دور الذكر في شفاء الأسقام وكشف الكروب
ذكر الله تعالى أشرف ما يخطر بالبال، وأطهر ما يمر بالفم وتنطق به الشفتان،
وأسمى ما يتعلق به العقل المسلم الواعي، والناس بعامة قد يقلقون في حياتهم
أو يشعرون بالعجز أمام ضوائق أحاطت بهم من كل جانب، وهم أضعف من أن
يرفعوها إذا نزلت، أو يدفعوها إذا أوشكت، ومع ذلك فإن ذكر الله عز وجل يحيى
في نفوسهم استشعار عظمة الله وأنه على كل شيء قدير، وأن شيئاً لن يفلت من
قهره وقوته، وأنه يكشف ما بالمُعنَّى إذا ألم به العناء، حينها يشعر الذاكر
بالسعادة وبالطمأنينة يعمران قلبه وجوارحه: {الَّذِينَ آمَنُوا
وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ
تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28] .
أيها المسلم الكريم: لا تخش غماً، ولا تشك هماً، ولا يصبك قلق مادام قرينك
هو ذكر الله، يقول جل وعلا في الحديث القدسي: {أنا عند ظن عبدي بي، وأنا
معه إذا ذكرني؛ فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته
في ملأ خير منهم} رواه البخاري ومسلم.
واشتكى عليّ وفاطمة رضي الله عنهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما
تواجهه من الطحن والعمل المجهد، فسألته خادما، فقال صلى الله عليه وسلم:
{ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم، إذا أويتما إلى فراشكما، فسبحا
الله ثلاثاً وثلاثين، واحمداه ثلاثاً وثلاثين، وكبراه أربعاً وثلاثين، فتلك
مائة على اللسان وألف في الميزان فقال علي رضي الله عنه: ما تركتها بعدما
سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له رجل: ولا ليلة صفين؟ قال: ولا
ليلة صفين} .
وليلة صفين ليلة حرب ضروس، دارت بينه وبين خصومه، رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
الجمعة، 21 يناير 2022
دور الذكر في شفاء الأسقام وكشف الكروب
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق