أريد أن أعرف نفسي (1)
أ. شروق الجبوري
السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
مشكلتي أنني لا أعرف نفسي ولا أعرف ماذا أريد، ولا أين أذهب؟!
لا أعرف إن كنت على صواب أو على خطأ، عمري 33 عامًا، معدومة الهويَّة،
ملتزمة بشكل عام، ليس لديَّ هدف ولا أسعى لشيء معيَّن؛ يعني:
فارغة من الداخل، ولا أعرف الأسباب حتى في تربية أبنائي،
إذا رأيتُ الملتزِمين أعجبني كلامهم وتمنَّيت أن يصير أبنائي مثلهم، وإذا رأيت
الناس العاديين أعجبني أسلوبهم، وأحبُّ أنْ يقلدهم أبنائي.
خشيت على نفسي النِّفاق، أشعر بأنِّي لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، ولا
أعلم من أي البشر أنا، أصبحت كسولاً جدًّا، وزاد وزني وأحاول اللجوء
لبرامج التخسيس العادي، وأنجح وأُعاوِد الفشلَ بسبب عدم الحركة
بالرغم من أني موظفة ومُؤدِّية لعملي بجدٍّ؛ لكنِّي في البيت ومع نفسي
أشعُر بالكسل، أقومُ بواجبات بيتي لكن ليس بالشكل المطلوب، ربما بتقديرٍ جيِّد.
سأطرَحُ عليكم بعض الأشياء التي لا أعرف معناها، ربما يساعد في تحديد هويَّتي؛
مثلاً: شكل الحدائق والزهور لا أحبه كثيرًا، أحبُّ السير في الطرق
بين الجبال، أشعر بشيءٍ غريبٍ لا أعرفه لكنَّه ليس خوفًا، ربما تأمُّل
وسكون، أحبُّ النظر لرمال الصحراء، أشعر ربما بِجُمودٍ داخلي أو ضَياع،
لا أدري بالضبط، أحبُّ الطرق العالية بين الجبال والصخور ولا أخاف منها،
وما أحب الطريق الذي يكون منحدرًا، أحسُّ بأني أغرق،
ما أحب تجمُّعات الناس وأحبُّ الحدَّ من الأصدقاء، والعكس بعالم الإنترنت؛
أحبُّ أن أتعرَّف على الكثيرين، وأحبُّ أنْ أكتسب منه خبرات
وأتعلَّم منهم أساليب في الحوار، أحبُّ أن أشعرهم بأنَّني شيءٌ مهم؛
ربما يكون نقص عندي إذا أحدٌ أخذ رأيي في موضوعٍ بسيط،
أجاوب بإجابات طويلة، وخاصَّة مع بنات العائلة حديثي الزواج،
وتُعجِبهم آرائي جدًّا، زوجي دائمًا يأخُذ برأيي، لكني مثلاً أقول
رأيي لأحدٍ فيعترض ويقول هو رأيه فأقتنع وأتنازل عن رأيي بسرعة،
أقول: لعلهم على صواب، ووقتَها أحتار، إذا رُحت للسوق لأشتري ملابس
أو شيئًا ما استطعت أنْ أقرِّر، ولا أختار لبس أولادي حتى ولا لبسي،
وإذا لبستُه ورآه أحدٌ أحاوِل أن أبرِّر أنِّي قد أخذتُه مضطرَّة بحجَّة أنِّي
ما وجدت المقاس، أو ما كان عندي وقت، ما عندي ثقة بذوقي مع أنَّ
لبسي يعجب الناس كثيرًا، وإذا مدحني أحد أتحرَّج وأُبرِّر أنَّ الذي يمدحني
من أجله مجرَّد صدفة، وأذكر بعض فشلي أمامه.
عندي الكثير والكثير من الكلام، لكني لا أودُّ أنْ أطيل عليكم،
أرجو أنْ أكون وصَّلت لكم الفكرة كاملة.
الجواب
أختي الفاضلة، لا بُدَّ من الإشادة أولاً بنقاطٍ إيجابيَّة تضمَّنتْها رسالتك
التي تعكس اتِّسامك بمزايا جيِّدة ومهمَّة، فأنت يا عزيزتي تتميَّزين
بالقُدرة على تحليل واقعك، وهذا ما يترجمه وصفُك الواضح لطريقة تفكيرك
وأسلوب تعامُلك مع الآخَرين، كما يتبيَّن من نهجك العام - فكرًا وسُلوكًا -
أنَّك ذات شخصية مسالمة ولا تميلين إلى الصدام، وهذا ما تكشفه رغبتك
في النُّزول على آراء الآخَرين وبقناعةٍ تامَّة، رغم أنَّ المبالغة
بذلك أصبح هو المشكلة، وهو ما سيتمُّ توضيحه.
كذلك لا بُدَّ من الإشادة بتقييمك المتكرِّر لجوانب الضعف لدَيْك ورغبتك
في تجاوُزها وتغييرها، وهذه كلها أمور تُحسَب لك، ولا بُدَّ من تدعيمها.
أ. شروق الجبوري
السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
مشكلتي أنني لا أعرف نفسي ولا أعرف ماذا أريد، ولا أين أذهب؟!
لا أعرف إن كنت على صواب أو على خطأ، عمري 33 عامًا، معدومة الهويَّة،
ملتزمة بشكل عام، ليس لديَّ هدف ولا أسعى لشيء معيَّن؛ يعني:
فارغة من الداخل، ولا أعرف الأسباب حتى في تربية أبنائي،
إذا رأيتُ الملتزِمين أعجبني كلامهم وتمنَّيت أن يصير أبنائي مثلهم، وإذا رأيت
الناس العاديين أعجبني أسلوبهم، وأحبُّ أنْ يقلدهم أبنائي.
خشيت على نفسي النِّفاق، أشعر بأنِّي لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، ولا
أعلم من أي البشر أنا، أصبحت كسولاً جدًّا، وزاد وزني وأحاول اللجوء
لبرامج التخسيس العادي، وأنجح وأُعاوِد الفشلَ بسبب عدم الحركة
بالرغم من أني موظفة ومُؤدِّية لعملي بجدٍّ؛ لكنِّي في البيت ومع نفسي
أشعُر بالكسل، أقومُ بواجبات بيتي لكن ليس بالشكل المطلوب، ربما بتقديرٍ جيِّد.
سأطرَحُ عليكم بعض الأشياء التي لا أعرف معناها، ربما يساعد في تحديد هويَّتي؛
مثلاً: شكل الحدائق والزهور لا أحبه كثيرًا، أحبُّ السير في الطرق
بين الجبال، أشعر بشيءٍ غريبٍ لا أعرفه لكنَّه ليس خوفًا، ربما تأمُّل
وسكون، أحبُّ النظر لرمال الصحراء، أشعر ربما بِجُمودٍ داخلي أو ضَياع،
لا أدري بالضبط، أحبُّ الطرق العالية بين الجبال والصخور ولا أخاف منها،
وما أحب الطريق الذي يكون منحدرًا، أحسُّ بأني أغرق،
ما أحب تجمُّعات الناس وأحبُّ الحدَّ من الأصدقاء، والعكس بعالم الإنترنت؛
أحبُّ أن أتعرَّف على الكثيرين، وأحبُّ أنْ أكتسب منه خبرات
وأتعلَّم منهم أساليب في الحوار، أحبُّ أن أشعرهم بأنَّني شيءٌ مهم؛
ربما يكون نقص عندي إذا أحدٌ أخذ رأيي في موضوعٍ بسيط،
أجاوب بإجابات طويلة، وخاصَّة مع بنات العائلة حديثي الزواج،
وتُعجِبهم آرائي جدًّا، زوجي دائمًا يأخُذ برأيي، لكني مثلاً أقول
رأيي لأحدٍ فيعترض ويقول هو رأيه فأقتنع وأتنازل عن رأيي بسرعة،
أقول: لعلهم على صواب، ووقتَها أحتار، إذا رُحت للسوق لأشتري ملابس
أو شيئًا ما استطعت أنْ أقرِّر، ولا أختار لبس أولادي حتى ولا لبسي،
وإذا لبستُه ورآه أحدٌ أحاوِل أن أبرِّر أنِّي قد أخذتُه مضطرَّة بحجَّة أنِّي
ما وجدت المقاس، أو ما كان عندي وقت، ما عندي ثقة بذوقي مع أنَّ
لبسي يعجب الناس كثيرًا، وإذا مدحني أحد أتحرَّج وأُبرِّر أنَّ الذي يمدحني
من أجله مجرَّد صدفة، وأذكر بعض فشلي أمامه.
عندي الكثير والكثير من الكلام، لكني لا أودُّ أنْ أطيل عليكم،
أرجو أنْ أكون وصَّلت لكم الفكرة كاملة.
الجواب
أختي الفاضلة، لا بُدَّ من الإشادة أولاً بنقاطٍ إيجابيَّة تضمَّنتْها رسالتك
التي تعكس اتِّسامك بمزايا جيِّدة ومهمَّة، فأنت يا عزيزتي تتميَّزين
بالقُدرة على تحليل واقعك، وهذا ما يترجمه وصفُك الواضح لطريقة تفكيرك
وأسلوب تعامُلك مع الآخَرين، كما يتبيَّن من نهجك العام - فكرًا وسُلوكًا -
أنَّك ذات شخصية مسالمة ولا تميلين إلى الصدام، وهذا ما تكشفه رغبتك
في النُّزول على آراء الآخَرين وبقناعةٍ تامَّة، رغم أنَّ المبالغة
بذلك أصبح هو المشكلة، وهو ما سيتمُّ توضيحه.
كذلك لا بُدَّ من الإشادة بتقييمك المتكرِّر لجوانب الضعف لدَيْك ورغبتك
في تجاوُزها وتغييرها، وهذه كلها أمور تُحسَب لك، ولا بُدَّ من تدعيمها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق