اكتئاب زوجي انتقل إلي وأريد الطلاق(1)
السؤال
♦ ملخص السؤال:
فتاة تزوجتْ مِن رجل لديه اكتئاب، وهو بارد في معاملتها، ولا يهتم
بالجانب العاطفيِّ، وهي لا تشعُر بالتحصين أو العَفاف، والآن تريد الطلاق.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أودُّ مِن الأستاذة الفاضلة (مروة عاشور) التفضُّل بالرد على رسالتي،
ولكم مني جزيل الشكر.
أنا فتاةٌ حنون جدًّا، أحب العاطفة والرومانسية، وأحب تقدير الآخرين
ومساعدتهم، والتضحية مِن أجلهم حتى لو على حسابي، وحساسة جدًّا
وكريمة، وعندي درجة عالية من المشاعر والإحساس بالآخرين،
والشعور بهم وباحتياجاتهم، ولا أحمل أي حقدٍ أو كره لأحدٍ!
أشعر دائمًا في داخلي بأني غريبة الأطوار، ومُتناقضة جدًّا؛
أشعر بإحساسٍ غريب لا يوصَف، وبعدها أبدأ في البكاء.
تعرضتُ كثيرًا لمآسٍ في المدة التي قضيتُها مع أبي وأمي؛ مِن اضطهاد،
وضَرْبٍ وغيره! أما الجانبُ المشرقُ في حياتي مع والديَّ فهو أنَّ
أبي كان دائمًا يخرج معنا إلى نزهةٍ مثلًا، أو عشاء خارج المنزل،
ولا يبخل علينا في طلباتنا، أما أمي، فحنانها مادي، وهي كريمة جدًّا
معنا، ودائمًا ما كانتْ تُهدِينا المال والهدايا، وإذا طلبنا أي أمر يلبَّى
إذا كانتْ هناك استطاعة مادية.
همتي عاليةٌ - بفضل الله - مثل والدي، ولا أيْئَس أبدًا، وأشبهه كثيرًا
في صفاته، حتى إني الآن بعد أن أصبحتُ أمًّا لا ألومه على عصبيته
وضربه لي؛ فأنا أشعر بما يشعر به مِن صراعٍ داخلي نفسيٍّ؛
لأنه عانَى في صغرِه مِن الضرب المبرح!
كثيرًا ما حلمتُ بفارس الأحلام، الحنون، الكريم، الهادئ،
الذي يعوِّضني عن كل شيء.
تزوَّجتُ رجلاً عرفتُ عنه أنه طيِّب القلب، وملتزم دينيًّا، وخَلُوق،
وأهله ملتزمون؛ طبعًا وافقتُ - وهذا أكبر خطأ أخطأته في حياتي
- وتم الزواج وأنجبتُ طفلة!
زوجي هادئ جدًّا جدًّا بطريقةٍ مملة، وأنا أحب الحركةَ والنشاط،
وهو لا يحب حتى الكلام! لا أعرف أي شيءٍ عن ماضيه أو حياته.
لا يفهم الحوارَ أو الكلام، لدرجة أنني أشعر أن به إعاقةً ذهنيةً،
إذا حصل خلافٌ أراه يتكلَّم بطريقةٍ غريبةٍ، ولا يستطيع فهمَ ما أقولُه له،
أشعر بأنه غبيٌّ جدًّا، ولا يُريد أن يستوعبَ ما أقوله له، وهذا الأمر
يقتلني، كما أنه يحب الاكتئاب جدًّا، ولا يعتذر إذا أخطأ!
لا يعرف أُسلوبًا للحديث في كلامه، بل يقذف الكلام في وجهي قذفًا،
ولا يوجد بيننا أي شيء يربطنا غير الطفل.
أكبر عيوبه أنه كسولٌ جدًّا، لدرجة إهمال الصلوات؛ بحجَّة الإرهاق،
وقد صُدمتُ في هذا الأمر! واكتشفتُ شخصًا آخر لم أعرفه مِن قبلُ،
أبسط الأمور يعجز عن القيام بها؛ بحجة الكسل!
أنا رومانسيةٌ، وهو لا يعترف بهذه الأمور، أقول له:
فَاجِئْني مثلًا بهديةٍ، أو اضحكْ معي ولاطفْني، لكنه يرفض!
أنا أحبُّ الرجل الذي يلبسُ اللبس الشبابي، وهو يقول لي:
هذا ليس من شِيَم الرجال.
عَلاقتُه بأختِه غريبة جدًّا؛ فهو يُقَبِّل يدها بطريقةٍ غريبةٍ ويلاعبها!
فحدَّثتُه وشرحتُ له خطأه ووعدني بأنه لن يفعل مثل ذلك، وبالفعل
ابتعد عن بعض ما يفعل، لكنه يقول: أنت فرقت بيني وبين أختي!
يَتغابَى كثيرًا؛ فمثلًا إذا جُرِح إصبعي أثناء الطبخ؛ يسألني:
هل الجرح عميق؟ هل يُؤلمكِ؟ إذا قلت: بالتأكيد يؤلمني! يقول: لأي مدى؛ يعني:
هل تتألمين أو لا؟!
أخبرتُه مرارًا أن يذهبَ لطبيب أسنان، ويهتم بنظافة أسنانه،
ولكنه كسول ولا يفعل ذلك؛ فما ذنبي أنا؟!
أنا بطبيعتي عصبيَّة جدًّا، إذا كان هناك مثيرٌ أو سبب للعصبية،
دائمًا ما يستفزُّني بغبائه الشديد، ويدَّعي أني عصبية جدًّا،
قبل أن تحاسبوا الآخرين على ردود أفعالهم، حاسبوا أنفسكم
على أفعالكم المدمِّرة !
تعبتُ منه ومن نقاشي غير النافع معه، كنتُ أحلم بشخصٍ حيويٍّ ونشيطٍ،
ويقدرني ويشعر بي وبجمالي، وبحبي وإخلاصي، وأشعر معه بشبابي،
كنتُ أحبُّ أن أشعرَ بأني تزوَّجتُ شابًّا مرِحًا، خدومًا، لطيفًا،
يحبني ويحترمني ويحتويني؛ يمْسَح دمعتي، رومانسيًّا يحب الرومانسية
والمفاجآت والتغيير.
أشعر بأني غير متزوِّجة، ولا أشعر بالتحصين والعفاف، الذي هو
الغرض مِن الزواج، بل دائمًا أفكِّر في رجلٍ آخر!
الآن أُفَكِّر بجديَّة في الطلاق، فلا أحبه، ولا أتحمَّله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق