارب

خمر/آكل ربا/متبرجة/عاق والدين.. إلخ.



إياك أن تقول: "أنا عاصٍ، ماذا ينفعني ذلك؟"

بل ينفعك بأن يجعلك في زمرة من في قلبه إيمان، وينجيك من الكفر ويدخلك

في قوله تعالى: (ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).



روى البخاري أن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اسمه

النُّعَيْمان بن عمرو الأنصاري، كان يجلد لشربه الخمر، فأُتي به مرةً ليُجلد،

فقال رجل من المسلمين: (اللَّهُمَّ العَنْه، ما أكثر ما يُؤتَى به؟) يعني ما أكثر

ما يجلد على الخمر.



فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

(لا تَلْعَنُوه، فوالله ما عَلِمْتُ إلَّا أنه يُحِبُّ اللهَ ورسولَه) !

نفعته رضي الله عنه هذه المحبة!



النُّعَيْمان كانَ يشرب الخمرَ ويُقام عليه الحد، ومع ذلك كان يحمل همَّ الإسلام

وكان أحدَ المشاركين في مواطن نصرة الدين ومعارك المسلمين!



قال ابن سعد في الطبقات عن النُّعيمان: "شهد بدراً وأُحُداً والخندقَ

والمشاهد كلَّها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وقوعه في المعصية لم يمنعه من الانتصار لدينه والدفاع

عن رسوله.

الخطوة التالية:

حول هذه المحبة إلى دافع لك لتطيع ربك الذي تحبه وتعظمه، ورسولك الذي

تحبه وتعظمه، وتتخلص من ذنوبك، مستعيناً بالله تعالى، بعد أن بَنَيتَ على

الخطوة الأولى وتعززَتْ نظرتك لنفسك؛ فتحمل القضيَّة وتظهر الهُويّة؛ فلعلَّ

الله يعينك بذلك على ترك ما ابتليتَ به من دنس المعصية، وتذكَّر

قول الله تعالى: ﴿فَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيرًا يَرَهُ﴾ الزلزلة ٧.

محمد صلى الله عليه وسلم نبي المسلمين كلهم، مطيعهم ومذنبهم،

وهو إمامنا كلنا وحبيبنا كلنا.

اللهم أحْيِنا وأمِتنا على محبته ونصرة دينه، واحشرنا تحت لوائه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق