الأعمالَ بالخَواتيمِ
عن أنس بن مالك أن النبي ﷺ قال: *
(لا تُعْجَبوا بعملِ أحدٍ حتى تنظرُوا بما يُخْتَمُ لهُ؛ فإن العاملَ يعملُ زماناً من
دهرِهِ، أو بُرهةً من دهرهِ، بعَمَلِ صالحٍ لو ماتَ عليه دخلَ الجنةَ، ثم يتَحوّلَ
فيعملُ عملاً سيئاً، وإن العبدَ ليعملُ زماناً من دهرهِ بعَمَلِ سَيِّئٍ لو ماتَ عليه
دخلَ النارَ، ثم يتحّولُ فيعملُ عملاً صالحاً، وإذا أرادَ اللهُ بعبدٍ خيراً استعملهُ
قبلَ موتهِ فوفّقَهُ لعملٍ صالحٍ، ثم يقبضهُ عليهِ)*.
السلسلة الصحيحة.
لا تُعجَبوا بعَمَلِ أحَدٍ في الدُّنيا حتى تَنظُروا بما يُختَمُ له في آخِرِ حَياتِه وقَبلَ
مَوتِه؛ فإنَّ العامِلَ يَعمَلُ زَمانًا مِن دَهرِه، أو بُرهةً مِن دَهرِه في مُدَّةِ عُمُرِه،
بعَمَلٍ صالِحٍ فيما يَبدو لِلناسِ مِن ظاهِرِ أعمالِه، وهذا العَمَلُ لو ماتَ عليه دَخَلَ
الجَنَّةَ إذا أخلَصَه للهِ، ثم يتحوَّلُ فيعمل عَمَلًا سَيِّئًا قَبلَ مَوتِه، فيموت
على عَمَلِ أهلِ النارِ، فيدخل النارَ.
وإنَّ العَبدَ لَيَعمَلُ زَمانًا مِن دَهرِه بعَمَلٍ سَيِّئٍ مِنَ المَعاصي والشِّركِ فيما يَظهَرُ
مِن عَمَلِه لِلنَّاسِ، لو ماتَ عليه دَخَلَ النارَ جَزاءً وفاقا، ثم يتحوَّلُ بفضْلِ اللهِ
وتوفيقِه فيعمل عَمَلًا صالِحًا مِنَ الطاعاتِ والإيمانِ قَبلَ مَوتِه، فيموت
وهو كذلك فيدخل الجَنَّةَ.
وإذا أرادَ اللهُ بعَبدٍ خَيرًا بأنْ يَزيدَ في حَسَناتِه فيُدخِلَه الجَنَّةَ، استَعمَلَه قَبلَ مَوتِه
فوَفَّقَه لِعَمَلٍ صالِحٍ قَبلَ مَوتِه، ثم يَقبِضُ رُوحَه وهو يُقيمُ هذا العَمَلَ،
أو عَقِبَ فِعلِه له.
*فلْيَكُنِ المَرءُ منا على حَذَرٍ، وَلا يَقَعْ في غُرورِ النَّفْسِ إِذا وَجَدَ مِنها صَلاحًا
ومَيلًا إِلى الخيرِ، وليَطلُبْ مِنَ اللهِ التَّوفيقَ والسَّدادَ الدَّائِمَ وحُسنَ الخاتِمةِ.*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق