سلسلة أعمال القلوب (65)
الطريق إلى اليقين:كيف نصل بأنفسنا إلى اليقين؟ كيف نتربى على اليقين؟..
كيف نرتقي بإيماننا إلى هذه المرتبة؟
أعظم ذلك: أن نعلم أن التوفيق بيد الله عز وجل، وأن المواهب بيده،
فما على العبد إلاّ أن يلتجأ إليه، وأن يصدق في الإقبال عليه، فيسأل
ربه قائماً، قاعداً أن يرزقه الإيمان الكامل، واليقين الجازم الراسخ الذ
لا يتزعزع. [انظر: مدارج السالكين 2/302] . ومع ذلك أيضاً يبذل الأسباب
التي توصله إلى هذه المرتبة، ومن هذه الأسباب:
* الأول: وهو أول درجات اليقين: العلم: فهو يستعمله، فأن تعمل بمقتضى
هذا العلم، واليقين يحملك كما قال بعض السلف:'العلم يستعملك –فتعمل
بمقتضاه- واليقين يجملك'[مفتاح دار السعادة 1/154]. فيندفع العبد للعمل،
ويُقدم، وينفق ماله الذي يكون حبيباً إلى قلبه؛ لأنه يتيقن بالجزاء، ويعلم أن
من أعلى المراتب والمنازل عند الله عز وجل مرتبة الشهداء، فيبذل نفسه
رخيصة في سبيل الله تبارك وتعالى- والنفس هي أحب الأشياء إلى الإنسان- :
لولا المشقة ساد الناس كلهم الجود يُقفر والإقدام قَتَّالُ
فالمال حبيب إلى النفوس، والنفوس أيضاً عزيزة على أصحابها، فالعبد يعلم
أن بذل المال سبيل إلى التقرب إلى الله عز وجل، وأن الله يُربِّي الصدقة،
ويعلم أيضاً: أن الشهيد يُغفر له من أول قطرة من دمه، ويشفع في سبعين
من أهله، وما إلى ذلك من فضائله، يعلم هذه الأشياء، فالعلم يستعمله، ولكنه
قد لا يُقدم على هذه الأمور التي تحتاج إلى تضحيات كبيرة، لا يقدم عليها؛
لأنه لم يتيقن، ولم يصل إلى مرتبة اليقين.
وأما صاحب اليقين، فإنه يُحْمَلُ على ذلك حملاً، فلا يقف إلى حد العلم فيكون
ذلك معلوماً له فحسب، بل إن يقينه يحمله على الامتثال والإقدام والعمل، ولو
كان ذلك في سبيل إزهاق نفسه، وإتلاف ماله، وإنفاقه أجمع، فله يقين راسخ
أنها مخلوفة، وأنها معوضة، وأنه سيلقى عائدة ذلك في يوم هو أحوج ما
يكون إليه، وأن الإنسان ليس له إلا موتة واحدة، فيقول: يا نفس هل لك
موتتان؟ ولهذا فإن العلم إذا رسخ؛ أثمر اليقين الذي هو أعظم حياة القلب،
وبه طمأنينته وقوته ونشاطه[انظر:مفتاح دار السعادة 1/154] .
وهذا العلم الذي يحتاج إليه العبد ليصل إلى مرتبة اليقين يشمل: العلم بالله
عز وجل، ويشمل العلم بالله عز وجل: علمه بأنه المألوه المعبود وحده
لا شريك له، وأنه لا يستحق العبادة أحد سواه، فلا يلتفت قلبه إلى أحد
من الخلق، ولا يتعلق بهم، وهو يعلم أيضاً ربوبية الله عز وجل للكائنات،
وأن أَزِمَّة الأمور بيده، وأنه مدبر هذا الكون ومُصَرِّفه، وأن الخلق عبيده
يربهم ويتصرف بهم، إذا علم العبد ذلك اطمأن إلى رزقه؛ لأن الأرزاق بيد
الله، فهذا من معاني ربوبية الله عز وجل، وإذا علم العبد ذلك اطمأن إلى
أجله؛ لأن الآجال بيد الله عز وجل، وإذا علم العبد ربوبية الله عز وجل؛
اطمأن إلى أقداره، وإلى عطاءه ومنعه، فلا يعترض على الله، ولا يقترح،
ويتقدم بين يدي الله عز وجل، ولا يسيء الأدب معه.
والعلم بالله يشمل أيضاً: العلم بأسمائه وصفاته، فيعلم أن الله هو العظيم
الأعظم، فلا يعظم أحد في عينه عظمة لا تصلح إلا الله، ويعلم أن الله عز وجل
هو الجبار القاهر، القادر القوى المتين، فلا يهاب المخلوقين، وإنما يعظم
الخوف من الله عز وجل في نفسه، ويعلم أن الله هو الرقيب، فلا تمتد عينه
إلى الحرام، ولا تمتد يده إلى الحرام، ولا تخطو رجله إلى الحرام؛ لأن يقينه
راسخ بأن الله هو الرقيب، وأن ما يخفى على المخلوقين لا يخفى على الله
جل جلاله؛ فتسكن جوارحه، وتلتزم طاعة ربها ومليكها، فلا يصدر منه شئ
ينافي هذا الإيمان، وهذا اليقين الذي وقر في قلبه بمعرفته بأوصاف الله
عز وجل الكاملة، وإذا عرف أن ربه قوي؛ عرف أن ربه قادر على أن يمنعه
من كل المخاوف، وأن الله قادر على حفظه، فهو يلجأ إلى ركن قوى، فيفوض
أموره إليه، فيكون بذلك متوكلاً على الله لا متوكلاً على ذاته، ويكون متوكلاً
على الله لا متوكلاً على أبيه، ويكون متوكلاً على الله لا متوكلاً على ذاته،
ويكون متوكلاً على الله لا متوكلاً على أبيه، ويكون متوكلاً على الله لا متوكلاً
على ذكائه، ويكون متوكلاً على الله لا متوكلاً على سوقه ومتجره ومصنعه.
إذا عرف العبد ربه معرفةً صحيحة بأسمائه وصفاته؛ فإن قلبه ينشرح بذلك،
ويطمئن إلى ربه أنه كامل من كل وجه، وأن كل افتقار ينبغي أن يوجه
من العبد إلى الرب، فيجد من ربه الإغناء والعطاء، والدفع والمنع، ويجد كل
مطلوب له، وإذا عرف العبد هذه الحقائق؛ فإنه يرضى بالله عز وجل رباً،
ويذوق حلاوة الإيمان بهذا الرضا: [ ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا...]
رواه مسلم . ويؤمن بقضاء الله وقدره، فتمر به الآلام والمصائب، والأمور
المكروهة. وهو ساكن مطمئن لا يتزعزع ولا يصدر منه ما يصدر
من السفهاء الذين لم يعرفوا الله عز وجل المعرفة اللائقة به،
وهذا العلم أيضاً كما أنه علم بالرب المعبود أيضاً هو علم بالنفس وبالخلق:
فيعلم قدر نفسه وضعفه وعجزه، فلا يركن إلى نفسه، ولا يركن إلى
المخلوقين؛ لعلمه أنهم مربوبون، وأن الله عز وجل يصرّفهم ويدبّرهم، وأنه
بيده ملكوت كل شئ، فالمخلوق ضعيف عاجز لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً
فكيف يملك لغيره؟! ومن ثم فلا يمتد طمعه إلى أحد من هؤلاء الضعفاء
العاجزين، وإنما يكون ملتفتاً إلى الله عز وجل، ولهذا قال بعض أهل
العلم:'إذا أردت اليقين فكن أفقر الخلق إلى الله' مع أن الله أغنى
ما يكون عنك .
الطريق إلى اليقين:كيف نصل بأنفسنا إلى اليقين؟ كيف نتربى على اليقين؟..
كيف نرتقي بإيماننا إلى هذه المرتبة؟
أعظم ذلك: أن نعلم أن التوفيق بيد الله عز وجل، وأن المواهب بيده،
فما على العبد إلاّ أن يلتجأ إليه، وأن يصدق في الإقبال عليه، فيسأل
ربه قائماً، قاعداً أن يرزقه الإيمان الكامل، واليقين الجازم الراسخ الذ
لا يتزعزع. [انظر: مدارج السالكين 2/302] . ومع ذلك أيضاً يبذل الأسباب
التي توصله إلى هذه المرتبة، ومن هذه الأسباب:
* الأول: وهو أول درجات اليقين: العلم: فهو يستعمله، فأن تعمل بمقتضى
هذا العلم، واليقين يحملك كما قال بعض السلف:'العلم يستعملك –فتعمل
بمقتضاه- واليقين يجملك'[مفتاح دار السعادة 1/154]. فيندفع العبد للعمل،
ويُقدم، وينفق ماله الذي يكون حبيباً إلى قلبه؛ لأنه يتيقن بالجزاء، ويعلم أن
من أعلى المراتب والمنازل عند الله عز وجل مرتبة الشهداء، فيبذل نفسه
رخيصة في سبيل الله تبارك وتعالى- والنفس هي أحب الأشياء إلى الإنسان- :
لولا المشقة ساد الناس كلهم الجود يُقفر والإقدام قَتَّالُ
فالمال حبيب إلى النفوس، والنفوس أيضاً عزيزة على أصحابها، فالعبد يعلم
أن بذل المال سبيل إلى التقرب إلى الله عز وجل، وأن الله يُربِّي الصدقة،
ويعلم أيضاً: أن الشهيد يُغفر له من أول قطرة من دمه، ويشفع في سبعين
من أهله، وما إلى ذلك من فضائله، يعلم هذه الأشياء، فالعلم يستعمله، ولكنه
قد لا يُقدم على هذه الأمور التي تحتاج إلى تضحيات كبيرة، لا يقدم عليها؛
لأنه لم يتيقن، ولم يصل إلى مرتبة اليقين.
وأما صاحب اليقين، فإنه يُحْمَلُ على ذلك حملاً، فلا يقف إلى حد العلم فيكون
ذلك معلوماً له فحسب، بل إن يقينه يحمله على الامتثال والإقدام والعمل، ولو
كان ذلك في سبيل إزهاق نفسه، وإتلاف ماله، وإنفاقه أجمع، فله يقين راسخ
أنها مخلوفة، وأنها معوضة، وأنه سيلقى عائدة ذلك في يوم هو أحوج ما
يكون إليه، وأن الإنسان ليس له إلا موتة واحدة، فيقول: يا نفس هل لك
موتتان؟ ولهذا فإن العلم إذا رسخ؛ أثمر اليقين الذي هو أعظم حياة القلب،
وبه طمأنينته وقوته ونشاطه[انظر:مفتاح دار السعادة 1/154] .
وهذا العلم الذي يحتاج إليه العبد ليصل إلى مرتبة اليقين يشمل: العلم بالله
عز وجل، ويشمل العلم بالله عز وجل: علمه بأنه المألوه المعبود وحده
لا شريك له، وأنه لا يستحق العبادة أحد سواه، فلا يلتفت قلبه إلى أحد
من الخلق، ولا يتعلق بهم، وهو يعلم أيضاً ربوبية الله عز وجل للكائنات،
وأن أَزِمَّة الأمور بيده، وأنه مدبر هذا الكون ومُصَرِّفه، وأن الخلق عبيده
يربهم ويتصرف بهم، إذا علم العبد ذلك اطمأن إلى رزقه؛ لأن الأرزاق بيد
الله، فهذا من معاني ربوبية الله عز وجل، وإذا علم العبد ذلك اطمأن إلى
أجله؛ لأن الآجال بيد الله عز وجل، وإذا علم العبد ربوبية الله عز وجل؛
اطمأن إلى أقداره، وإلى عطاءه ومنعه، فلا يعترض على الله، ولا يقترح،
ويتقدم بين يدي الله عز وجل، ولا يسيء الأدب معه.
والعلم بالله يشمل أيضاً: العلم بأسمائه وصفاته، فيعلم أن الله هو العظيم
الأعظم، فلا يعظم أحد في عينه عظمة لا تصلح إلا الله، ويعلم أن الله عز وجل
هو الجبار القاهر، القادر القوى المتين، فلا يهاب المخلوقين، وإنما يعظم
الخوف من الله عز وجل في نفسه، ويعلم أن الله هو الرقيب، فلا تمتد عينه
إلى الحرام، ولا تمتد يده إلى الحرام، ولا تخطو رجله إلى الحرام؛ لأن يقينه
راسخ بأن الله هو الرقيب، وأن ما يخفى على المخلوقين لا يخفى على الله
جل جلاله؛ فتسكن جوارحه، وتلتزم طاعة ربها ومليكها، فلا يصدر منه شئ
ينافي هذا الإيمان، وهذا اليقين الذي وقر في قلبه بمعرفته بأوصاف الله
عز وجل الكاملة، وإذا عرف أن ربه قوي؛ عرف أن ربه قادر على أن يمنعه
من كل المخاوف، وأن الله قادر على حفظه، فهو يلجأ إلى ركن قوى، فيفوض
أموره إليه، فيكون بذلك متوكلاً على الله لا متوكلاً على ذاته، ويكون متوكلاً
على الله لا متوكلاً على أبيه، ويكون متوكلاً على الله لا متوكلاً على ذاته،
ويكون متوكلاً على الله لا متوكلاً على أبيه، ويكون متوكلاً على الله لا متوكلاً
على ذكائه، ويكون متوكلاً على الله لا متوكلاً على سوقه ومتجره ومصنعه.
إذا عرف العبد ربه معرفةً صحيحة بأسمائه وصفاته؛ فإن قلبه ينشرح بذلك،
ويطمئن إلى ربه أنه كامل من كل وجه، وأن كل افتقار ينبغي أن يوجه
من العبد إلى الرب، فيجد من ربه الإغناء والعطاء، والدفع والمنع، ويجد كل
مطلوب له، وإذا عرف العبد هذه الحقائق؛ فإنه يرضى بالله عز وجل رباً،
ويذوق حلاوة الإيمان بهذا الرضا: [ ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا...]
رواه مسلم . ويؤمن بقضاء الله وقدره، فتمر به الآلام والمصائب، والأمور
المكروهة. وهو ساكن مطمئن لا يتزعزع ولا يصدر منه ما يصدر
من السفهاء الذين لم يعرفوا الله عز وجل المعرفة اللائقة به،
وهذا العلم أيضاً كما أنه علم بالرب المعبود أيضاً هو علم بالنفس وبالخلق:
فيعلم قدر نفسه وضعفه وعجزه، فلا يركن إلى نفسه، ولا يركن إلى
المخلوقين؛ لعلمه أنهم مربوبون، وأن الله عز وجل يصرّفهم ويدبّرهم، وأنه
بيده ملكوت كل شئ، فالمخلوق ضعيف عاجز لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً
فكيف يملك لغيره؟! ومن ثم فلا يمتد طمعه إلى أحد من هؤلاء الضعفاء
العاجزين، وإنما يكون ملتفتاً إلى الله عز وجل، ولهذا قال بعض أهل
العلم:'إذا أردت اليقين فكن أفقر الخلق إلى الله' مع أن الله أغنى
ما يكون عنك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق