جنّة القُرب
أحد أكبر المهندسين الخمسة الأوائل في العالم، مهندس ياباني، صمّم جسر
إستنبول الأول المعلق بالحبال في تركيا، والذي تعبره في اليوم الواحد
من 400 إلى 500 ألف سيارة .
أثناء إفتتاح الجسر مع رئيس الجمهورية، ألقى هذا المهندس
بنفسه في البوسفور، فنزل ميتّاً !
ذهبوا إلى غرفته في الفندق في الشيراتون، وإذا بورقة كتب فيها :
( ذُقت كل شيءٍ في الحياة، فلم أجد لها طعماً، فأردت أن أذوق طعم الموت ) !!
أنا علمتني هذه القصة أن الإنسان بلا هدف إنسان تافه، هدفه الأكل،
والشرب، والمكانة، وتجميع الأموال .
أخطر فكرة أقولها دائماً :
أنت مصمم من قبل الخالق أن تختار هدفاً لا نهائياً، فإذا اخترت هدفاً نهائياً
وبلغته بدأ شقاؤك، وبدأت الحياة المملة .
أبى الله جلّ جلاله أن يسمح للدنيا أن تُمِدَّ الإنسان بسعادة مستمرة،
بل متناقصة.
الغرب لماذا انحرف ؟
يعيش مللاً، سقماً
أراد المال بلغ المال
أراد القوة بلغ القوة
إسأل إنساناً معه ملايين مملينة، كيف يعيش؟
يعيش حالة من الملل
أكل حتى شبع، بيته أجمل بيت، مركبته أجمل مركبة، تزوج أجمل زوجة، سافر أقطار العالم، ثم ماذا بعد ذلك؟
هناك فراغ بالنفس البشرية لا يملؤه إلا الإيمان بالله
قد تكون أقوى إنسان، قد تكون أذكى إنسان، قد تكون أغنى إنسان،
ولكن هناك فراغ لا يملؤه إلا الإيمان
و الإنسان عندما يملأ هذا الفراغ بالإيمان ترتاح نفسه.
فالإنسان بلا هدف، بلا رسالة، إنسان تافه، وإنسان عنده إحباط عام،
إنسان عنده كل أنواع الشقاء.
لذلك مساكين أهل الدنيا، جاؤوا إلى الدنيا وخرجوا منها،
ولم يذوقوا أطيب ما فيها ..
إنّ أطيب ما فيها جنَّة القرب من الله عزَّ وجل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق