ليس لدي عاطفة تجاه زوجتي
واعتبرها مثل أختي
اليوم - الدمام
السؤال: فضيلة الشيخ.. ليس لدي عاطفة تجاه زوجتي، وأعتبرها
مثل أختي، وصارحتها بهذا الكلام، فغضبتْ وذهبتْ إلى بيت أهلها،
وقد كنت أحبها سابقاً حباً شديداً، لكن تغير القلب تجاهها، مما
يدفعني إلى طلاقها، ولكني الآن مشتت التفكير، لا أدري ماذا
أفعل: هل أطلقها أم أبقيها والقلب لا يريدها؟!
الجواب:
أولا:
لتعلم أن البيوت لا تبنى على الحب فقط.. فليس كل رجل متزوج
يحب زوجته، لكن هناك (الود والرحمة)، هناك العطف والشفقة.
ثانياً:
يقول الله سبحانه وتعالى:
{عَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ
وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}
فالحياة الزوجية لا تقوم على الحب أو الكره فقط.. فربما تكره من
زوجتك أشياء، ولديها أشياء أخرى تحبها، وربما قلبك لا يقبل زوجتك،
أو كما تقول في رسالتك (كنت تحبها ثم تغير قلبك تجاهها)،
فربما تكون هذه الزوجة هي مصدر سعادة في الدنيا والآخرة،
وتعينك على الأعمال الصالحة، وترزق منها بأولاد صالحين وبنات صالحات،
وتكون زوجتك هذه التي (تغير قلبك نحوها) سبباً
في رزقك وسعادتك،
{ عَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ }
ثالثاً:
الحب في الحياة الزوجية تمكن صناعته والتدرب عليه من خلال
المواقف الجميلة والكلمات الأجمل، ومن العقل والرشد ألا تصارح
زوجتك بما في قلبك إذا كنت لا تحبها، لكن عاملها معاملة حسنة،
وتلطف معها بالكلام.
رابعاً:
لماذا فقط نحن الرجال بيدنا أن نحب أو أن نكره، أليس للنساء قلوب
تنبض بالمشاعر، فمن المروءة والإيمان أن نتيح للمرأة الفرصة
للبوح بعواطفها ومشاعرها الزوجية، فربما تكون زوجتك تحبك
وتهيم بك، فهل تقابل هذا الحب والهيام بأن تعلن لها أنها صارت
مثل أختك، وليس لديك نحوها عاطفة.
أخي الكريم:
إن المرأة مخلوق من ضعف، وقوامة الرجل ليست أن يكون هو
السيد في الحب، فالزوجة لها حق في الحب ومشاعر التودد، فإن كان
الرجل لا يستطيع أن يملك قلبه، فإنه بالتأكيد يملك لسانه وإعلان
مشاعره، فليكن لسانك نحو زوجتك كله فرح وكلمات جميلة،
وعبارات رقيقة، ولو كان قلبك لا يميل إليها، فالرسول
-صلى الله عليه وسلم- قال:
(اللهم إن هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما لا أملك)
ومعنى الحديث أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لا يملك ميل قلبه
لإحدى زوجاته، لكنه يعدل بينهن.. فحتى لو كانت لك زوجة واحدة،
فأنت لا تملك أن تجعل قلبك يحبها ويميل إليها، لكنك تملك
أن تعاشرها بالمعروف، كما هو أمر الله تعالى للمؤمنين
بقوله تعالى:
{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ }
ومن العشرة بالمعروف:
عدم مصارحتها بأنك لا تحبها، ولا تجد في قلبك ميلا لها.
التلطف معها بالكلام.
تقديم هدية رمزية بسيطة، وردة أو زجاجة عطر.
الخروج معها للتسوق أو للنزهة.
زيارة أهلها والتلطف معهم بالكلام الجميل.
واعلم أن الرجل يستطيع أن يصنع من زوجته (غراماً وشوقاً) دائماً
وأن يبني بيتاً سعيداً ليس بالحب فقط، ولكن بالعشرة الطيبة..
وكذلك يستطيع الرجل أن يجعل من زوجته (كابوساً وهمًّا) دائماً،
وأن يهدم عش الزوجية، ويجعل حياته نكداً... فاختر أي الرجلين
تريد أن تكون، إن القرار بيدك، دعه يصدر من عقلك وليس
من قلبك.
اذهب لبيت أهل زوجتك، وأحضرها معك للبيت، وقدم لها هدية بسيطة،
وقل لها: إنك تعزها وتقدرها وتحترمها، وهي أنس حياتك
(ولو لم تكن تحبها). تذكَّر دائماً وأبداً أن البيوت لاتقوم على
الحب فقط... وأن الود والرحمة هما عماد سعادة الأسرة المسلمة.
قال تعالى:
{مِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ
بَيْنَكُم مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}
[الروم:21].
فالله سبحانه وتعالى لم يقل وجعل بينكم (حباً من القلب)
ولكن (مودة ورحمة).
ومن التودد والرحمة المعاشرة بالحسنى
والشفقة ولين الجانب ورقة الكلام وغير ذلك. وفقك الله لكل خير.
واعتبرها مثل أختي
اليوم - الدمام
السؤال: فضيلة الشيخ.. ليس لدي عاطفة تجاه زوجتي، وأعتبرها
مثل أختي، وصارحتها بهذا الكلام، فغضبتْ وذهبتْ إلى بيت أهلها،
وقد كنت أحبها سابقاً حباً شديداً، لكن تغير القلب تجاهها، مما
يدفعني إلى طلاقها، ولكني الآن مشتت التفكير، لا أدري ماذا
أفعل: هل أطلقها أم أبقيها والقلب لا يريدها؟!
الجواب:
أولا:
لتعلم أن البيوت لا تبنى على الحب فقط.. فليس كل رجل متزوج
يحب زوجته، لكن هناك (الود والرحمة)، هناك العطف والشفقة.
ثانياً:
يقول الله سبحانه وتعالى:
{عَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ
وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}
فالحياة الزوجية لا تقوم على الحب أو الكره فقط.. فربما تكره من
زوجتك أشياء، ولديها أشياء أخرى تحبها، وربما قلبك لا يقبل زوجتك،
أو كما تقول في رسالتك (كنت تحبها ثم تغير قلبك تجاهها)،
فربما تكون هذه الزوجة هي مصدر سعادة في الدنيا والآخرة،
وتعينك على الأعمال الصالحة، وترزق منها بأولاد صالحين وبنات صالحات،
وتكون زوجتك هذه التي (تغير قلبك نحوها) سبباً
في رزقك وسعادتك،
{ عَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ }
ثالثاً:
الحب في الحياة الزوجية تمكن صناعته والتدرب عليه من خلال
المواقف الجميلة والكلمات الأجمل، ومن العقل والرشد ألا تصارح
زوجتك بما في قلبك إذا كنت لا تحبها، لكن عاملها معاملة حسنة،
وتلطف معها بالكلام.
رابعاً:
لماذا فقط نحن الرجال بيدنا أن نحب أو أن نكره، أليس للنساء قلوب
تنبض بالمشاعر، فمن المروءة والإيمان أن نتيح للمرأة الفرصة
للبوح بعواطفها ومشاعرها الزوجية، فربما تكون زوجتك تحبك
وتهيم بك، فهل تقابل هذا الحب والهيام بأن تعلن لها أنها صارت
مثل أختك، وليس لديك نحوها عاطفة.
أخي الكريم:
إن المرأة مخلوق من ضعف، وقوامة الرجل ليست أن يكون هو
السيد في الحب، فالزوجة لها حق في الحب ومشاعر التودد، فإن كان
الرجل لا يستطيع أن يملك قلبه، فإنه بالتأكيد يملك لسانه وإعلان
مشاعره، فليكن لسانك نحو زوجتك كله فرح وكلمات جميلة،
وعبارات رقيقة، ولو كان قلبك لا يميل إليها، فالرسول
-صلى الله عليه وسلم- قال:
(اللهم إن هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما لا أملك)
ومعنى الحديث أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لا يملك ميل قلبه
لإحدى زوجاته، لكنه يعدل بينهن.. فحتى لو كانت لك زوجة واحدة،
فأنت لا تملك أن تجعل قلبك يحبها ويميل إليها، لكنك تملك
أن تعاشرها بالمعروف، كما هو أمر الله تعالى للمؤمنين
بقوله تعالى:
{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ }
ومن العشرة بالمعروف:
عدم مصارحتها بأنك لا تحبها، ولا تجد في قلبك ميلا لها.
التلطف معها بالكلام.
تقديم هدية رمزية بسيطة، وردة أو زجاجة عطر.
الخروج معها للتسوق أو للنزهة.
زيارة أهلها والتلطف معهم بالكلام الجميل.
واعلم أن الرجل يستطيع أن يصنع من زوجته (غراماً وشوقاً) دائماً
وأن يبني بيتاً سعيداً ليس بالحب فقط، ولكن بالعشرة الطيبة..
وكذلك يستطيع الرجل أن يجعل من زوجته (كابوساً وهمًّا) دائماً،
وأن يهدم عش الزوجية، ويجعل حياته نكداً... فاختر أي الرجلين
تريد أن تكون، إن القرار بيدك، دعه يصدر من عقلك وليس
من قلبك.
اذهب لبيت أهل زوجتك، وأحضرها معك للبيت، وقدم لها هدية بسيطة،
وقل لها: إنك تعزها وتقدرها وتحترمها، وهي أنس حياتك
(ولو لم تكن تحبها). تذكَّر دائماً وأبداً أن البيوت لاتقوم على
الحب فقط... وأن الود والرحمة هما عماد سعادة الأسرة المسلمة.
قال تعالى:
{مِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ
بَيْنَكُم مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}
[الروم:21].
فالله سبحانه وتعالى لم يقل وجعل بينكم (حباً من القلب)
ولكن (مودة ورحمة).
ومن التودد والرحمة المعاشرة بالحسنى
والشفقة ولين الجانب ورقة الكلام وغير ذلك. وفقك الله لكل خير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق