معاناتي مع فقد البصر (1)
أ. مروة يوسف عاشور
السؤال
♦ الملخص:
فتاة أُصيبَتْ بمَرَض، وفَقَدَت البصر بإحدى عينيها،
وتُريد الانتحارَ بسبب الضغط النفسي الواقع عليها.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاةٌ عمري 23 عامًا، أصابني مرضٌ في عيني منذ عامين،
وسبَّب لي هذا المرضُ فَقْدَ الرُّؤية؛ فأصبح اعتِمادي على عينٍ واحدةٍ فقط،
وبسبب العمَليات التي قمتُ بها حدَث لي ضغطٌ نفسي
شديدٌ جدًّا، ومِن ثَمَّ بدأتُ أُفكِّر في الانتحار!
حاولتُ أن أشرحَ مشكلتي لأهلي، لكنهم لا يُصدقونني، ويَمنعونني
مِن زيارة العيادة النفسية، وأنا الآن في حالةٍ نفسية يُرثى لها،
ووالدِي يضغط عليَّ، ويُريدني أنْ أُكْمِلَ دراستي العليا، وأنا أرفض ذلك.
كل يومٍ يُناقشني في هذا الموضوع، وقد وصلتُ إلى نقطة الانهيار،
وأحسُّ أنَّ الموتَ راحة لي، ولكني خائفةٌ مِن الله.
أُعاني معاناةً شديدةً، ولا أجد أحدًا يُنْصِت إلي، فالجميعُ مَشغولون ومنصرفون عني!
الجواب
بُنيتي العزيزة، سلام الله عليكِ ورحمته وبركاته.
اعلمي أنَّ أصحاب البلاءات كثيرون، وأنَّ الابتلاءاتِ مُتنوِّعة بين
الشدة والضعف، وأنَّ أشد الابتلاءات وأقواها أثَرًا على المرء تلك التي
تُؤثِّر سلبًا على دينِه، وتجرفه إلى طريق السخط،
فالنُّكرانُ لسائر النِّعَم، فالكفر بالله، أعاذني الله وإياكِ.
ما زلتُ أرى لديك بريق عقلٍ راجحٍ، وقلبٍ واعٍ، وفِكرٍ وضَّاء،
يُحسِن الخوضَ في الأمور، ويُدْرِك عواقبَ الأفعال قبل أن يَقْتَرِفَها؛
فخوفُكِ مِن الانتحار مِن أجل عقاب الله، يشير إلى عقيدةٍ راسخةٍ
لم يُحَطِّمها البلاء، ولم تَنَلْ منها المصيبة، ولم تَمَسَّها المحنةُ بسوءٍ،
وخوفُكِ أن يَذْهَبَ ذلك ولا يبقى لكِ رادعٌ يَمنعكِ مِن الانتِحار - دليلٌ أقوى
على ما لَمَسْتُ فيكِ مِن رجاحة عقلٍ، وسلامة قلبٍ؛ فاحمدي الله أنِ
امتَنَّ عليكِ بنعمةٍ تَفوق نعمةَ العين التي فقدتْ بَصرَها، وذهَب عنها ضوءُها؛
فكم مِن مُبصرِ العينين أعمى القلب، قد اقتاده عمى قلبِه
إلى غضب الله! وهو أشدُّ أنواع الابتلاء؛
{ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }
[الحج: 46]،
وكم مِن أعمى العينين قد جعل اللهُ منه نِبراسًا للعلم، سِراجًا للدعوة،
مصدرًا للفخر!
بُنيتي الغالية، لا أُنكر أنَّ ما مررتِ به ليس هينًا، وأنَّ ما أصابكِ مُصيبةٌ
وبلاء يَحتاج لصبرٍ وجلَدٍ، لكن أخبريني: ألَم تكوني تعلمين أنَّ الدنيا
ليستْ إلا دار ابتلاء، وموقفَ اختبارٍ، قبل أن تُصابي بذلك الداء؟!
نحن نقرأ حولَ بلاءات الدنيا ومِحَنها، ونتحدث حولها كثيرًا،
وقد نَتَمَكَّن مِن كتابة مقالات عنها، ونس
تطيع أن نُواسي غيرنا، لكن المقاييس تتغيَّر، والقناعات تَتَبَدَّل،
عند وُقوع الابتلاء لنا خاصة؛ حينها نُدرك أنَّ حجمَ
المشكلة وعُمق المصيبة كان أكبر مما نظن!
يتبع غداً الجزء الثاني والأخير - منقول للفائدة
أ. مروة يوسف عاشور
السؤال
♦ الملخص:
فتاة أُصيبَتْ بمَرَض، وفَقَدَت البصر بإحدى عينيها،
وتُريد الانتحارَ بسبب الضغط النفسي الواقع عليها.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاةٌ عمري 23 عامًا، أصابني مرضٌ في عيني منذ عامين،
وسبَّب لي هذا المرضُ فَقْدَ الرُّؤية؛ فأصبح اعتِمادي على عينٍ واحدةٍ فقط،
وبسبب العمَليات التي قمتُ بها حدَث لي ضغطٌ نفسي
شديدٌ جدًّا، ومِن ثَمَّ بدأتُ أُفكِّر في الانتحار!
حاولتُ أن أشرحَ مشكلتي لأهلي، لكنهم لا يُصدقونني، ويَمنعونني
مِن زيارة العيادة النفسية، وأنا الآن في حالةٍ نفسية يُرثى لها،
ووالدِي يضغط عليَّ، ويُريدني أنْ أُكْمِلَ دراستي العليا، وأنا أرفض ذلك.
كل يومٍ يُناقشني في هذا الموضوع، وقد وصلتُ إلى نقطة الانهيار،
وأحسُّ أنَّ الموتَ راحة لي، ولكني خائفةٌ مِن الله.
أُعاني معاناةً شديدةً، ولا أجد أحدًا يُنْصِت إلي، فالجميعُ مَشغولون ومنصرفون عني!
الجواب
بُنيتي العزيزة، سلام الله عليكِ ورحمته وبركاته.
اعلمي أنَّ أصحاب البلاءات كثيرون، وأنَّ الابتلاءاتِ مُتنوِّعة بين
الشدة والضعف، وأنَّ أشد الابتلاءات وأقواها أثَرًا على المرء تلك التي
تُؤثِّر سلبًا على دينِه، وتجرفه إلى طريق السخط،
فالنُّكرانُ لسائر النِّعَم، فالكفر بالله، أعاذني الله وإياكِ.
ما زلتُ أرى لديك بريق عقلٍ راجحٍ، وقلبٍ واعٍ، وفِكرٍ وضَّاء،
يُحسِن الخوضَ في الأمور، ويُدْرِك عواقبَ الأفعال قبل أن يَقْتَرِفَها؛
فخوفُكِ مِن الانتحار مِن أجل عقاب الله، يشير إلى عقيدةٍ راسخةٍ
لم يُحَطِّمها البلاء، ولم تَنَلْ منها المصيبة، ولم تَمَسَّها المحنةُ بسوءٍ،
وخوفُكِ أن يَذْهَبَ ذلك ولا يبقى لكِ رادعٌ يَمنعكِ مِن الانتِحار - دليلٌ أقوى
على ما لَمَسْتُ فيكِ مِن رجاحة عقلٍ، وسلامة قلبٍ؛ فاحمدي الله أنِ
امتَنَّ عليكِ بنعمةٍ تَفوق نعمةَ العين التي فقدتْ بَصرَها، وذهَب عنها ضوءُها؛
فكم مِن مُبصرِ العينين أعمى القلب، قد اقتاده عمى قلبِه
إلى غضب الله! وهو أشدُّ أنواع الابتلاء؛
{ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }
[الحج: 46]،
وكم مِن أعمى العينين قد جعل اللهُ منه نِبراسًا للعلم، سِراجًا للدعوة،
مصدرًا للفخر!
بُنيتي الغالية، لا أُنكر أنَّ ما مررتِ به ليس هينًا، وأنَّ ما أصابكِ مُصيبةٌ
وبلاء يَحتاج لصبرٍ وجلَدٍ، لكن أخبريني: ألَم تكوني تعلمين أنَّ الدنيا
ليستْ إلا دار ابتلاء، وموقفَ اختبارٍ، قبل أن تُصابي بذلك الداء؟!
نحن نقرأ حولَ بلاءات الدنيا ومِحَنها، ونتحدث حولها كثيرًا،
وقد نَتَمَكَّن مِن كتابة مقالات عنها، ونس
تطيع أن نُواسي غيرنا، لكن المقاييس تتغيَّر، والقناعات تَتَبَدَّل،
عند وُقوع الابتلاء لنا خاصة؛ حينها نُدرك أنَّ حجمَ
المشكلة وعُمق المصيبة كان أكبر مما نظن!
يتبع غداً الجزء الثاني والأخير - منقول للفائدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق