اسقِ حديقة فلان!
كما أُمِرَ السحاب فأفرغ ماءه في حديقة شخص بعينه، كذلك يفرغ الله
من معاني القرآن في حدائق قلوب بعض المؤمنين بعينهم !
هذا القرآن كالغيمة المليئة بالخيرات، بقدر ماتطلب من سقياها يصب عليك
من خيراتها، لكن المشكلة أن تمر عليك الغيمة المليئة بالخيرات كما يمر
أي عابر، فلا ترى ولا تلتفت التفات الراغب فيها!
لا تُعطى معاني القرآن إلا إذا فتح الله!
لاتُفرغ معاني القرآن في الفؤاد إلا إذا أمر الله!
من هؤلاء الذين يكرمهم الله بهذا الإفراغ؟
ماوصفهم؟ وماذا يفعلون؟
هم الذين يقضون أزمانهم في البحث عن رضا الله!
تمر بهم المواقف; فتحيرهم الخيارات المفتوحة أمامهم:
ياربنا: هذا التصرف جائز وذاك التصرف جائز ;
فأيهما الذي يرضيك في هذا الموقف ؟!
أنت تعلم كل الملابسات ولو أفتاني الناس وأفتوني; فأيهما الذي يرضيك؟!
هذا البحث النفسي عن رضا الله في المواقف التي يواجهونها طول اليوم
هو دأبهم !
هم لايعيشون المواقف علىٰ أنها حياة عليهم أن يعدوها بأي حال، بل
يعيشونها علىٰ أن بعدها ما بعدها من رضا الله!
يريدون الخروج من كل أزمة برضا الله!
يريدون الخروج من كل خطوة برضا الله!
يريدون الخروج من كل ليلة برضا الله!
هؤلاء الذين يكثرون من التفكير في أحوالهم ومواقفهم وتصرفاتهم ويشغلهم
كيف يستغلون كل هذا لينفذوا منه لرضا الله تأتيهم لحظات صفاء يعطون
القرآن فيها كل نفوسهم ويصفّون له أذهانهم ويتلونه ..
يتلونه وهم بهذه الحالة من الصفاء..
يتلونه وهم صادقون في توجههم للانتفاع به…
يتلونه وهم يتخذونه منهج حياة…
هؤلاء يجدون فيه مايسبب لهم الانبهار !
يشعرون بأن الله يكلمهم:
- فإن كانوا خائفين أمّنهم!
- وإن كانوا محتارين دلهم!
-وإن كانوا في حزن واساهم!
هذه هبة!
هذه هبة يهبها الله لمن يقرأون القرآن وقد شغلهم رضاه، فيأمر
سحبه أن تفرغ ماءها في أوعيتهم !
الثلاثاء، 19 يناير 2021
اسقِ حديقة فلان
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق