يعد إعوجاج الساقين أو تقوسهما من أكثر مشكلات الأطفال شيوعاً، وقبل
تناول هذا الموضوع يجب التنويه بأن الطفل لا يولد بساقين معتدلتين
أو مستقيمتين كحال البالغ، وإنما تكون ساقاه مقوستين أو معوجتين إذا
جاز التعبير، ولا تعتدلان حتى يبلغ من العمر سنتين وربما ثلاث سنوات،
ويسمى هذا الإعوجاج بالإعوجاج الطبيعى أو الفسيولوجى
والذى لا يحتاج علاجا.
الطفل فى هذه المرحلة السنية المبكرة لو لم ينل حاجته من فيتامين -د-
الذى يقوم بنقل الكالسيوم من الدم إلى العظام -هو من العظام كالأسمنت
المسلح من المبانى- أصيب بما يسمى لين العظام أو الكساح، فتفقد
عظامه صلابتها وتتخاذل أجلادها وتتقوس تحت تأثير ثقل الجسم،
هنا تتعوج الساقان إن لم تكونا معوجتين من قبل، أو تزداد درجة
الإعوجاج الفسيولوجى الموجودة بهما، وخلافاً للإعوجاج الفسيولوجى
فإن إعوجاج لين العظام لا يستقيم بالنمو ما لم يُعالج السبب وهو نقص
فيتامين -د.
لذا يجب التنبيه على أن لين العظام يؤدى إلى إعوجاج ساقى الطفل،
والعكس ليس صحيحاً، فليس كل إعوجاج بالساقين هو نتيجة
للين العظام، وهذه حقيقة مهمة.
وللوقاية من لين العظام يجب أن يحرص الأهل على تعريض أطفالهم
يومياً لأشعة الشمس فوق البنفسجية المتوافرة فى طرفى النهار، أى بعد
طلوع الشمس ومن العصر إلى المغرب، فهذه الأشعة تنشط مخزون
فيتامين -د- الخام الموجود تحت الجلد فتحوله إلى صيغته الفعالة التى
تتولى نقل كالسيوم الدم إلى العظام، كذلك يجب الحرص على تناول
الأطعمة ذات المحتوى العالى من الكالسيوم وفيتامين -د- مثل اللبن
والبيض والزبادى والجبنة البيضاء.
علاج إعوجاج الساقين يكون أولاً بعلاج السبب وهو نقص فيتامين -د-
بواسطة العقاقير الفعالة وغالباً ما ينجح العلاج فى ستة أسابيع، عندئذ
ينتظر الطبيب بالإعوجاج أن يعتدل مع النمو كشأن الإعوجاج
الفسيولوجى، فإذا كانت سن الطفل لا تسمح، أو كانت درجة الاعوجاج
شديدة عندئذ يكون الإستعدال جراحياً بقطع عظمتى الساق والشظية
من تحت الركبة وتقويمها ثم تثبيتها داخلياً بالشرائح والأسلاك المعدنية،
أو خارجياً بجهاز التثبيت الخارجى أو الجبس حتى تلتئم،
وغالباً ما يحدث ذلك خلال شهرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق