صديقتي تشكوني لأختي
أ. أريج الطباع
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أيها الفضلاء،، إليكم مشكلتي:
أنا طالبة في الجامعة، تخصص (تقنية معلومات)، وخريجة هذا
الفصل الدراسي - بإذن الله تعالى - متفوقة دراسيَّا - ولله الحمد -
ولي أخت في الله، وصديقة أحبها جدًّا وهي بفضلٍ من الله سببٌ
في تغيري للأفضل، لم تقصر معي، وبذلت الكثير من أجل إسعادي،
لا أنكر أفضالها، وأتباهى بها، واللهم كما جمعْتَنا في هذه الدنيا الفانية؛
فاجمعنا تحت ظل عرشك، يوم لا ظل إلا ظلك، اللهم آمين.
وهي تكبرني بحوالي 9 سنوات؛ أي: تبلغ من العمر حوالي 33 سنة،
ودرست علم النفس، وهي خلوقة وطيبة، ولكن المشكلة بدأت
في الفترة الأخيرة، أصبحت أي كلمة تقولها في حقي لي تعتبرها
حقيقة - أقصد السيئ - أصبحت تُكثر من مناصحتي! وأنا سعيدة بذلك،
لكنني حاولت مرارًا وتكرارًا أن أفهمها أنها بشر،
وليست كل أحكامها صحيحة، والله وحده الأعلم!!
وصل الأمر بعد العشرة أن تذهب لأختي من ورائي وتقول: أختك فعلت كذا وكذا!!
لقد صدمت كثيرًا، وتأثرت وجرحت في كرامتي، هي لا تحب أن
أسأل عنها في أي شيء عند أي أحد أيًّا كان، لكن سمحت
لنفسها التشكِّي عليَّ ولأقرب الناس لي؛ لأختي!
أبلغت أهلي بكل شيء، ووقع بيني وبين أختي خلاف بسبب هذا الأمر.
أحب أختي وأحب صديقتي في نفس الوقت، ولكل منهما خير كثير
لا يُحصى عليَّ، ولكنني الآن مجروحة؛ لأنه سبق أن قاطعتني
صديقتي هذه لما يقارب السنة لأسباب دنيوية، وكنت أحاول وصلها،
ولكنها كانت تردني، حتى هداياي أرجعتها لي، وصديقتي هذه
- ولله الحمد - راجعت نفسها، ورأت أنني لا أستحق هذه المقاطعة،
وأحمد الله على رحمته بنا، لكنني الآن أربط
بين الجرحين؛ الجرح القديم والجرح الحالي.
أحبها.. ولكنني مصدومة! فكرت أن أشتري له الهدايا كما كان الصحابة
- رضوان الله عليهم - يفعلون عندما يسيء لهم
أحد أو العكس، ولكن خائفة من ردة فعلها.
للعلم: أنا لا أواجه، وأخاف كثيرًا، وأتردد، وإن أردت أن أنقل شيئًا أزعجني؛
فإنني أقوله برسالة للشخص المعني، وللعلم: لا أُعلم أهلي بشيء
خارج إطار البيت، ودائمًا ما أمتدح هذه الصديقة أمام الكل؛
فهي المفضلة عندي، وهي المحببة لقلبي، والقريبة لذاتي،
ولا أريد أن أخسرها إطلاقًا، وللعلم: لدي صديقات كثيرات - ولله الحمد -
ولا أفكر في خسارة أحداهن، وأعلم أننا نخطئ بحق الله كثيرًا،
وأنه سبحانه يعفو عنا؛ فأقول: عفوتُ عنها، ولكن الصدمة أثرت عليَّ
وعلى الأهل بعد أن نقلت لهم أختي شكواها، ومنهم مَنْ يضغط
عليَّ للابتعاد عنها، يضغطون عليَّ بشدة، لكنني أرى أنه لا داعي
للمقاطعة وإلى تركها؛ فهي - بإذن الله - لن تكررها، وان كررتها فهي بشر،
والصديقة وقت الضيق، فما فائدة الأخوة في الله إن تركتها
لسبب دنيوي تافه.. هكذا أذكِّر نفسي وأصبِّرها!
وهناك شيء آخر: أنا خائفةٌ من الغد! خائفة جدًّا أن تجرحني مرة أخرى!!
للعلم: صديقتي هذه لا تقصد إيذائي، وهي ملتزمة، وعلى خلق،
وأعلم أننا بشر غير معصومين،، فما توجيهاتكم الكريمة لي؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،،
عزيزتي:
ألست صاحبة الاستشارة السابقة بعنوان أختي الحبيبة في الله
تزعجني بألفاظها ؟ كيف استطعت تجاوز مشكلة التجريح السابقة مع صديقتك؟
أتوقعها هي نفس الصديقة التي كتبتِ عنها، أليس كذلك؟
وقتها شعرت باختلاف طبيعتيكما، على الرغم من محبتك الشديدة لها،
وتأكد لي ذلك الآن؛ فهي مباشرة وواضحة، وقد تندفع بكلامها حينما
تشعر به، وأنت على العكس؛ لا تواجهين، ولا تجيدين التعبير كثيرًا،
وتهمك علاقتك بها وبالآخرين عمومًا.
وإن كانت الصورة لا تزال غير واضحة تمامًا؛ فلم أفهم قصدك من قولك:
أصبحت أي كلمة تقولها في حقي لي تعتبرها حقيقة - أقصد السيئ -
أصبحت تُكثر من مناصحتي! وأنا سعيدة بذلك، لكنني حاولتُ مرارًا
وتكرارًا أن أفهمها أنها بشر، وليست كل أحكامها صحيحة،
والله وحده الأعلم!! ؛ فهل تقصدين أنها تسيء الظن بك دومًا؟
وما الذي قالته لأختك؟ هل اشتكت لها حول علاقتكما معا؟
أم حول الأمور التي تظنها بك؟ أم أسرارًا ائتمنتها عليها؟
جرحك الآن وربطك له بالقديم طبيعي، وتحتاجين أن تتحدثي معها
حوله لتطمئني، هل تحاورتما بالأمر؟ ليس عتابًا؛ لكن للفهم!
فلا بد لك من الوضوح والتعبير عن مشاعرك، وفي نفس الوقت
تحتاجين أن تكوني حذرة؛ بحيث لا تتكرر معك نفس الأمور!
حاولي أن تستعيدي المشكلة التي جرت، وتركزي:
ما الأسباب التي أوصلتك لها؟ وهل كان يمكنك تلافيها؟
كونها ناصحة محبة خلوقة؛ فذلك جيد،
وربما يفيد أن تحاوريها لتصلي معها لما يريحك.
لو وجدت صعوبة في المواجهة؛ فحاولي الكتابة لها؛ لتوضحي لها
مقدار الألم الذي تشعرين به، ولتشعريها في الوقت ذاته بمحبتك وحرصك عليها!
لا تتركيها؛ فلن ترتاحي لو فعلت - حسبما فهمته من طبيعتك -
لكن لتكوني حذرة؛ لتحمي نفسك في المرات القادمة من جراح جديدة،
حتى لو اقتضى ذلك أن يتغير شكل الصداقة بينكما.
واحرصي على احتساب الأجر بأخوتك معها، وأن يكون بينكما
ما ترضين عنه وما يقربك لله.. تذكري أنَّ الحب في الله
هو ما يجعلنا أقرب لله وأحرص على رضاه.
تفهمك لطبيعتها سيساعدك كثيرًا على أن تبني معها صداقة تريحك،
وتتجاوزين ما يمكنه أن يسبب لك الجراح مجددًا!
واجعلي من هذه التجربة مجال خبرة لك، تستفيدين منها في
حياتك عمومًا، وفي علاقتك معها بشكل خاص.
نشكر لك تواصلك معنا، وننتظر أن تطمئنينا عما سيحصل معك.
وفقك الله وأسعدك..
منقول للفائدة
أ. أريج الطباع
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أيها الفضلاء،، إليكم مشكلتي:
أنا طالبة في الجامعة، تخصص (تقنية معلومات)، وخريجة هذا
الفصل الدراسي - بإذن الله تعالى - متفوقة دراسيَّا - ولله الحمد -
ولي أخت في الله، وصديقة أحبها جدًّا وهي بفضلٍ من الله سببٌ
في تغيري للأفضل، لم تقصر معي، وبذلت الكثير من أجل إسعادي،
لا أنكر أفضالها، وأتباهى بها، واللهم كما جمعْتَنا في هذه الدنيا الفانية؛
فاجمعنا تحت ظل عرشك، يوم لا ظل إلا ظلك، اللهم آمين.
وهي تكبرني بحوالي 9 سنوات؛ أي: تبلغ من العمر حوالي 33 سنة،
ودرست علم النفس، وهي خلوقة وطيبة، ولكن المشكلة بدأت
في الفترة الأخيرة، أصبحت أي كلمة تقولها في حقي لي تعتبرها
حقيقة - أقصد السيئ - أصبحت تُكثر من مناصحتي! وأنا سعيدة بذلك،
لكنني حاولت مرارًا وتكرارًا أن أفهمها أنها بشر،
وليست كل أحكامها صحيحة، والله وحده الأعلم!!
وصل الأمر بعد العشرة أن تذهب لأختي من ورائي وتقول: أختك فعلت كذا وكذا!!
لقد صدمت كثيرًا، وتأثرت وجرحت في كرامتي، هي لا تحب أن
أسأل عنها في أي شيء عند أي أحد أيًّا كان، لكن سمحت
لنفسها التشكِّي عليَّ ولأقرب الناس لي؛ لأختي!
أبلغت أهلي بكل شيء، ووقع بيني وبين أختي خلاف بسبب هذا الأمر.
أحب أختي وأحب صديقتي في نفس الوقت، ولكل منهما خير كثير
لا يُحصى عليَّ، ولكنني الآن مجروحة؛ لأنه سبق أن قاطعتني
صديقتي هذه لما يقارب السنة لأسباب دنيوية، وكنت أحاول وصلها،
ولكنها كانت تردني، حتى هداياي أرجعتها لي، وصديقتي هذه
- ولله الحمد - راجعت نفسها، ورأت أنني لا أستحق هذه المقاطعة،
وأحمد الله على رحمته بنا، لكنني الآن أربط
بين الجرحين؛ الجرح القديم والجرح الحالي.
أحبها.. ولكنني مصدومة! فكرت أن أشتري له الهدايا كما كان الصحابة
- رضوان الله عليهم - يفعلون عندما يسيء لهم
أحد أو العكس، ولكن خائفة من ردة فعلها.
للعلم: أنا لا أواجه، وأخاف كثيرًا، وأتردد، وإن أردت أن أنقل شيئًا أزعجني؛
فإنني أقوله برسالة للشخص المعني، وللعلم: لا أُعلم أهلي بشيء
خارج إطار البيت، ودائمًا ما أمتدح هذه الصديقة أمام الكل؛
فهي المفضلة عندي، وهي المحببة لقلبي، والقريبة لذاتي،
ولا أريد أن أخسرها إطلاقًا، وللعلم: لدي صديقات كثيرات - ولله الحمد -
ولا أفكر في خسارة أحداهن، وأعلم أننا نخطئ بحق الله كثيرًا،
وأنه سبحانه يعفو عنا؛ فأقول: عفوتُ عنها، ولكن الصدمة أثرت عليَّ
وعلى الأهل بعد أن نقلت لهم أختي شكواها، ومنهم مَنْ يضغط
عليَّ للابتعاد عنها، يضغطون عليَّ بشدة، لكنني أرى أنه لا داعي
للمقاطعة وإلى تركها؛ فهي - بإذن الله - لن تكررها، وان كررتها فهي بشر،
والصديقة وقت الضيق، فما فائدة الأخوة في الله إن تركتها
لسبب دنيوي تافه.. هكذا أذكِّر نفسي وأصبِّرها!
وهناك شيء آخر: أنا خائفةٌ من الغد! خائفة جدًّا أن تجرحني مرة أخرى!!
للعلم: صديقتي هذه لا تقصد إيذائي، وهي ملتزمة، وعلى خلق،
وأعلم أننا بشر غير معصومين،، فما توجيهاتكم الكريمة لي؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،،
عزيزتي:
ألست صاحبة الاستشارة السابقة بعنوان أختي الحبيبة في الله
تزعجني بألفاظها ؟ كيف استطعت تجاوز مشكلة التجريح السابقة مع صديقتك؟
أتوقعها هي نفس الصديقة التي كتبتِ عنها، أليس كذلك؟
وقتها شعرت باختلاف طبيعتيكما، على الرغم من محبتك الشديدة لها،
وتأكد لي ذلك الآن؛ فهي مباشرة وواضحة، وقد تندفع بكلامها حينما
تشعر به، وأنت على العكس؛ لا تواجهين، ولا تجيدين التعبير كثيرًا،
وتهمك علاقتك بها وبالآخرين عمومًا.
وإن كانت الصورة لا تزال غير واضحة تمامًا؛ فلم أفهم قصدك من قولك:
أصبحت أي كلمة تقولها في حقي لي تعتبرها حقيقة - أقصد السيئ -
أصبحت تُكثر من مناصحتي! وأنا سعيدة بذلك، لكنني حاولتُ مرارًا
وتكرارًا أن أفهمها أنها بشر، وليست كل أحكامها صحيحة،
والله وحده الأعلم!! ؛ فهل تقصدين أنها تسيء الظن بك دومًا؟
وما الذي قالته لأختك؟ هل اشتكت لها حول علاقتكما معا؟
أم حول الأمور التي تظنها بك؟ أم أسرارًا ائتمنتها عليها؟
جرحك الآن وربطك له بالقديم طبيعي، وتحتاجين أن تتحدثي معها
حوله لتطمئني، هل تحاورتما بالأمر؟ ليس عتابًا؛ لكن للفهم!
فلا بد لك من الوضوح والتعبير عن مشاعرك، وفي نفس الوقت
تحتاجين أن تكوني حذرة؛ بحيث لا تتكرر معك نفس الأمور!
حاولي أن تستعيدي المشكلة التي جرت، وتركزي:
ما الأسباب التي أوصلتك لها؟ وهل كان يمكنك تلافيها؟
كونها ناصحة محبة خلوقة؛ فذلك جيد،
وربما يفيد أن تحاوريها لتصلي معها لما يريحك.
لو وجدت صعوبة في المواجهة؛ فحاولي الكتابة لها؛ لتوضحي لها
مقدار الألم الذي تشعرين به، ولتشعريها في الوقت ذاته بمحبتك وحرصك عليها!
لا تتركيها؛ فلن ترتاحي لو فعلت - حسبما فهمته من طبيعتك -
لكن لتكوني حذرة؛ لتحمي نفسك في المرات القادمة من جراح جديدة،
حتى لو اقتضى ذلك أن يتغير شكل الصداقة بينكما.
واحرصي على احتساب الأجر بأخوتك معها، وأن يكون بينكما
ما ترضين عنه وما يقربك لله.. تذكري أنَّ الحب في الله
هو ما يجعلنا أقرب لله وأحرص على رضاه.
تفهمك لطبيعتها سيساعدك كثيرًا على أن تبني معها صداقة تريحك،
وتتجاوزين ما يمكنه أن يسبب لك الجراح مجددًا!
واجعلي من هذه التجربة مجال خبرة لك، تستفيدين منها في
حياتك عمومًا، وفي علاقتك معها بشكل خاص.
نشكر لك تواصلك معنا، وننتظر أن تطمئنينا عما سيحصل معك.
وفقك الله وأسعدك..
منقول للفائدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق