الله تبارك وتعالى خلق الخلق لعبادته الجامعة لمعرفته،
والإنابة إليه، ومحبته، والإخلاص له.
فبذكره سبحانه تطمئن قلوبهم، وتسكن نفوسهم،
وبرؤيته في الآخرة تقر عيونهم، ويتم نعيمهم.
فلا يعطيهم سبحانه في الآخرة شيئاً خيراً لهم، ولا أحب إليهم،
ولا أقر لعيونهم من النظر إليه، وسماع كلامه منه، ورضوانه عليهم.
ولم يعطهم في الدنيا شيئاً خيراً لهم، ولا أحب إليهم، ولا أقر لعيونهم
من الإيمان به، ومحبته والشوق إلى لقائه، والأنس بقربه،
والتنعم بذكره وعبادته.
وحاجة العباد إلى ربهم في عبادتهم إياه أعظم من حاجتهم إليه
في خلقه لهم، ورزقه إياهم، ومعافاة أبدانهم.
فإن العبادة هي الغاية المقصودة لهم، ولا صلاح ولا سعادة لهم بدون ذلك.
والله تبارك وتعالى يريد من خلقه أن يعرفوا أطيب ما في الدنيا ..
وأطيب ما في الآخرة .. فيقبلون عليه علماً وعملاً.
ويعرفوا شر ما في الدنيا .. وشر ما في الآخرة .. فيحذروه ويجتنبوه.
والأصل هو القلب، فإن كان صالحاً صلحت أعمال الجوارح،
وإن كان فاسداً فسدت أعمال الجوارح.
والعين تبصر في ضوء الشمس صورة الشيء لا حقيقة الشيء، امتحاناً
وابتلاءً، ولكن لا يعرف الحقيقة إلا القلب، ويعرف القلب ذلك
إذا كان فيه نور الإيمان.
فكما تحتاج العين إلى الضوء الخارجي لمعرفة الأشياء ورؤيتها،
فكذلك القلب لا يعرف حقيقة الشيء إلا بنور الإيمان،
ومن اسود قلبه لا يعرف حقيقة الأشياء، بل يعرف صور الأشياء.
وإذا استنار القلب بنور الإيمان أناب إلى الله، فأحب الطاعات وكره
المعاصي، وبنور القلب تبين قيمة الأموال والأشياء، وقيمة الإيمان
والأعمال، ولا يبقى للعبد تعلق بالدنيا، بل يكون تعلقه بالآخرة.
ونور الإيمان في القلب يرسخ حقيقة الوعد والوعيد.
وإذا جاءت حقيقة الوعد والوعيد زدنا في الطاعات،
ونفرنا من المعاصي، وزهدنا في الدنيا، ورغبنا في الآخرة.
ونور القلب في الدنيا يكون مستوراً، وفي الآخرة يكون ظاهراً للمؤمنين.
وبامتثال أوامر الله، وفعل كل سنة، يزداد نور القلب،
وبمخالفة السنن يزيد ظلام القلب، وتثقل الطاعات.
ومحبة الله نور في القلب والوجه ..
ومحبة غير الله ظلام في القلب والوجه.
وكل من أقر بـ (لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله) جاء النور في قلبه،
وإذا جاء نور الهداية في القلب سهل تطبيق أوامر الله، والإكثار منها،
والتلذذ بها، ودعوة الناس إليها، والصبر على كل ذلك.
ونور الهداية في القلب:
أن يتيقن العبد أن المعطي والمانع، والمعز والمذل، والنافع والضار،
والمحيي والمميت فقط هو الله وحده لا شريك له.
وحاجات القلب كثيرة كالبحر،
وحاجات البدن كالقطرة،
لأن القلب محل الإيمان، والإيمان ليس له حد،
وبالإيمان يسعد الإنسان في الدنيا والآخرة.
والإيمان يزيد في القلوب بكثرة الطاعات، والنظر في الآيات الكونية،
والآيات القرآنية، والجهد للدين، وتحصل بذلك الهداية.
ولكن الباطل لا يزول إلا بالتضحية بكل شيء من أجل إعلاء
كلمة الله بالأموال، والأنفس، والشهوات، والجاه، والأوقات.
ولما تركت الأمة التضحية بذلك نقص الإيمان، وقلت الطاعات،
وكثرت المعاصي، فجاء البلاء والفساد والعقاب.
فالشيطان يزين للإنسان الشهوات التي عاقبتها الهلاك،
والأنبياء يأمرون الناس بالإيمان والأعمال الصالحة التي عاقبتها الفلاح.
موسوعة فقه القلوب
فقه زاد القلوب في رمضان
جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسن
والإنابة إليه، ومحبته، والإخلاص له.
فبذكره سبحانه تطمئن قلوبهم، وتسكن نفوسهم،
وبرؤيته في الآخرة تقر عيونهم، ويتم نعيمهم.
فلا يعطيهم سبحانه في الآخرة شيئاً خيراً لهم، ولا أحب إليهم،
ولا أقر لعيونهم من النظر إليه، وسماع كلامه منه، ورضوانه عليهم.
ولم يعطهم في الدنيا شيئاً خيراً لهم، ولا أحب إليهم، ولا أقر لعيونهم
من الإيمان به، ومحبته والشوق إلى لقائه، والأنس بقربه،
والتنعم بذكره وعبادته.
وحاجة العباد إلى ربهم في عبادتهم إياه أعظم من حاجتهم إليه
في خلقه لهم، ورزقه إياهم، ومعافاة أبدانهم.
فإن العبادة هي الغاية المقصودة لهم، ولا صلاح ولا سعادة لهم بدون ذلك.
والله تبارك وتعالى يريد من خلقه أن يعرفوا أطيب ما في الدنيا ..
وأطيب ما في الآخرة .. فيقبلون عليه علماً وعملاً.
ويعرفوا شر ما في الدنيا .. وشر ما في الآخرة .. فيحذروه ويجتنبوه.
والأصل هو القلب، فإن كان صالحاً صلحت أعمال الجوارح،
وإن كان فاسداً فسدت أعمال الجوارح.
والعين تبصر في ضوء الشمس صورة الشيء لا حقيقة الشيء، امتحاناً
وابتلاءً، ولكن لا يعرف الحقيقة إلا القلب، ويعرف القلب ذلك
إذا كان فيه نور الإيمان.
فكما تحتاج العين إلى الضوء الخارجي لمعرفة الأشياء ورؤيتها،
فكذلك القلب لا يعرف حقيقة الشيء إلا بنور الإيمان،
ومن اسود قلبه لا يعرف حقيقة الأشياء، بل يعرف صور الأشياء.
وإذا استنار القلب بنور الإيمان أناب إلى الله، فأحب الطاعات وكره
المعاصي، وبنور القلب تبين قيمة الأموال والأشياء، وقيمة الإيمان
والأعمال، ولا يبقى للعبد تعلق بالدنيا، بل يكون تعلقه بالآخرة.
ونور الإيمان في القلب يرسخ حقيقة الوعد والوعيد.
وإذا جاءت حقيقة الوعد والوعيد زدنا في الطاعات،
ونفرنا من المعاصي، وزهدنا في الدنيا، ورغبنا في الآخرة.
ونور القلب في الدنيا يكون مستوراً، وفي الآخرة يكون ظاهراً للمؤمنين.
وبامتثال أوامر الله، وفعل كل سنة، يزداد نور القلب،
وبمخالفة السنن يزيد ظلام القلب، وتثقل الطاعات.
ومحبة الله نور في القلب والوجه ..
ومحبة غير الله ظلام في القلب والوجه.
وكل من أقر بـ (لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله) جاء النور في قلبه،
وإذا جاء نور الهداية في القلب سهل تطبيق أوامر الله، والإكثار منها،
والتلذذ بها، ودعوة الناس إليها، والصبر على كل ذلك.
ونور الهداية في القلب:
أن يتيقن العبد أن المعطي والمانع، والمعز والمذل، والنافع والضار،
والمحيي والمميت فقط هو الله وحده لا شريك له.
وحاجات القلب كثيرة كالبحر،
وحاجات البدن كالقطرة،
لأن القلب محل الإيمان، والإيمان ليس له حد،
وبالإيمان يسعد الإنسان في الدنيا والآخرة.
والإيمان يزيد في القلوب بكثرة الطاعات، والنظر في الآيات الكونية،
والآيات القرآنية، والجهد للدين، وتحصل بذلك الهداية.
ولكن الباطل لا يزول إلا بالتضحية بكل شيء من أجل إعلاء
كلمة الله بالأموال، والأنفس، والشهوات، والجاه، والأوقات.
ولما تركت الأمة التضحية بذلك نقص الإيمان، وقلت الطاعات،
وكثرت المعاصي، فجاء البلاء والفساد والعقاب.
فالشيطان يزين للإنسان الشهوات التي عاقبتها الهلاك،
والأنبياء يأمرون الناس بالإيمان والأعمال الصالحة التي عاقبتها الفلاح.
موسوعة فقه القلوب
فقه زاد القلوب في رمضان
جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق