لو سألنا أي أم عن علاقة طفلها بالخضراوات ، لكان جوابها هو أن هناك
شبه عداوة فطرية بينه و بينها ، بحيث يرفض أن يتناولها مهما كان
الإغراء أو التهديد ، باستثناء البطاطس طبعًا . و هذا الرفض الغير
المفهوم ، عادة ما يثير غضب و حنق العديد من الأمهات ، اللواتي يردن
أن تحتوي وجباته على كل ما يحتاجه جسمه الصغير من أساسيات ،
و بالتالي يستعملن شتى الوسائل ، أحيانًا الإغراء و أحيانًا أخرى التهديد
، لكن من دون جدوى ، ليتحول وقت إطعامه عذابًا بالنسبة لكليهما.
حسب رأي المتخصصين في تربية الأطفال ،
دخول الأم في صراع يومي مع طفلها و محاولتها إجباره على تناول
طعامًا لا يميل إليه ، هو أكبر خطأ يمكن ان ترتكبه ، لأنها تزيد من نفوره
من هذا النوع من الطعام بالذات ، إضافة إلى أن وقت الطعام يرتبط
في ذهنه ، و يخلق لديه إحساسًا متوترًا بالقلق و التوجس ، و تدريجيًا
يبدأ في ربطه بالتعاسة ، و هو ما قد يؤثر عليهم طويلًا. و ينصحون ،
في المقابل ، بالتعامل مع هذه المشكلة ببساطة بتعويده على تناول كميات
صغيرة منها ، حتى لو كانت ثلاث ملاعق فقط في اليوم ، بعد أن يُوعد
بقطعة حلوى بعد الأكل إن هو تناولها.
كما يقترحون أن
تضع الأم الخضراوات على الطاولة بشكل يومي من دون أن تفرض عليه
تناولها ، و تدريجيًا سيتعود عليها، خاصة إذا كان كل أفراد العائلة يلتفون
حول المائدة لتناول طعامهم ، فهو سيتعلم من الكبار أو يحاول تقليدهم
على الأقل ، و هكذا عوض أن يشعر بالنفور من تناول الخضراوات ،
فهي سترتبط في ذهنه بذكريات عائلية جميلة و دافئة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق