روائع الإعجاز النفسي (49)
الضغط النفسي وسرطان الجلد
وجد الباحثون في دراسة أجريت على الحيوان، وتم نشر نتائجها في مجلة
Journal of American Academy of Dermatology. أن تعرض
الفئران للضغط النفسي، والأشعة فوق البنفسجية معاً، يؤدي لحدوث
سرطان في الجلد، خلال نصف المدة الزمنية، التي يحدث بها، عند أولئك
المعرضين للأشعة وحدها.
ويشير الباحثون إلى أنه في حال أظهرت دراسات إضافية نفس التأثيرات
على الإنسان، أن برامج تقليل الشدة النفسية، مثل اليوغا، وتمارين التأمل،
قد تساعد الأشخاص المعرضين لخطورة الإصابة بسرطان الجلد في الوقاية
منها. وتساعد برامج تقليل الضغط النفسي العديد من الناس، ولكنها قد
تكون أكثر أهمية لغيرهم ممن تكون نسبة خطورة الإصابة بسرطان الجلد
لديهم أعلى، بحسب ما قاله فرانسيسكو توسك، الأستاذ المساعد في قسم
أمراض الجلد، في مؤسسات جون هوبكنز الطبية.
وأجريت الدراسة على 40 فأراً، وظهرت الإصابة الأولى بالورم، في أحد
الفئران المعرضين للشدة النفسية، والأشعة فوق البنفسجية، خلال ثمانية
أسابيع فقط، أما الفئران المعرضة للأشعة فقط لم تصب بالورم إلا بعد مرور
13 أسبوعا على الأقل. وبعد مرور 21 أسبوعا على التعرض للعوامل
المضرة، أصيب14 فأر من بين 40 بسرطان في الجلد، مقارنة مع اثنين
من الفئران، غير المعرضة للشدة النفسية.
معظم سرطانات الجلد كانت من نوع الأورام الشائكة الخلايا، وهو نوع من
الأورام الخبيثة غير الصباغية، ذات الاستعداد الكبير للانتشار إلى أقسام
أخرى من الجسم. ويقول الباحثون، أنهم بصدد القيام باختبارات إضافية،
لتقرير مدى تأثير التعرض للشدة النفسية، على تطور سرطانات الجلد
لدى الإنسان.
وقال الدكتور توسك إن هناك دلائل كثيرة على وجود تأثيرات سلبية للضغط
النفسي المزمن على جهازنا المناعي وأقسام أخرى من جسدنا، لكن
للمساعدة على إيجاد استراتيجيات علاجية جيدة نحن بحاجة لفهم أفضل
للآليات التي تؤثر فيها الشدة النفسية على حدوث تلك الأورام السرطانية.
من كتاب روائع الإعجاز النفسي
بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق