الجمعة، 18 ديسمبر 2020

مهم جدًا لكلِّ أبٍ!

 مهم جدًا لكلِّ أبٍ!


#الأب له مكانة عليا فى الأسرة ومهما كان سيئاً فليس للأبناء أن يعاملوه
بدون بر أو احترام، وللأسف فبعض الأباء يستغل هذه الميزة التى ميزتها
الشريعة له في أن يقهر أولاده، ويعاملهم معاملة سيئة وعليهم ألا يقابلوا
ذلك إلا بكل بر واحترام!

الأب يقرّب منه الولد المستكين الذى ليس له شخصية معه ويسمى ذلك أدباً
وبراً وفي الحقيقة لأن الولد لا يتناقش معه ويريحه ولا يقلق مضجعه
، ومن يناقشه أو يخالفه أو يستفسر منه عن تصرف معين له فهو ليس
باراً به ولا يرضخ له!

وطبيعة الإبن خصوصاً فى سن المراهقة تجنح إلى الاستقلال ومواجهة
مشاكله بمفرده وحينها يظن الأب أن ابنه يريد يخرج من تحت الهيمنة
والسيطرة التي كان عليها قبل البلوغ، فيحاول اعادته إلى حظيرة التبعية
ولكن الإبن يأبى ذلك فلم يعد طفلاً، بل أصبحت له اختياراته وخصوصياته،
وبالتالى تقوم المعركة الكبرى بين أب لا يفقه خطورة المرحلة ولا يعلم
شكلها ولا كينونتها وبين ابن لم يجد من يفهمه أو يحتويه أو يتركه يمارس
خصوصياته ويتعامل مع اختياراته طالما لم تصل لمرحلة الخطر، وتظل
تبعات هذه المرحلة غير المستقرة بينهما إلى أمد بعيد!

وبعض الآباء يتعامل مع هذه المرحلة بقسوة مفرطة وأساليب فى غاية
السوء حتى أن بعضهم يمتنع عن الإنفاق ويُمعن فى إذلال أولاده، ويصفهم
بعدم التربية وسوء الخلق، بل وهناك من يسبهم ويشتمهم لمجرد أنهم
يتساءلون أو يتناقشون!

أيها الأب: القيم والحب لا يُفرضان وإنما يتم تعليم الأولاد بر الوالدين
عن طريق اشعار الأبناء لحب الوالدين لهما، ورعاية الأب وخوفه عليهم،
واحتواءهم واتباع سُبل التربية الصحيحة المستقيمة حتى تصل لقلوبهم!

أما أن يُفرض البر عليهم فذلك سيجعلهم يبرونك ظاهراً واضطراراً مخافة
الإثم لكن قلوبهم قد تكون كارهة لك، وتأنف من الجلوس معك ولا زياراتك
عندما يكبرون، فما قدمته لهم كان اعاشة بدون عيش، واحياءً للنفس بدون
حياة، واهتماماً بالتعليم والصحة دون اهتمام بالمشاعر والإنسان!
وبالتالى تزداد الفجوة كثيراً بينهما، وتتعمق المشاكل النفسية داخل الأبناء
دون بارقة أمل فى النجاة عما قريب، مما يجعل الأولاد فى وادٍ وأنت فى واد!
بلا شك هناك أبناء يعيشون حالة من التمرد والتنكّب عن الأسرة، ويعيثون
فى الأرض فساداً، ويحاول الأب بكل قوة أن يحتويهم بلا فائدة ويبذل كل غالٍ
ونفيس لكى يوقف هذا السقوط الذى يعيش فيه الأبناء، ومثل هذا الأب
لا شيء عليه طالما اجتهد وأخذ بالأسباب لأنه في نهاية الأمر
"ليس عليك هداهم ولكن الله يهدى من يشاء" وكلامنا هنا يخص الأب الذى
لا يأخذ بالأسباب ولا يسعى إلى تفهّم ما عليه الأبناء.

والحل: لابد من الاستعداد للزواج وللإنجاب وللتربية بالقراءة والتعلم
والسماع والمشاهدة والتواصل مع المختصين والمربين ما دمت حياً، وأي
توانٍ عن ذلك سيجعلك متأخراً جداً فى اللحاق بأولادك قبل أن يصيبهم القهر
أو الاكتئاب أو الانحراف!.

د. محمد سعد الأزهري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق