السؤال
♦ الملخص:
شاب يشعر بالاكتئاب، وزاد هذا الشعور بعد أن سَرَقَ من المكان
الذي يعمل فيه، وهو يخشى افتضاح أمره في محيط عمله،
ولا يدري ماذا يفعل.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ أبلغ مِن العمر 36 عامًا، مشكلتي أنني قمتُ بفعل مشين في عملي،
وهو أنني تجرأتُ وسرقت! وزاد من صعوبة المشكلة أن أمر السرقة
اكتُشف في محيط العمل مؤخَّرًا.
لستُ بسارقٍ، لكن ذلك كان عملًا غبيًّا مني في حل مشكلة لديَّ،
وكان هذا سببًا في شناعة نظرات الناس إليَّ، وإشعاري
أني إنسان وضيع، مع شُعوري باحتقارهم لي!
قبلَ هذا الموضوع كنتُ أعاني مِن اكتئابٍ، وبالطبع زاد هذا الإحساس
بعد فعلتي هذه، وفقدتُ الاستمتاع بكل نواحي الحياة، وأصبحتْ حياتي مقتصرةً
على النوم ساعات قليلة، والذهاب إلى العمل والعودة إلى المنزل،
وعدم القيام بأي نوع من الأنشطة، وعدم الشعور بالكلام مع الناس،
حتى مع أولادي وأمِّهم، بل صرتُ أُهملهم ولا أتكلم معهم،
وصرتُ لا آكل إلا عند الإحساس الشديد بالجوع،
وأحيانًا يمُرُّ علي اليوم واليومان بدون طعام!
أنا مغتربٌ، وأعيش في بلد غير بلدي، وأهلي لا يسكنون معي،
والفضيحةُ هي أكثر ما يُخيفني، بالإضافة إلى أني أشعُر أني صرت
بلا فائدة، وأشعر بالدونية، وأني إنسان فاشل في جميع نواعي حياتي،
وتأتيني أفكار بالانتحار، وتخليص كل مَن هم حولي منِّي ومِن
مشاكلي التي لا تنتهي!
أفيدوني، ماذا أفعل؟!
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة.
الأفكار الانتحارية، وعدم الرغبة في الطعام، وإهمال العائلة –
كلُّها مظاهرُ (لتأنيب الضمير) بسبب الموقف الذي عملته.
في واقع الأمرِ أنت لم تَشرَحْ لنا تفاصيل الحادثة، ولا دواعي هذا الفعل،
ولكن ما دام الموضوع قد بدأ في الانتشار في محيط العمل، فإننا نتصور
أن الموضوع ربما يسير معك
بشكل أفضل كالتالي:
• تواصل مع مديرك في العمل، واشرحْ له دواعي هذا الفعل منك؛
لكي تأمن جانب المؤاخَذة الإدارية قبل أن يَصل الموضوع إليه
مِن غيرك، إذا كان الموقف يسمح بذلك.
• إذا استطعتَ تأمين وضعِك القانوني مع الإدارة، فلا تخفْ مِن
كلام الناس حولك؛ لأن غاية ما سيفعلونه هو الاستِفسار مِن الإدارة
نفسها عن وضعك، ومن ثم سيتوقَّفون عن الكلام ما دام أنه لم
تَحصل المؤاخذة الإدارية لك.
• لا تلم نفسك كثيرًا عما حصل، فاللومُ قد حصل وانتهى، ولا ينبغي
الاستمرار فيه؛ لأنَّ استمراره بهذا الشكل سيؤدِّي بك حتمًا إلى حالة
مرضيَّة كما حصل معك، فقد يؤدي إلى قلق واكتئاب،
وتوابع ذلك من إهمال صحَّتك وإهمال عائلتك.
• الشعور بالدونية وضْعٌ طبيعي في مثل هذه الحالة، ولكن حاوِلْ
أن تَعذر نفسك، وأن تضعَ لنفسك مبرِّرات مقبولة عند نفسك
وأمام الآخرين أيضًا.
• لا ذنب لأهلك وعائلتك فيما حصل لك؛ لذلك حاول أن تفصلَ بين
أعباء العمل وهمومه، وبين حقِّ الأسرة مِن العناية والاهتمام،
وأن تُعطي كل ذي حق حقه، وما دام أن أهلك ليسوا معك حاليًّا،
فالتواصل معهم سيَقتصر على الاتصال فقط، فلا تقصِّر معهم بهذه
الوسيلة على الأقل!
• لا مناص من اللجوء إلى ربك في كل حال؛ فإنَّ مَن توكَّل
على الله كفاه، ومن دعاه ورجاه أعطاه.
• عليك بالإكثار من الاستغفار، فإن مَن لزم الاستغفار جعل الله له
من كل همٍّ فرَجًا، ومن كل ضيق مخرجًا.
الْزَم دعاء تفريج الهمِّ الذي رواه الإمام أحمد عن ابن مسعود
رضي الله عنه مرفوعًا:
( ما أصاب عبدًا هَم ولا حزن، فقال: اللهم إني عبدك، ابن عبدك،
ابن أمَتِك، ناصيَتي بيدك، ماضٍ فيَّ حُكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك،
أسألك بكل اسم هو لك، سمَّيتَ به نفسك، أو أنزلته في كتابك،
أو علَّمته أحدًا من خلقك، أن تجعلَ القرآن ربيع قَلبي، ونور صدري،
وجلاء حزني، وذهاب همِّي وغمِّي، إلا أذهب الله همَّه وغمَّه،
وأبدله مكانه فرحًا، قالوا: يا رسول الله، أفلا نتعلَّمهنَّ؟
قال: بلى، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلَّمهنَّ ).
نسأل الله تعالى أن يشرح صدرك، وأن ييسِّر أمرك
والله الموفِّق
♦ الملخص:
شاب يشعر بالاكتئاب، وزاد هذا الشعور بعد أن سَرَقَ من المكان
الذي يعمل فيه، وهو يخشى افتضاح أمره في محيط عمله،
ولا يدري ماذا يفعل.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ أبلغ مِن العمر 36 عامًا، مشكلتي أنني قمتُ بفعل مشين في عملي،
وهو أنني تجرأتُ وسرقت! وزاد من صعوبة المشكلة أن أمر السرقة
اكتُشف في محيط العمل مؤخَّرًا.
لستُ بسارقٍ، لكن ذلك كان عملًا غبيًّا مني في حل مشكلة لديَّ،
وكان هذا سببًا في شناعة نظرات الناس إليَّ، وإشعاري
أني إنسان وضيع، مع شُعوري باحتقارهم لي!
قبلَ هذا الموضوع كنتُ أعاني مِن اكتئابٍ، وبالطبع زاد هذا الإحساس
بعد فعلتي هذه، وفقدتُ الاستمتاع بكل نواحي الحياة، وأصبحتْ حياتي مقتصرةً
على النوم ساعات قليلة، والذهاب إلى العمل والعودة إلى المنزل،
وعدم القيام بأي نوع من الأنشطة، وعدم الشعور بالكلام مع الناس،
حتى مع أولادي وأمِّهم، بل صرتُ أُهملهم ولا أتكلم معهم،
وصرتُ لا آكل إلا عند الإحساس الشديد بالجوع،
وأحيانًا يمُرُّ علي اليوم واليومان بدون طعام!
أنا مغتربٌ، وأعيش في بلد غير بلدي، وأهلي لا يسكنون معي،
والفضيحةُ هي أكثر ما يُخيفني، بالإضافة إلى أني أشعُر أني صرت
بلا فائدة، وأشعر بالدونية، وأني إنسان فاشل في جميع نواعي حياتي،
وتأتيني أفكار بالانتحار، وتخليص كل مَن هم حولي منِّي ومِن
مشاكلي التي لا تنتهي!
أفيدوني، ماذا أفعل؟!
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة.
الأفكار الانتحارية، وعدم الرغبة في الطعام، وإهمال العائلة –
كلُّها مظاهرُ (لتأنيب الضمير) بسبب الموقف الذي عملته.
في واقع الأمرِ أنت لم تَشرَحْ لنا تفاصيل الحادثة، ولا دواعي هذا الفعل،
ولكن ما دام الموضوع قد بدأ في الانتشار في محيط العمل، فإننا نتصور
أن الموضوع ربما يسير معك
بشكل أفضل كالتالي:
• تواصل مع مديرك في العمل، واشرحْ له دواعي هذا الفعل منك؛
لكي تأمن جانب المؤاخَذة الإدارية قبل أن يَصل الموضوع إليه
مِن غيرك، إذا كان الموقف يسمح بذلك.
• إذا استطعتَ تأمين وضعِك القانوني مع الإدارة، فلا تخفْ مِن
كلام الناس حولك؛ لأن غاية ما سيفعلونه هو الاستِفسار مِن الإدارة
نفسها عن وضعك، ومن ثم سيتوقَّفون عن الكلام ما دام أنه لم
تَحصل المؤاخذة الإدارية لك.
• لا تلم نفسك كثيرًا عما حصل، فاللومُ قد حصل وانتهى، ولا ينبغي
الاستمرار فيه؛ لأنَّ استمراره بهذا الشكل سيؤدِّي بك حتمًا إلى حالة
مرضيَّة كما حصل معك، فقد يؤدي إلى قلق واكتئاب،
وتوابع ذلك من إهمال صحَّتك وإهمال عائلتك.
• الشعور بالدونية وضْعٌ طبيعي في مثل هذه الحالة، ولكن حاوِلْ
أن تَعذر نفسك، وأن تضعَ لنفسك مبرِّرات مقبولة عند نفسك
وأمام الآخرين أيضًا.
• لا ذنب لأهلك وعائلتك فيما حصل لك؛ لذلك حاول أن تفصلَ بين
أعباء العمل وهمومه، وبين حقِّ الأسرة مِن العناية والاهتمام،
وأن تُعطي كل ذي حق حقه، وما دام أن أهلك ليسوا معك حاليًّا،
فالتواصل معهم سيَقتصر على الاتصال فقط، فلا تقصِّر معهم بهذه
الوسيلة على الأقل!
• لا مناص من اللجوء إلى ربك في كل حال؛ فإنَّ مَن توكَّل
على الله كفاه، ومن دعاه ورجاه أعطاه.
• عليك بالإكثار من الاستغفار، فإن مَن لزم الاستغفار جعل الله له
من كل همٍّ فرَجًا، ومن كل ضيق مخرجًا.
الْزَم دعاء تفريج الهمِّ الذي رواه الإمام أحمد عن ابن مسعود
رضي الله عنه مرفوعًا:
( ما أصاب عبدًا هَم ولا حزن، فقال: اللهم إني عبدك، ابن عبدك،
ابن أمَتِك، ناصيَتي بيدك، ماضٍ فيَّ حُكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك،
أسألك بكل اسم هو لك، سمَّيتَ به نفسك، أو أنزلته في كتابك،
أو علَّمته أحدًا من خلقك، أن تجعلَ القرآن ربيع قَلبي، ونور صدري،
وجلاء حزني، وذهاب همِّي وغمِّي، إلا أذهب الله همَّه وغمَّه،
وأبدله مكانه فرحًا، قالوا: يا رسول الله، أفلا نتعلَّمهنَّ؟
قال: بلى، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلَّمهنَّ ).
نسأل الله تعالى أن يشرح صدرك، وأن ييسِّر أمرك
والله الموفِّق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق