من عجائب الاستغفار (3)
قال ابن رجب - رحمه الله تعالى :
السبب الثاني للمغفرة : الاستغفار، ولو عظمت الذنوب، وبلغت الكثرة
عنان السماء، وهو السحاب , وقيل : ما انتهى إليه البصر منها.
وفي الرواية الأخرى :
( لو أخطأتم حتى بلغت خطاياكم ما بين السماء والأرض، ثم استغفرتم
الله لغفر لكم )،
والاستغفار : طلب المغفرة، والمغفرة : هي وقاية شر الذنوب مع
سترها. وقد كثر في القرآن ذكر الاستغفار، فتارةً يؤمر به،
كقوله تعالى : {وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}،
وقوله :
{وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} .
وتارة يمدح أهله، كقوله :
{وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ}،
وقوله :
{وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}،
وقوله :
{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا
لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}
وتارة يذكر أن الله يغفر لمن استغفره، كقوله تعالى :
{وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا}
[النساء: 110].
وكثيرًا ما يقرن الاستغفار بذكر التوبة، فيكون الاستغفار حينئذ عبارةً
عن طلب المغفرة باللسان، والتوبة عبارة عن الإقلاع
عن الذنوب بالقلوب والجوارح .
وتارة يفرد الاستغفار، ويرتب عليه المغفرة، كما ذكر في هذا الحديث
وما أشبهه، فقد قيل : إنه أريد به الاستغفار المقترن بالتوبة، وقيل : إن ن
صوص الاستغفار المفردة كلها مطلقة تقيَّد بما ذكر في آية (آل عمران)
من عدم الإصرار؛ فإن الله وعد فيها المغفرة لمن استغفره من ذنوبه
ولم يصر على فعله، فتحمل النصوص المطلقة في الاستغفار كلها على
هذا المقيد، ومجرد قول القائل: اللهم اغفر لي، طلب منه للمغفرة
ودعاء بها، فيكون حكمه حكم سائر الدعاء، فإن شاء الله أجابه وغفر لصا
حبه، لاسيما إذا خرج عن قلب منكسر بالذنب أو صادف ساعةً
من ساعات الإجابة كالأسحار وأدبار الصلوات .
ويروى عن لقمان عليه السلام أنه قال لابنه : يا بني عود لسانك :
اللهم اغفر لي؛ فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلاً . وقال الحسن :
أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقكم، وفي
أسواقكم، وفي مجالسكم أينما كنتم، فإنكم ما تدرون متى
تنزل المغفرة (جامع العلوم والحكم) .
قال ابن رجب - رحمه الله تعالى :
السبب الثاني للمغفرة : الاستغفار، ولو عظمت الذنوب، وبلغت الكثرة
عنان السماء، وهو السحاب , وقيل : ما انتهى إليه البصر منها.
وفي الرواية الأخرى :
( لو أخطأتم حتى بلغت خطاياكم ما بين السماء والأرض، ثم استغفرتم
الله لغفر لكم )،
والاستغفار : طلب المغفرة، والمغفرة : هي وقاية شر الذنوب مع
سترها. وقد كثر في القرآن ذكر الاستغفار، فتارةً يؤمر به،
كقوله تعالى : {وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}،
وقوله :
{وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} .
وتارة يمدح أهله، كقوله :
{وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ}،
وقوله :
{وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}،
وقوله :
{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا
لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}
وتارة يذكر أن الله يغفر لمن استغفره، كقوله تعالى :
{وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا}
[النساء: 110].
وكثيرًا ما يقرن الاستغفار بذكر التوبة، فيكون الاستغفار حينئذ عبارةً
عن طلب المغفرة باللسان، والتوبة عبارة عن الإقلاع
عن الذنوب بالقلوب والجوارح .
وتارة يفرد الاستغفار، ويرتب عليه المغفرة، كما ذكر في هذا الحديث
وما أشبهه، فقد قيل : إنه أريد به الاستغفار المقترن بالتوبة، وقيل : إن ن
صوص الاستغفار المفردة كلها مطلقة تقيَّد بما ذكر في آية (آل عمران)
من عدم الإصرار؛ فإن الله وعد فيها المغفرة لمن استغفره من ذنوبه
ولم يصر على فعله، فتحمل النصوص المطلقة في الاستغفار كلها على
هذا المقيد، ومجرد قول القائل: اللهم اغفر لي، طلب منه للمغفرة
ودعاء بها، فيكون حكمه حكم سائر الدعاء، فإن شاء الله أجابه وغفر لصا
حبه، لاسيما إذا خرج عن قلب منكسر بالذنب أو صادف ساعةً
من ساعات الإجابة كالأسحار وأدبار الصلوات .
ويروى عن لقمان عليه السلام أنه قال لابنه : يا بني عود لسانك :
اللهم اغفر لي؛ فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلاً . وقال الحسن :
أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقكم، وفي
أسواقكم، وفي مجالسكم أينما كنتم، فإنكم ما تدرون متى
تنزل المغفرة (جامع العلوم والحكم) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق