محيط عملاق في باطن الأرض يحمي الحياة على سطحها
توصل العلماء إلى وجود كميات هائلة من المياه في طبقة الوشاح الأرضي. ورغم كونها حبيسة التركيبات الكريستالية للمعادن إلا أنها تساهم في الحفاظ على الحياة من خلال دورها في تحريك الصفائح التكتونية ونشوء البراكين وتوليد التربة.
تغطي البحار والمحيطات نحو 70 بالمائة من سطح كوكبنا الأزرق، لكن هذا لا يشكل إلا جزءا من كمية المياه في كوكبنا، كما أكتشف العلماء مؤخراً. فقد توصل باحثون إلى أن الأرض تحتوي على محيط ضخم تحت سطحها، وهو من الأهمية بمكان بحيث لا يمكن تخيل الحياة على سطح الأرض من دونه. فمياه هذا المحيط في جوف الأرض لها أهمية كبيرة في تحريك الصفائح التكتونية ونشوء البراكين وتوليد التربة.
وفي هذا السياق تنقل صحيفة "الديلي ميل" البريطانية عن مايناك موخيرجي من جامعة فلوريدا الأمريكية قوله: "للأنشطة البركانية دور مهم في نشوء القشرة الأرضية، التي نعيش عليها". وركز موخيرجي مع فريقه البحثي على دراسة العمق الذي يمكن أن يوجد الماء في الوشاح الأرضي، وهي طبقة أرضية تحتية يبلغ سمكها نحو 4000 كيلومتر، وتوصلوا إلى نتائج مذهلة. إذ يجري الماء إلى عمق 600 كلم بفعل ضغط معدن البروسيت.
وبحسب موقع مجلة "فوكوس" الألمانية، يمكن أن يساهم هذا الاكتشاف في قياس حجم المحيطات في باطن الأرض. ويعتقد العلماء أن كمية الماء الموجودة في طبقة الوشاح الأرضي تعادل المياه الموجودة في بحار العالم ومحيطاته مجتمعة، أي أنها تبلغ حوالي 1.5 بالمائة من وزن الأرض.
لكن الموقع الألماني يشير في الوقت ذاته إلى أن دراسة أخرى أكدت أن العمق الذي يصله الماء في باطن الأرض يمكن أن يزيد عن 600 كلم. فقد قام الباحث في جامعة نورث ويسترن الأمريكية ستيف جاكوبسون بتحليل قطعة ألماس قذفها بركان في البرازيل قبل ملايين السنين، واكتشف الفريق العلمي أنه يحتوي على إيونات الهيدروكسيد، الذي لا يمكن له أن ينشأ إلا في الماء، وهذا يدل على أن الماساة تكونت في الغلاف السفلي من جوف الأرض.
وقال جاكوبسون لمجلة "نيو ساينتيس" العلمية: "بعد تحليلنا نعتقد أن الماء يمتد إلى عمق 1000 كلم في باطن الأرض"، وهذا يعادل طبقة الوشاح الأرضي السفلى، أي نحو ثلث الطريق إلى لب الأرض المكون من المعادن.
وأفادت دراسة منشورة في مجلة "نيجر" أن هذا المحيط العملاق يقبع تحت ضغط عال للغاية وتصل درجة حرارته إلى 1530 درجة مئوية، ما يجعل الماء حبيس التركيبات الكرستالية للمعادن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق