ماكينة أم جميل
هذه القصة حقيقية، حدثت فى سوريا، حكاها صاحب معمل خياطة للدكتور محمد خير الشعال حفظه الله تعالى.
يروى صاحب القصة، يقول : يادكتور كنت صاحب معمل خياطة، وكانت لى جارة مات زوجها وترك لها ثلاثة من الايتام،
أتت يوما على معملى، وقالت لى: يا فلان عندى ماكينة حبكة وكان زوجي يشتغل عليها ونحن لا نعرف نشتغل،
وانا بدى أعيش أيتامى، ممكن أجيبها لعندك تأجرها منى، أحصل منها دخل أعيش منها أسرتى.
فاستحييت منها ( والحياء لا يأتي إلا بخير ) وقلت لها جيبيها، فلما أتت بالماكينة،
وجدتها موديل قديم قديم جدا، ومالها استعمال أبدا بس ماحبيت أكسر خاطر هذه المراة،
فسألتها كم تحبى إيجار لهذه الماكينة، قالت له: ثلاثة آلاف ليرة،
وهذه القصة قبل الحرب بحوالي عشرين سنة.
أخذتها وقلت لها كتر خيرك( جبر خاطر ) وأعطيتها الثلاثة آلاف وأخذت الماكينة،
ووضعت الماكينة بزاوية من زوايا الورشة لأن ما بيشتغل عليها اى شئ، ولكن مابدى أكسر بخاطرها.
ظلينا عشر سنوات أم جميل تأتى تأخذ إيجار الماكينة، والماكينة مالها شغل.
وبعد عشر سنوات، انتقلنا من الورشة إلى معمل جديد، على أطراف البلدة،
وعند نقل الأغراض قلت لهم انقلوا ماكينة أم جميل معنا، فقالت مديرة المعمل،
أستاذ مالنا شغل فى ماكينة أم جميل، لماذا ننقلها؟ قال لها : مالك شغل... انقلوها فقط .
وبعد عشر سنوات اخرى، قامت الحرب وتم تدمير المنطقة التى يقع بها المعمل، كلها إلا معملى.
وبسبب الحرب، إنقطع الإتصال بأم جميل، فلا نعرف لها عنوانا، وكلما اتصلنا على هاتفها وجدناه مغلق.
تركتنى مديرة المعمل، وسافرت إلى أوروبا، وبعد شهرين اتصلت على، وقالت لي لقد رأيت رؤيا وأحب أن تسمعها.
قال لها ماهى؟
قالت رأيت رؤيا، وسمعت هاتفا يقول لى : قولى لهيثم ببركة ماكينة أم جميل حمينالك معملك.
يقول صاحب القصة، للدكتور الشعال، أنا يا أستاذ ماراح من معملي إبرة.
علما بأن المنطقة التى بها المعمل ذهبت كلها.
لعلكم إخوانى برعاية جار من جيرانكم ضعيف، أو إمرأة من جيرانكم ضعيفة تحتاج من يخدمها
وهي طاعنة فى السن، يكون سبب سعادتك، وسبب رعايتك ،
وسبب حمايتك، أنت وزوجتك واولادك وأولاد أولادك كمان.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به.
وقال رسول الله صل الله عليه وسلم :
يا أبا ذر، إذا طبختَ مرقةً فأكثِر ماءها أي: إذا طبخت لحماً فأكثر ماءه، وتعاهد جيرانك.
رواه مسلم
كونوا دعاة لله بأخلاقكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق