شرح الدعاء من الكتاب و السنة (1)
شرح للفاتحة و أدعيتها ( الجزء اﻷول ) (1)
الحمد للَّه وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .
1- [ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ *
مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاط الْمُسْتَقِيمَ *
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ]
بدأ المؤلف حفظه اللَّه تعالى بحمد اللَّه تعالى، و الصلاة على النبي
صلى الله عليه و سلم قبل الدعاء من الكتاب ؛ لأن هذا هو الأدب
الجميل الذي ينبغي للداعي أن يبدأ به كما تقدم في آداب الدعاء التي
ذكرها المؤلف .
وأوّل هذه الأدعية الكريمة في كتاب ربنا في أعظم سورة من سور
القرآن الكريم، وهي الفاتحة، التي سماها النبي صلى الله عليه و سلم
( أم القرآن )؛ حيث قال:
( الْحَمْدُ لِلَّهِ: أُمُّ الْقُرْآنِ، وَأُمُّ الْكِتَابِ، وَالسَّبْعُ الْمَثَانِي ) ،
وفي لفظ: ( أُمُّ الْقُرْآنِ السَّبْعُ الْمَثَانِي، وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ )
وهي أعظم سورة كما أخبر الصادق المصدوق لأبي سعيد بن المعلى :
( لأُعَلِّمَنَّكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ...
(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )
وجاء في فضلها كذلك أنه قال:
( مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي التَّوْرَاةِ، وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ مِثْلَ أُمِّ الْقُرْآنِ، وَهِيَ
السَّبْعُ الْمَثَانِي، وَهِيَ مَقْسُومَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ )
وقد أخبر النبي أن [ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ] هي آية من آياتها،
حيث قال:
( إِذَا قَرَأْتُمُ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاقْرَءُوا (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) إِنَّهَا أُمُّ الْقُرْآنِ،
وَأُمُّ الْكِتَابِ، وَالسَّبْعُ الْمَثَانِي، وَ(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) إِحْدَاهَا )
وسُمِّيت هذه السورة الجليلة بـ(أم القرآن)؛
لأنها شملت كل أنواع التوحيد الثلاثة: من
( معرفة الذات، والصفات، والأفعال، وإثبات الشرع، والقدر، والمعاد،
وتجريد توحيد الربوبية والإلهية، والتوكل، والتفويض )
واشتملت كذلك على
( أنفع الدعاء، وأعظمه، وأحكمه ) ،
وهو طلب الهداية التي هي أصل السعادة والفلاح في الدارين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق