السؤال
منذ حوالي أربع سنوات حَدَثَتْ لي مشكلة صِحيَّة، فقد حدث لي انهيار عصبي،
ونُقلت إلى الطَّبيب الذي شَخَّصَ حالتي باكتئاب مُزمن، وتوهم الإصابة
بمرض القلب - رغم أنني لم أكن أشعر بهذا التَّشخيص في واقع الأمر -
وَصَفَ لي عدَّة أدوية من بينها هذا العلاج: لوكير ،
وذلك ليمكنني من النَّوم، كَرَّرت العلاج من نفسي، والمرة تلو المرة
حتى أصبحتُ مُدمنًا لهذا العلاج، أو المُهَدِّئ، لا أستطيع النَّوم مُطلَقًا
بدونه حتى لو مَرَّت عليَّ أيام.
أنا كاره لِمَا أنا فيه، ولستُ أجد حلاًّ، لا يوجد لدينا ما يسمَّى بالطَّبيب النَّفسي،
والذهاب إليه يعني فى نظر الآخرين الكثير، ولا أريد أن أضرَّ بسُمعة
أبنائي وبناتي، فما الحل؟
علمًا بأنَّني حاولتُ جاهدًا وجاهدتُ نفسي لكن دون فائدة.
الجواب
أجاب عن هذه الاستشارة الدكتور ياسر بكار وعلَّق عليها الشيخ علي
ونيس
إجابة الدكتور ياسر بكار:
الأخ الكريم.. السلام عليكم ورحمة الله..
مرحبًا بك وأهلاً وسهلاً بك.
الحقيقة أنِّي لا أعرف بالضَّبط دواء (لوكير)؛ لأنَّك ذكرت الاسم التجاري
للدَّواء، والذي يتباين من دولة إلى أخرى، ولم تذكر الاسم العلمي للدَّواء.
لكن وصفك لهذا الدَّواء ينطبق على مجموعة منَ الأدوية المُنَوِّمة التي
تنتمي لعائلة (Benzodiazepines)، والتي لا نلجأ إليها - نحن الأطباء -
إلاَّ في حالاتٍ ضَيِّقةٍ ولفترة قصيرة؛ ذلكَ لأنَّها تُسَبِّب الإدمان والتَّعَوُّد،
وهذا ما حدث معك.
ما أريد فعله منك هو عدم التَّوَقُّف عنِ العلاج فجأة؛ بل القيام بزيارة
طبيب نفسي؛ حتى يضع لك خطَّة للتَّخَلُّص من هذا العلاج بالتَّدريج،
ويعطيك دواءً يساعدك على النَّوم (دواءً لا يُسَبِّب الإدمان)، وفي نفس
الوقت تَتَخَلَّص منَ التَّعَوُّد على الدَّواء الحالي. أفْهَم تمامًا موقفك منَ
الطَّبيب النفسي؛ لكنَّه الأفضل في القيام بذلكَ، وإذا أردتَ يمكنكَ استشارة
طبيب باطني، وتَتَأَكَّد من اطِّلاعه على هذا الموضوع (التَّخَلُّص منَ
الإدمان على البنزوديازبين).
الأمر في الحقيقة ليس سهلاً؛ ولكن يحتاج منكَ إلى العزيمة والصَّبر
حتى تَتَخَلَّص من إدمان هذا الدواء, وتَعُود إلى حياتكَ الطَّبيعيَّة.
تَقَبَّل تحياتي،
تعليق الشيخ علي ونيس:
الواجب على المسلم أن يَتَجَنَّبَ تلك الأدوية التي يدمن عليها بالمُداومة
على تناولها؛ وبما أنَّ أكثر الناس قد لا يستطيعون التَّفرقة بين ما يُؤَدي إلى
الإدمان وما لا يؤدي إليه؛ فالواجب على الأطباء أن يَتَّقوا الله في ذلك،
وليعلموا أنَّ المرضى أمانة بين أيديهم فلا يصفون لهم منَ الدَّواء إلاَّ ما
خلا من الأضرار، فقد رَوَى ابن ماجه في سننه عن النَّبي –
صَلَّى الله عليه وسلم -:
( لا ضرر ولا ضرار ).
وإضافة إلى ما ذكره الدكتور/ ياسر بكار من علاج، نَنصَحُ صاحب الاستشارة
بالتَّوَكُّل على الله تعالى وتقوية اليقين فيما عنده والبراءة من حوله وقوَّته،
إذ لا حول ولا قوَّة إلا بالله، والصبر على ما أصابكَ، فإنَّ ما أصابكَ حقيق
بأن يدخل في وعد النبي - صلى الله عليه وسلم -: :
( مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ، وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ، وَلاَ حزَنٍ، وَلاَ أَذًى،
وَلاَ غَمٍّ؛ حَتَّى الشَّوْكَة يُشَاكُهَا، إِلاَّ كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ )؛
متفق عليه.
والله أعلم.
منقول للفائدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق