آلآم أرملة (1)
أميمة الجابر
علم الله سبحانه أن الاسرة التي تبني اسسها على القوامة الزوجية
أسرة ينتظر منها النجاح في طريقها لتؤدي دورها بين لبنات المجتمع .
فاهتم الإسلام بالزوج وحقوقه , وحث على معونته لأداء مسئوليته ودوره ,
وجعل من واجباته رعاية الأسرة والإنفاق عليها وتأمين الأمان النفسي
والمادي لها .. وللأسف ترى الكثيرات يعشن مع أزواجهن عيشه الأغراب
فيكثرن عليه الأعباء والمتطلبات , وكثيراَ ما يتربصن به الأخطاء ,
فيدفعن أزواجهن إما إلى كثرة المشاكل و الاشتباكات أو إلي الهروب من
عش الزوجية إذ تصبح الحياة بينهما تتصف بالتأفف والضيق والملل !
لا تشعر الزوجة كثيرة الشكوى بقيمة الزوج الحقيقية في أحيان كثيرة
إلا بعد فراقه لأي سبب أو أن تصبح أرمل حينذاك تبدأ المعاناة ويبدأ
الألم ويبدأ حمل الهم وحمل المسؤولية .
آلام الأرملة : فبالأمس كانت في رعاية الزوج وكنفه ولا تلقي للدنيا بالا ,
واليوم أصبحت أرملة لفقدان زوجها فجأة ! ذهبت حينذاك وغيرت وصفها
في بطاقتها الشخصية وغيرت كلمة " متزوجة " إلى كلمة أرملة , وما
إن رأت هذه الكلمة حتى انهالت دموعها واستيقظت من غفلتها ,
وكأنها لطمتها الايام بأحداثها , عندئذ تسلمت المسؤولية فأصبحت
هي الأم والأب في آن واحد ..
لقد انفضت فجأة المؤسسة التي كانت ترعاها , وهي مقبلة على مرحلة
عدم اتزان كامل , فقد تتحامل على نفسها وتقف , وقد تترنح وتسقط
فمن الأرامل من يستطعن الوقوف أمام التحدي فتراها ثابتة أمام المسؤولية
التي أصبحت تطوق عنقها , وهؤلاء يضربن المثل والقدوة حين يقمن
بتربية أولادهن على أفضل ما يكون .
ومنهن من تقفن وسط الطريق تعلن عن ضعفها واستسلامها , وبعضهن
يجدن في مسؤولية الأبناء بأسا شديدا فتفشلن في ملاحقة أولادهن خارج البيت
أو تقدمن لهم النصح داخل البيت فتشعرن بالانهيار حينما تجدهم
لا يستجيبون لنصائحها بل يفضلون الهروب من النصح ويدخلون في
دائرة العناد والانقياد وراء رفقاء السوء .
أو تقف بعض الأمهات مكبلة الأيدي حينما تعجز عن الوصول لمصاحبة
بناتهن فإذا استعملن العنف وجدن الهجوم , وإذا أظهرن العطف والحنان
وجدن من بناتهن مالا تحببن , وإذا استعن بالعم أو الخال في توجيه
الأبناء كانت الطامة فأصبحن في حيرة فلا يملكون إلا البكاء والدعاء ..
بل قد تقع الأرملة في شدائد المحن , فكثيرا ما يقوم البعض من أهل
زوج الأرملة بعد موت إبنهم بالمسارعة في فعل الحيل والألاعيب
من أجل حرمان هذه الأرملة وأحيانا أولادها من الميراث ,
هذا غير ما يلاحق الكثيرات منهن من عيون الطامعين من الرجال ,
وقد اعتبر البعض أن الأرملة بعد وفاة زوجها سهلة المنال ,
ما جعلها عرضة للابتزاز والمضايقات وسوء الظن الدائم !
ومخاطر اخرى يتعرضن لها في الخارج , وهذا الجار يلاحقها حينما
تخرج أو تدخل بيتها مصراً على أن يوقعها في قبضته حتى يجعل سيرتها
وسمعتها سيئة في الحي الذي تعيش فيه ! غير ما تعانيه الأرملة من
ملاحقة المخاطر النفسية التي هي أشد ألما ..
ما يدفع بعضهن إلى الانعزال عن المجتمع لتفادي الألسن والأعين البذيئة ,
غير ملاحقة الأحزان حينما تجد عسرة في الحصول على المال الذي
يكفى حاجاتها وحاجة أولادها .. فمنهن من يخرجن للعمل فتحاصرهن
الفتن , فإذا هربت منها اليوم قد تقع في قيودها غدا بحثا عن لقمة العيش !
أميمة الجابر
علم الله سبحانه أن الاسرة التي تبني اسسها على القوامة الزوجية
أسرة ينتظر منها النجاح في طريقها لتؤدي دورها بين لبنات المجتمع .
فاهتم الإسلام بالزوج وحقوقه , وحث على معونته لأداء مسئوليته ودوره ,
وجعل من واجباته رعاية الأسرة والإنفاق عليها وتأمين الأمان النفسي
والمادي لها .. وللأسف ترى الكثيرات يعشن مع أزواجهن عيشه الأغراب
فيكثرن عليه الأعباء والمتطلبات , وكثيراَ ما يتربصن به الأخطاء ,
فيدفعن أزواجهن إما إلى كثرة المشاكل و الاشتباكات أو إلي الهروب من
عش الزوجية إذ تصبح الحياة بينهما تتصف بالتأفف والضيق والملل !
لا تشعر الزوجة كثيرة الشكوى بقيمة الزوج الحقيقية في أحيان كثيرة
إلا بعد فراقه لأي سبب أو أن تصبح أرمل حينذاك تبدأ المعاناة ويبدأ
الألم ويبدأ حمل الهم وحمل المسؤولية .
آلام الأرملة : فبالأمس كانت في رعاية الزوج وكنفه ولا تلقي للدنيا بالا ,
واليوم أصبحت أرملة لفقدان زوجها فجأة ! ذهبت حينذاك وغيرت وصفها
في بطاقتها الشخصية وغيرت كلمة " متزوجة " إلى كلمة أرملة , وما
إن رأت هذه الكلمة حتى انهالت دموعها واستيقظت من غفلتها ,
وكأنها لطمتها الايام بأحداثها , عندئذ تسلمت المسؤولية فأصبحت
هي الأم والأب في آن واحد ..
لقد انفضت فجأة المؤسسة التي كانت ترعاها , وهي مقبلة على مرحلة
عدم اتزان كامل , فقد تتحامل على نفسها وتقف , وقد تترنح وتسقط
فمن الأرامل من يستطعن الوقوف أمام التحدي فتراها ثابتة أمام المسؤولية
التي أصبحت تطوق عنقها , وهؤلاء يضربن المثل والقدوة حين يقمن
بتربية أولادهن على أفضل ما يكون .
ومنهن من تقفن وسط الطريق تعلن عن ضعفها واستسلامها , وبعضهن
يجدن في مسؤولية الأبناء بأسا شديدا فتفشلن في ملاحقة أولادهن خارج البيت
أو تقدمن لهم النصح داخل البيت فتشعرن بالانهيار حينما تجدهم
لا يستجيبون لنصائحها بل يفضلون الهروب من النصح ويدخلون في
دائرة العناد والانقياد وراء رفقاء السوء .
أو تقف بعض الأمهات مكبلة الأيدي حينما تعجز عن الوصول لمصاحبة
بناتهن فإذا استعملن العنف وجدن الهجوم , وإذا أظهرن العطف والحنان
وجدن من بناتهن مالا تحببن , وإذا استعن بالعم أو الخال في توجيه
الأبناء كانت الطامة فأصبحن في حيرة فلا يملكون إلا البكاء والدعاء ..
بل قد تقع الأرملة في شدائد المحن , فكثيرا ما يقوم البعض من أهل
زوج الأرملة بعد موت إبنهم بالمسارعة في فعل الحيل والألاعيب
من أجل حرمان هذه الأرملة وأحيانا أولادها من الميراث ,
هذا غير ما يلاحق الكثيرات منهن من عيون الطامعين من الرجال ,
وقد اعتبر البعض أن الأرملة بعد وفاة زوجها سهلة المنال ,
ما جعلها عرضة للابتزاز والمضايقات وسوء الظن الدائم !
ومخاطر اخرى يتعرضن لها في الخارج , وهذا الجار يلاحقها حينما
تخرج أو تدخل بيتها مصراً على أن يوقعها في قبضته حتى يجعل سيرتها
وسمعتها سيئة في الحي الذي تعيش فيه ! غير ما تعانيه الأرملة من
ملاحقة المخاطر النفسية التي هي أشد ألما ..
ما يدفع بعضهن إلى الانعزال عن المجتمع لتفادي الألسن والأعين البذيئة ,
غير ملاحقة الأحزان حينما تجد عسرة في الحصول على المال الذي
يكفى حاجاتها وحاجة أولادها .. فمنهن من يخرجن للعمل فتحاصرهن
الفتن , فإذا هربت منها اليوم قد تقع في قيودها غدا بحثا عن لقمة العيش !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق