زوجتي ترفض العلاج السلوكي
لخوفها من الوساوس
السؤال
♦ الملخص:
رجل متزوج من سيدة تعاني من الوسواس القهري، وتسير
على علاجات دوائية، وترفض العلاج السلوكي.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا رجل متزوج من سيدة تعاني مِن اضطراب الوسواس القهري،
ووسواسها في الخوف مِن النجاسات والقذارة في دورة المياه.
لنْ أتحدَّث عن معاناتها بسبب هذا المرض وأعراضه الغريبة والمتعبة،
فهي تدور في حلقةٍ مفرغة مِن الخوف والطقوس النمطية المزعجة،
التي عكستْ آلامًا نفسية، واضطرابات في مستوى بنائها النفسي
والذهني والحركي.
هي تتابع مع الطبيب النفسي منذ أشهر، وقد استقرتْ على جرعة
دوائية نفسية، والحمد لله هناك انخفاضٌ وتراجع واضحٌ في حِدَّة
أعراض الوسوسة، لكن ما زالتْ هناك رغبة مُلحَّة في أدائها
وتكرارها وعدم التخلص منها بشكل كامل.
لكن بالرغم مِن هذا التحسُّن الطارئ، فإنها غير قادرة على تطبيق
العلاج السلوكي، وترفُضه رفضًا قاطعًا بسبب قلقها وخوفها
من الوساوس.
فأرجو منكم أن تُخبروني: ما هي الجرعة الدوائية المناسبة لحالتها؟
وكم هي المدة الزمنية لعلاج مثل هذه الاضطرابات؟ ولماذا يقتصر
الطبيبُ المعالج على العلاج الدوائي فقط إلى الآن؟
وكيف نقنعها بالعلاج السلوكي؟
الجواب
الحمدُ لله الذي تتم بنوره الصالحات، وتَنْقَضي بذكره الحاجات.
نبدأ مُستعينين بالله في حل المشكلة:
أخي الكريم، شكرًا على ثقتك في شبكة الألوكة.
بالنسبة للسؤال الأول، فإنَّ هذه الاضطرابات تأخُذ فترة ما بين 6 أشهر
إلى سنتين، مع المتابعة بالعلاج الدوائي والجلسات النفسية.
أما السؤالُ الخاصُّ بالجرعة الدوائية، فذلك سؤال يجيب عنه الطبيب،
وسؤالك الخاص باقتصار الطبيب على العلاج الدوائي فقط فهذا
أيضًا يجيب عنه الطبيب.
أما عن كيفية إقناعها بالعلاج السلوكي، فهناك طريقة تسمى المحاكاة،
وفيها تكون أنت المريض، وتطلب منها أن تُقلِّدك؛ فتقوم مثلًا بمسك
كوب مُتسخٍ، ثم لا تغسل يدك إلا بعد وقتٍ ولمرة واحدة بشكل جيد،
وأن تقنعَها أن يدك الآن نظيفة، ولا يوجد أي داعٍ لغسلها أكثر مِن مرة.
هناك بعض النصائح التي ستُساعدها على الشفاء السريع بإذن الله،
فاجعلها تقرأ وتتعرَّف على الوسواس القهري؛ لأن ذلك سيجعلها أكثر
قدرة على استيعابه، وينمي لديها القدرة والقوة في مواجهته والتحكم به.
حاوِلْ أن تستغل طاقتها في ممارسة مهارة جديدة أو ممارسة التمارين
الرياضية؛ لأنَّ ذلك يعدُّ مَخرجًا مثمرًا ومُحفِّزًا لها، بدلًا مِن استهلاك
طاقتها في الخُضوع لتصرفات وسواسية لا أصل لها.
ساعِدْها وعلِّمْها وسائل وطرق الاسترخاء؛ مثل: تقنيات التأمل،
وتمارين النفَس العميق، قمْ بتقسيم وقتها، وعلِّمْها كيف تُديره بنجاحٍ،
وأن تقوم بأنشطةٍ مختلفةٍ بشكل يومي.
اذهبْ معها في رحلةٍ أو اذهبْ إلى الحدائق العامة، ولا تنسَ المحافظة
على الصلاة وأذكار الصباح والمساء وقراءة القرآن بشكل يومي.
والله هو الشافي والمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق