أريد أن أعرف نفسي (2)
أمَّا سبب ما تُعانِينه فيتبيَّن في جملة أمور:
أوَّلها: رغبتك (المتطرِّفة) في إرضاء الآخَرين، وحرصك (المبالَغ به)
على كسب وُدِّهم لتحقيق قبولك عندهم، وأقول لك - أختي العزيزة -:
إنَّ التوسُّط في الأمور ليس فقط من سمات الشخصيَّة السويَّة، ومؤشِّرًا
على الصحة النفسية، بل إنه من الصفات التي حثَّنا عليها الإسلام؛
فجعل التوسُّط من صفات أمَّتنا.
لذا؛ أنصحك عزيزتي بالتأمُّل مليًّا في هذه السمة، وذكِّري نفسك بأنَّ الله تعالى
لم يُعطِ رضا الناس جميعًا لأيٍّ من البشر، كما جعل قول الحق
- بكِياسةٍ وتأدُّب - حسنةً يُؤجَر عليها المسلم، فإذا ما أكثرتِ التفكير
والنظَر بهذه القيم ستجِدِين في نفسك تغيُّرًا وميلاً نحو الإصرار الكيِّس
على الرأي الحقِّ، حتى وإنْ كان في أمورٍ بسيطة؛ لأنَّك عندها
لن تُفكِّري في ردِّ فعل المقابل بقدر تفكيرك في هذه القيم.
كما لمستُ - من استقراء رسالتك - أنَّك تخشين تحمُّل مسؤوليَّة
ونتائج قَراراتك، وللتخلُّص من ضغط القلق بشأنها فإنَّك تتَّجِهين إلى
التزام الرأي الآخَر، وعندها لن تُحاسِبي نفسك إذا لم تكنْ نتائج هذا الرأي موفَّقة.
أختي الحبيبة، قد يكون لدَيْك شُعورٌ بهذا الأمر، وقد يكون غائبًا في لاوَعْيك،
لكن بكلا الحالتين عليك التفكُّر بهذا الأمر وتلمُّسك له؛ لأنَّ وعيَك به
هو أول خُطوات الحلِّ وأهمها؛ حيث يبدو من رسالتك أنَّ هناك رفضًا
داخليًّا لهذا الهروب والتخوُّف من مسؤوليَّة اتِّخاذ القَرار؛
ممَّا جعلك تنظُرين لِمَن يقوم به كشخصٍ يتميَّز بالشجاعة والقوَّة،
وأنَّ لديك رغبةً داخليةً في مصاحبتهم، وقد يكون هذا هو تفسير رغبتك
في السير بين الجبال الشامخة والصخور القوية، لكنَّك في الوقت ذاته
تتخوَّفين من نزول المنحدرات التي تتطلَّب اتخاذ وضع التوازن واتخاذ
أوضاع معينة للجسم استجابةً لأمر وقرار من الدماغ، فيكون النزول سليمًا
وسلسًا إذا ما كانت القرارات سليمة، فنرى البعض ينزل المنحدرات بسلاسةٍ
أكثر من غيره الذي قد يضع قدمَه بطريقةٍ خطأ، وهو لم يضعها إلا بأمرٍ
من دماغه، وهذا العرض هو أحد السلوكيَّات الناجمة عن تهرُّبك وخشيتك
من اتِّخاذ القرارات، هذه الخشية هي أيضَا سبب إحجامك وقلقك الداخلي
من إنشاء الصداقات المباشرة مع الآخَرين، في حين رغبتك
بإنشائها بكثْرةٍ في العالم الافتراضي عبر الإنترنت.
وعليه: أنصحك عزيزتي بأنْ تبعدي عن نفسك أولاً القلق بشأن رأي الآخَرين
فيك إذا ما أخفَقتِ في أمرٍ ما، وتذكَّري قولَ النبي - عليه الصلاة والسلام -
بأنَّ كلَّ ابن آدم خطَّاء، فلا بشر بدون خطأ، فكيف إذا كان الخطأ أو'
الفشل نتيجة محاولة لإثبات الذات وتحقيقها، وهي سمات المؤمن القوي.
كما أنَّ وقوعك في الخطأ والفشل وإصرارك بعده على تجاوُزِه هو
مصدر نجاحك، فلا نجاح يأتي سائغًا بدون فشل؛ لذا فإنَّ تغيير نظرتك
وتقييمك للتخوُّف من الفشل ونتائج الخطأ هو مفتاح تح
قيق ذاتك وبناء شخصيَّتك على أسسٍ سليمة، خاصَّة أنك تتميَّزين بآراء
صائبة وسديدة في كثيرٍ من الأحيان، وهذا ما تشيرُ إليه رسالتك في إقبال
زوجك وصديقاتك على استشارتك وأخْذ آرائك في أمورهم.
أختي العزيزة، إنَّ أسباب سُلوكياتنا الظاهرية تكمن في طريقة تفكيرنا في
الأمور ونظرتنا إليها؛ ولذلك أتمنى عليك أن تأخُذي هذا التحليل بالتأمُّل والتفكير
العميق وتبدَئِي بعد التوكُّل على الله تعالى بتبنِّي النصائح أعلاه،
وستجدين - بإذن الله تعالى - كلَّ خير.
- حبُّ المشي بين الصخور والجبال الشاهقة ربما
يشير إلى رغبتك بمجالسة العظماء.
- خشيتك من استخدام طريق منحدر يعني: اعتمادك على
نفسك في الموازنة، فهو ليس طريقًا عاديًّا.
- إحدى أسباب المشكلة تتَّضح في عدم الرغبة في تحمُّل مسؤولية
القَرار أمام الذات، وكذلك خشية اللوم.
وأخيرًا، أختم بدعاء الله تعالى أنْ يصلح شأنك كله وينفع بك، إنَّه تعالى سميع مجيب.
أمَّا سبب ما تُعانِينه فيتبيَّن في جملة أمور:
أوَّلها: رغبتك (المتطرِّفة) في إرضاء الآخَرين، وحرصك (المبالَغ به)
على كسب وُدِّهم لتحقيق قبولك عندهم، وأقول لك - أختي العزيزة -:
إنَّ التوسُّط في الأمور ليس فقط من سمات الشخصيَّة السويَّة، ومؤشِّرًا
على الصحة النفسية، بل إنه من الصفات التي حثَّنا عليها الإسلام؛
فجعل التوسُّط من صفات أمَّتنا.
لذا؛ أنصحك عزيزتي بالتأمُّل مليًّا في هذه السمة، وذكِّري نفسك بأنَّ الله تعالى
لم يُعطِ رضا الناس جميعًا لأيٍّ من البشر، كما جعل قول الحق
- بكِياسةٍ وتأدُّب - حسنةً يُؤجَر عليها المسلم، فإذا ما أكثرتِ التفكير
والنظَر بهذه القيم ستجِدِين في نفسك تغيُّرًا وميلاً نحو الإصرار الكيِّس
على الرأي الحقِّ، حتى وإنْ كان في أمورٍ بسيطة؛ لأنَّك عندها
لن تُفكِّري في ردِّ فعل المقابل بقدر تفكيرك في هذه القيم.
كما لمستُ - من استقراء رسالتك - أنَّك تخشين تحمُّل مسؤوليَّة
ونتائج قَراراتك، وللتخلُّص من ضغط القلق بشأنها فإنَّك تتَّجِهين إلى
التزام الرأي الآخَر، وعندها لن تُحاسِبي نفسك إذا لم تكنْ نتائج هذا الرأي موفَّقة.
أختي الحبيبة، قد يكون لدَيْك شُعورٌ بهذا الأمر، وقد يكون غائبًا في لاوَعْيك،
لكن بكلا الحالتين عليك التفكُّر بهذا الأمر وتلمُّسك له؛ لأنَّ وعيَك به
هو أول خُطوات الحلِّ وأهمها؛ حيث يبدو من رسالتك أنَّ هناك رفضًا
داخليًّا لهذا الهروب والتخوُّف من مسؤوليَّة اتِّخاذ القَرار؛
ممَّا جعلك تنظُرين لِمَن يقوم به كشخصٍ يتميَّز بالشجاعة والقوَّة،
وأنَّ لديك رغبةً داخليةً في مصاحبتهم، وقد يكون هذا هو تفسير رغبتك
في السير بين الجبال الشامخة والصخور القوية، لكنَّك في الوقت ذاته
تتخوَّفين من نزول المنحدرات التي تتطلَّب اتخاذ وضع التوازن واتخاذ
أوضاع معينة للجسم استجابةً لأمر وقرار من الدماغ، فيكون النزول سليمًا
وسلسًا إذا ما كانت القرارات سليمة، فنرى البعض ينزل المنحدرات بسلاسةٍ
أكثر من غيره الذي قد يضع قدمَه بطريقةٍ خطأ، وهو لم يضعها إلا بأمرٍ
من دماغه، وهذا العرض هو أحد السلوكيَّات الناجمة عن تهرُّبك وخشيتك
من اتِّخاذ القرارات، هذه الخشية هي أيضَا سبب إحجامك وقلقك الداخلي
من إنشاء الصداقات المباشرة مع الآخَرين، في حين رغبتك
بإنشائها بكثْرةٍ في العالم الافتراضي عبر الإنترنت.
وعليه: أنصحك عزيزتي بأنْ تبعدي عن نفسك أولاً القلق بشأن رأي الآخَرين
فيك إذا ما أخفَقتِ في أمرٍ ما، وتذكَّري قولَ النبي - عليه الصلاة والسلام -
بأنَّ كلَّ ابن آدم خطَّاء، فلا بشر بدون خطأ، فكيف إذا كان الخطأ أو'
الفشل نتيجة محاولة لإثبات الذات وتحقيقها، وهي سمات المؤمن القوي.
كما أنَّ وقوعك في الخطأ والفشل وإصرارك بعده على تجاوُزِه هو
مصدر نجاحك، فلا نجاح يأتي سائغًا بدون فشل؛ لذا فإنَّ تغيير نظرتك
وتقييمك للتخوُّف من الفشل ونتائج الخطأ هو مفتاح تح
قيق ذاتك وبناء شخصيَّتك على أسسٍ سليمة، خاصَّة أنك تتميَّزين بآراء
صائبة وسديدة في كثيرٍ من الأحيان، وهذا ما تشيرُ إليه رسالتك في إقبال
زوجك وصديقاتك على استشارتك وأخْذ آرائك في أمورهم.
أختي العزيزة، إنَّ أسباب سُلوكياتنا الظاهرية تكمن في طريقة تفكيرنا في
الأمور ونظرتنا إليها؛ ولذلك أتمنى عليك أن تأخُذي هذا التحليل بالتأمُّل والتفكير
العميق وتبدَئِي بعد التوكُّل على الله تعالى بتبنِّي النصائح أعلاه،
وستجدين - بإذن الله تعالى - كلَّ خير.
- حبُّ المشي بين الصخور والجبال الشاهقة ربما
يشير إلى رغبتك بمجالسة العظماء.
- خشيتك من استخدام طريق منحدر يعني: اعتمادك على
نفسك في الموازنة، فهو ليس طريقًا عاديًّا.
- إحدى أسباب المشكلة تتَّضح في عدم الرغبة في تحمُّل مسؤولية
القَرار أمام الذات، وكذلك خشية اللوم.
وأخيرًا، أختم بدعاء الله تعالى أنْ يصلح شأنك كله وينفع بك، إنَّه تعالى سميع مجيب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق