"
ذم دنوِّ الهمَّة "
في
مقابل حثِّ الإسلام على علوِّ الهمَّة وتوجيه المسلمين إلى
اكتسابه
نجده
أيضًا ذمَّ دنوَّ الهمَّة وحذَّرهم منه، وبيَّن لهم أنه مسلكٌ
دنيءٌ
وخُلقٌ
ساقط وعملٌ مرذول، لا يليق بأهل الفضل، ولا ينبغي من أهل النبل
والعقل،
وتنوَّعت أيضًا أساليب القرآن في التحذير من هذا الخلق
.
فمنها
:
أنه ذمَّ ساقطي الهمَّة وصوَّرهم في أبشع صورة، قال تعالى :
{
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا
فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ
فَكَانَ
مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا
وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ
وَاتَّبَعَ
هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ
يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ
ذَلِكَ
مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ
الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
}
[الأعراف: 175، 176]
.
ومنها
أنه ذمَّ المنافقين المتخلِّفين عن الجهاد لسقوط همَّتهم
وقناعتهم
بالدون،
فقال في شأنهم :
{
رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ
}
[التوبة: 87]
.
وقال
:
{
وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ
كَرِهَ اللهُ انْبِعَاثَهُمْ
فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ
اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ }
[التوبة: 46
].
ومنها
أنه شنع على الذين يؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة، ويجعلونها
أكبر
همهم وغاية علمهم، واعتبر هذا الإيثار من أسوأ مظاهر خسَّة
الهمَّة،
وأنه تسفُّل ونزول يترفع عنه المؤمن قال تعالى
:
{ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي
سَبِيلِ اللهِ
اثَّاقَلْتُمْ
إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ
الْآخِرَةِ
فَمَا
مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ
}
[التوبة: 38]
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق