السؤال
♦ الملخص:
فتاة مُتعَبة نفسيًّا بسبب الوَحدة، وعدم راحتها مع مَن حولها، حاولت
الانتحارَ أكثر مِن مرة، لكنها فشلتْ، والآن تُخطِّط للانتحار بجدية!
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالبة في المرحلة الثانوية، أعيش وحيدةً مَكسورةً، أكره تلك الحياةَ
وكلَّ ما يرتبط بها، فقد أُجْبِرْتُ على دخول مدرسةٍ أكرهها، وأدى ذلك
إلى حدوث مشكلات مع المعلمات والطالبات! وكنتُ مِن كثرة الضيق
والحزن أجرح يدي حتى تنْزِفَ دمًا! وكنتُ كلما تضايقتُ أفكِّر في الانتحار.
في المرحلة المتوسطة أحببتُ معلمتي وتعلَّقتُ بها؛ إذ كانتْ أكثر إنسانة تفهمني،
فكنتُ أحبها وأحبُّ وُجودها، وعندما فقدتُها شعرتُ بالحزن،
حتى كِدتُ أُنهي حياتي للأبد.
أهلي لا يفهمونني ولا يشعرون بي، ولا يُبالون باحتياجاتي؛
لذا حاولتُ الانتحار أكثر مِن مرة؛ مرة بآلةٍ حادة، ومرة بتناوُل حبوبٍ، ومرة
بالإضراب عن الطعام، والآن أفكِّر في الانتحار وأُخطِّط له بجدية.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مرحبًا بك أختي الكريمة في شبكة الألوكة، ونتمنى أن نكونَ عند حُسن
ظنِّك بنا، وأن نكونَ خيرَ مُعين لك بعد الله في تجاوُز ما تمرِّين به.
خَلَقَنا الله في هذه الحياة لهدفٍ مهمٍّ جدًّا، ومِن خلاله نُؤمن بباقي الأقدار
التي كتَبَها اللهُ سبحانه وتعالى علينا، خَلَقَنا الله سبحانه وتعالى لعبادته،
والإيمانِ به، وجعَل للإيمان أركانًا ستةً تُعتبر قواعدَ أساسية للعيش في
هذه الحياة، وهي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله،
وباليوم الآخر، وبالقدَر خيرِه وشره، والركن السادسُ مِن أهم الأركان؛
حيث إنه يُلامس حياتنا بشكلٍ مباشرٍ، وبمجرد إيماننا ويَقيننا بأنَّ الله يريد بنا خيرًا
في جميع أحوالنا يسهل علينا كل شيء بعد ذلك.
أخيتي الكريمة، قرأتُ استشارتك عدةَ مرات، ولمستُ فيك نقاطًا
إيجابيةً كثيرةً، ومبادئَ رائعةً، لكن تعظيمك للأمور التي واجهَتْك - وإن كنتُ
أراها في مجملها لا تعتبر شيئًا مقابل ما يُواجِهُه الكثير ممن حولنا
مِن مصائبَ وأمراضٍ وإعاقاتٍ قدَّرَها الله عليهم - جعل منك شخصًا
لا يرى النقاطَ الإيجابية في حياتك، كما أن تعلُّقك بمعلمتك أوحى لك أنها هي
الوحيدة التي تَفهمك في هذه الحياة، وهذا طبيعيٌّ جدًّا لأنك أحببتها،
لكن تأكدي أن هناك الكثير مِن الأهل والزميلات وكذلك المعلمات
كذلك يفهمونك!
أخيتي، كلما ضاق صدرُك، وتكالبتْ عليك الهمومُ، اصنعي طُرُقًا لتفريغ
الطاقات السلبية والحزن والهموم مِن نفسك، واطرديها مِن جسمك؛
سواء عن طريق الصلاة أو المشي، أو التحدُّث إلى مَن تثقين به مِن
زميلاتٍ أو ما شابه، وكذلك الرياضة بشكلٍ عام، وممارسة أي نشاط
أو هِواية تُحبينها، المهم لا تلجَئي إلى الكبت؛ فهو في أيِّ حال لن ينفعك،
بل يزيد مِن ضُغُوطك النفسية.
نأتي الآن إلى موضوع الانتحار، وأنا أستغرب جدًّا أن تُفكِّري في هذا الأمر،
وأنتِ ما زلتِ في مقتبل العمر، والحياةُ بجَمالها وروعتِها أمامك،
والمستقبلُ جميلٌ، فقط عليك النظر إلى ذلك، وترتيب أفكارك مِن جديد، عن طريق
وَضْع أهدافٍ ذات قيمة في حياتك، والعمل على إنجازها.
ثم أُحبُّ أن أشيرَ إلى نقطةٍ مهمة جدًّا وهي: أنَّ حياتك ونفسك ليستْ
ملكك أنتِ كي تُقرري إنهاءها بهذا الشكل! فهي بأمر الله سبحانه،
وتأكَّدي أنك لن ترتاحي بالموت، بل سيبدأ معه الشقاءُ، وأنا متأكدةٌ أنك تعرفين
مصير المنتحر!
تذكري أن تعذيب نفسك أنتِ مَن يشعر به فقط، وسيعود على صحتك
بالآثار الضارة والأمراض، ولن يُغَيِّر مِن أسلوب وطريقة مَن
حولك شيئًا، ولن يلفتَ أنظارهم ما دمتِ لم تَتَغَيَّري.
ابدئي بالتغيير مِن نفسك ومِن تفكيرك، عن طريق القراءة الإيجابية،
ومُصاحَبة الأشخاص المتفائلين، والقراءة عن إنجازات العظماء
وقصصهم في الفشل والنجاح، وتأكدي أنَّ جميع مَن حولك لديهم
أمورٌ تُعيقهم في حياتهم، ولديهم الكثير مِن المصائب، ولديهم أمراضٌ،
ولديهم نجاحٌ وفشل، ولكن الله سبحانه وتعالى قسم ذلك على
البشر ليقيسَ مدى صبرهم وإيمانهم به عن طريق ذلك.
إنَّ التغييرَ يَتَطَلَّب وقتًا لتشاهدي نتائجه، وأنا أضمن لك أنه بتغيُّرك
ستَتَغَيَّر نظرتُك للحياة، وسيتغيَّر مَن حولك تبعًا لتغيرك،
وتذكَّري قوله تعالى:
{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }
[الرعد: 11]،
وأنا أثق أنك ستكونين يومًا ما مُؤثِّرة لِمَنْ حولك، بدلًا من أن تبحثي
عن الأشخاص المؤثِّرين.
وختامًا، تمنياتي لك بحياةٍ سعيدةٍ مملوءة بطاعة الرحمن
والعفو والغفران
♦ الملخص:
فتاة مُتعَبة نفسيًّا بسبب الوَحدة، وعدم راحتها مع مَن حولها، حاولت
الانتحارَ أكثر مِن مرة، لكنها فشلتْ، والآن تُخطِّط للانتحار بجدية!
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالبة في المرحلة الثانوية، أعيش وحيدةً مَكسورةً، أكره تلك الحياةَ
وكلَّ ما يرتبط بها، فقد أُجْبِرْتُ على دخول مدرسةٍ أكرهها، وأدى ذلك
إلى حدوث مشكلات مع المعلمات والطالبات! وكنتُ مِن كثرة الضيق
والحزن أجرح يدي حتى تنْزِفَ دمًا! وكنتُ كلما تضايقتُ أفكِّر في الانتحار.
في المرحلة المتوسطة أحببتُ معلمتي وتعلَّقتُ بها؛ إذ كانتْ أكثر إنسانة تفهمني،
فكنتُ أحبها وأحبُّ وُجودها، وعندما فقدتُها شعرتُ بالحزن،
حتى كِدتُ أُنهي حياتي للأبد.
أهلي لا يفهمونني ولا يشعرون بي، ولا يُبالون باحتياجاتي؛
لذا حاولتُ الانتحار أكثر مِن مرة؛ مرة بآلةٍ حادة، ومرة بتناوُل حبوبٍ، ومرة
بالإضراب عن الطعام، والآن أفكِّر في الانتحار وأُخطِّط له بجدية.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مرحبًا بك أختي الكريمة في شبكة الألوكة، ونتمنى أن نكونَ عند حُسن
ظنِّك بنا، وأن نكونَ خيرَ مُعين لك بعد الله في تجاوُز ما تمرِّين به.
خَلَقَنا الله في هذه الحياة لهدفٍ مهمٍّ جدًّا، ومِن خلاله نُؤمن بباقي الأقدار
التي كتَبَها اللهُ سبحانه وتعالى علينا، خَلَقَنا الله سبحانه وتعالى لعبادته،
والإيمانِ به، وجعَل للإيمان أركانًا ستةً تُعتبر قواعدَ أساسية للعيش في
هذه الحياة، وهي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله،
وباليوم الآخر، وبالقدَر خيرِه وشره، والركن السادسُ مِن أهم الأركان؛
حيث إنه يُلامس حياتنا بشكلٍ مباشرٍ، وبمجرد إيماننا ويَقيننا بأنَّ الله يريد بنا خيرًا
في جميع أحوالنا يسهل علينا كل شيء بعد ذلك.
أخيتي الكريمة، قرأتُ استشارتك عدةَ مرات، ولمستُ فيك نقاطًا
إيجابيةً كثيرةً، ومبادئَ رائعةً، لكن تعظيمك للأمور التي واجهَتْك - وإن كنتُ
أراها في مجملها لا تعتبر شيئًا مقابل ما يُواجِهُه الكثير ممن حولنا
مِن مصائبَ وأمراضٍ وإعاقاتٍ قدَّرَها الله عليهم - جعل منك شخصًا
لا يرى النقاطَ الإيجابية في حياتك، كما أن تعلُّقك بمعلمتك أوحى لك أنها هي
الوحيدة التي تَفهمك في هذه الحياة، وهذا طبيعيٌّ جدًّا لأنك أحببتها،
لكن تأكدي أن هناك الكثير مِن الأهل والزميلات وكذلك المعلمات
كذلك يفهمونك!
أخيتي، كلما ضاق صدرُك، وتكالبتْ عليك الهمومُ، اصنعي طُرُقًا لتفريغ
الطاقات السلبية والحزن والهموم مِن نفسك، واطرديها مِن جسمك؛
سواء عن طريق الصلاة أو المشي، أو التحدُّث إلى مَن تثقين به مِن
زميلاتٍ أو ما شابه، وكذلك الرياضة بشكلٍ عام، وممارسة أي نشاط
أو هِواية تُحبينها، المهم لا تلجَئي إلى الكبت؛ فهو في أيِّ حال لن ينفعك،
بل يزيد مِن ضُغُوطك النفسية.
نأتي الآن إلى موضوع الانتحار، وأنا أستغرب جدًّا أن تُفكِّري في هذا الأمر،
وأنتِ ما زلتِ في مقتبل العمر، والحياةُ بجَمالها وروعتِها أمامك،
والمستقبلُ جميلٌ، فقط عليك النظر إلى ذلك، وترتيب أفكارك مِن جديد، عن طريق
وَضْع أهدافٍ ذات قيمة في حياتك، والعمل على إنجازها.
ثم أُحبُّ أن أشيرَ إلى نقطةٍ مهمة جدًّا وهي: أنَّ حياتك ونفسك ليستْ
ملكك أنتِ كي تُقرري إنهاءها بهذا الشكل! فهي بأمر الله سبحانه،
وتأكَّدي أنك لن ترتاحي بالموت، بل سيبدأ معه الشقاءُ، وأنا متأكدةٌ أنك تعرفين
مصير المنتحر!
تذكري أن تعذيب نفسك أنتِ مَن يشعر به فقط، وسيعود على صحتك
بالآثار الضارة والأمراض، ولن يُغَيِّر مِن أسلوب وطريقة مَن
حولك شيئًا، ولن يلفتَ أنظارهم ما دمتِ لم تَتَغَيَّري.
ابدئي بالتغيير مِن نفسك ومِن تفكيرك، عن طريق القراءة الإيجابية،
ومُصاحَبة الأشخاص المتفائلين، والقراءة عن إنجازات العظماء
وقصصهم في الفشل والنجاح، وتأكدي أنَّ جميع مَن حولك لديهم
أمورٌ تُعيقهم في حياتهم، ولديهم الكثير مِن المصائب، ولديهم أمراضٌ،
ولديهم نجاحٌ وفشل، ولكن الله سبحانه وتعالى قسم ذلك على
البشر ليقيسَ مدى صبرهم وإيمانهم به عن طريق ذلك.
إنَّ التغييرَ يَتَطَلَّب وقتًا لتشاهدي نتائجه، وأنا أضمن لك أنه بتغيُّرك
ستَتَغَيَّر نظرتُك للحياة، وسيتغيَّر مَن حولك تبعًا لتغيرك،
وتذكَّري قوله تعالى:
{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }
[الرعد: 11]،
وأنا أثق أنك ستكونين يومًا ما مُؤثِّرة لِمَنْ حولك، بدلًا من أن تبحثي
عن الأشخاص المؤثِّرين.
وختامًا، تمنياتي لك بحياةٍ سعيدةٍ مملوءة بطاعة الرحمن
والعفو والغفران
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق