أشعر بأني كبرت على الدراسة (2)
أما في تراثنا الإسلامي
، فهناك الكثير من النماذج والقدوات التي طلبت
العلم على كِبَرٍ، وفي سن متأخرة؛ منهم:
1- أبو بكر عبدالله بن أحمد بن عبدالله المروزي، المعروف بـ"القفَّال"،
شيخ الشافعية في زمانه، المتوفى سنة 417 هـ؛ قال السبكي الشافعي
رحمه الله: الإمام الجليل أبو بكر القفال الصغير، شيخ طريقة خراسان،
وإنما قيل له: "القفَّال"؛ لأنه كان يعمل الأقفال في ابتداء أمره،
وبرع في صناعتها، حتى صنع قُفلًا بآلاته ومفتاحه وزن أربع حبات،
فلما كان ابن ثلاثين سنة أحسَّ من نفسه ذكاءً، فأقبل على الفقه،
فاشتغَل به على الشيخ أبي زيد وغيره، وصار إمامًا يُقتدى به فيه،
وتفَّقه عليه خلقٌ من أهل خراسان، وسمع الحديث، وحدَّث وأملى؛
انظر: "طبقات الشافعية"؛ للسبكي (5 / 54).
2- أصبغ بن الفرج، مفتي الديار المصرية في زمانه،
ومن علماء المالكية؛ قال الذهبي رحمه الله:
الشيخ الإمام الكبير، مفتي الديار المصرية، وعالِمها،
أبو عبدالله الأموي مولاهم، المصري، المالكي، مولده بعد الخمسين
ومائة، طلب العلم وهو شاب كبير، ففاته مالك،
والليث؛ "سير أعلام النبلاء"، (10 / 656).
3- عيسى بن موسى، أبو أحمد البخاري، محدِّث ما وراء النهر؛
قال الحاكم: هو إمام عصره، طلب العلم على كبر السنِّ،
وطوَّف؛ "شذرات الذهب" (1 / 330).
4- قاضي القضاة بمصر: الحارث بن مسكين، توفي سنة 250 هـ؛
قال الذهبي رحمه الله: وإنما طلب العلم على كِبَر؛
"سير أعلام النبلاء" (12 / 54).
وهكذا سنجد أن الإنسان لا يحده شيءٌ عن العلم، وقد كان شعار
الإمام أحمد: (مع المحبرة إلى المقبرة)، لذلك لا داعي لهذا التفكير
السلبي الذي يعكِّر عليك مزاجك، ويمنعك من الولوج إلى المستقبل،
وليس شرطًا أن تستمري في ذات التخصص، فربما إذا أعدتِ النظر
في ميولك العلمية، فقد تكتشفين وجود رغبات أخرى
غير التخصص الحالي الذي تطمحين إليه.
نسأل الله أن ييسِّر لك طلب العلم النافع والعمل الصالح، والله الموفِّق.
أما في تراثنا الإسلامي
، فهناك الكثير من النماذج والقدوات التي طلبت
العلم على كِبَرٍ، وفي سن متأخرة؛ منهم:
1- أبو بكر عبدالله بن أحمد بن عبدالله المروزي، المعروف بـ"القفَّال"،
شيخ الشافعية في زمانه، المتوفى سنة 417 هـ؛ قال السبكي الشافعي
رحمه الله: الإمام الجليل أبو بكر القفال الصغير، شيخ طريقة خراسان،
وإنما قيل له: "القفَّال"؛ لأنه كان يعمل الأقفال في ابتداء أمره،
وبرع في صناعتها، حتى صنع قُفلًا بآلاته ومفتاحه وزن أربع حبات،
فلما كان ابن ثلاثين سنة أحسَّ من نفسه ذكاءً، فأقبل على الفقه،
فاشتغَل به على الشيخ أبي زيد وغيره، وصار إمامًا يُقتدى به فيه،
وتفَّقه عليه خلقٌ من أهل خراسان، وسمع الحديث، وحدَّث وأملى؛
انظر: "طبقات الشافعية"؛ للسبكي (5 / 54).
2- أصبغ بن الفرج، مفتي الديار المصرية في زمانه،
ومن علماء المالكية؛ قال الذهبي رحمه الله:
الشيخ الإمام الكبير، مفتي الديار المصرية، وعالِمها،
أبو عبدالله الأموي مولاهم، المصري، المالكي، مولده بعد الخمسين
ومائة، طلب العلم وهو شاب كبير، ففاته مالك،
والليث؛ "سير أعلام النبلاء"، (10 / 656).
3- عيسى بن موسى، أبو أحمد البخاري، محدِّث ما وراء النهر؛
قال الحاكم: هو إمام عصره، طلب العلم على كبر السنِّ،
وطوَّف؛ "شذرات الذهب" (1 / 330).
4- قاضي القضاة بمصر: الحارث بن مسكين، توفي سنة 250 هـ؛
قال الذهبي رحمه الله: وإنما طلب العلم على كِبَر؛
"سير أعلام النبلاء" (12 / 54).
وهكذا سنجد أن الإنسان لا يحده شيءٌ عن العلم، وقد كان شعار
الإمام أحمد: (مع المحبرة إلى المقبرة)، لذلك لا داعي لهذا التفكير
السلبي الذي يعكِّر عليك مزاجك، ويمنعك من الولوج إلى المستقبل،
وليس شرطًا أن تستمري في ذات التخصص، فربما إذا أعدتِ النظر
في ميولك العلمية، فقد تكتشفين وجود رغبات أخرى
غير التخصص الحالي الذي تطمحين إليه.
نسأل الله أن ييسِّر لك طلب العلم النافع والعمل الصالح، والله الموفِّق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق