الأصحاب في القرآن (6)
تأليف أبو إسلام أحمد بن علي
7- صاحبا يوسف عليه السلام بالسجن
- 8- أصحاب السفينة
7- صاحبا يوسف عليه السلام بالسجن
- دخل السجن مع يوسف عليه السلام فَتَيان, قال أحدهما: إني رأيت
في المنام أني أعصر عنبًا ليصير خمرًا, وقال الآخر: إني رأيت أني
أحمل فوق رأسي خبزًا تأكل الطير منه, أخبرنا بتفسير ما رأينا,
إنا نراك من الذين يحسنون في عبادتهم لله, ومعاملتهم لخلقه.
قال لهما يوسف: لا يأتيكما طعام ترزقانه في حال من الأحوال إلا أخبرتكما
بتفسيره قبل أن يأتيكما, ذلكما التعبير الذي سأعبِّره لكما
مما علَّمني ربي; إني آمنت به, وأخلصت له العبادة, وابتعدت
عن دين قوم لا يؤمنون بالله, وهم بالبعث والحساب جاحدون.
يا صاحبيَّ في السجن أما الذي رأى أنه يعصر العنب في رؤياه فإنه يخرج
من السجن ويكون ساقي الخمر للملك, وأما الآخر الذي رأى
أنه يحمل على رأسه خبزًا فإنه يُصْلب ويُتْرك, وتأكل الطير من رأسه.
وقال يوسف للناجي: اذكرني عند الملك وأخبره بأني مظلوم محبوس
بلا ذنب, فأنسى الشيطان ذلك الرجل أن يذكر للملك حال يوسف,
فمكث يوسف بعد ذلك في السجن عدة سنوات.
التفسير الميسر
قال الله تعالى :
1 - { يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }
يوسف39
قال الله تعالى :
2 - { يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الآخَرُ
فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ }
يوسف41
8- أصحاب السفينة
آثار سفينة نوح عليه السلام
- هم قوم نوح عليه السلام الذين آمنوا معه .
- فلقد أرسل الله تعالى نوح عليه السلام إلى قومه فقال لهم : إني نذير لكم
من عذاب الله, مبيِّن لكم ما أُرسلت به إليكم من أمر الله ونهيه.
آمركم ألا تعبدوا إلا الله, إني أخاف عليكم عذاب يوم موجع.
فقال رؤساء الكفر من قومه: إنك لست بمَلَك ولكنك بشر, فكيف أُوحي إليك مِن دوننا؟
وما نراك اتبعك إلا الذين هم أسافلنا وإنما اتبعوك من غير تفكر ولا رويَّة, وما نرى
لكم علينا من فضل في رزق ولا مال لـمَّا دخلتم في دينكم هذا, بل نعتقد أنكم
كاذبون فيما تدَّعون. قال نوح: يا قومي أرأيتم إن كنتُ على حجة ظاهرة
من ربي فيما جئتكم به تبيِّن لكم أنني على الحق من عنده, وآتاني رحمة
من عنده, وهي النبوة والرسالة فأخفاها عليكم بسبب جهلكم وغروركم,
فهل يصح أن نُلْزمكم إياها بالإكراه وأنتم جاحدون بها؟ لا نفعل ذلك, ولكن نَكِل
أمركم إلى الله حتى يقضي في أمركم ما يشاء. قال نوح عليه السلام لقومه:
يا قوم لا أسألكم على دعوتكم لتوحيد الله وإخلاص العبادة له مالاً تؤدونه
إليَّ بعد إيمانكم, ولكن ثواب نصحي لكم على الله وحده, وليس من شأني
أن أطرد المؤمنين, فإنهم ملاقو ربهم يوم القيامة, ولكني أراكم قومًا تجهلون;
إذ تأمرونني بطرد أولياء الله وإبعادهم عني. قالوا: يا نوح قد حاججتنا
فأكثرت جدالنا, فأتنا بما تعدنا من العذاب إن كنت من الصادقين
في دعواك. قال نوح لقومه: إن الله وحده هو الذي يأتيكم بالعذاب إذا شاء,
ولستم بفائتيه إذا أراد أن يعذبكم; لأنه سبحانه لا يعجزه شيء في الأرض
ولا في السماء. وأوحى الله سبحانه وتعالى إلى نوح -عليه السلام- لـمَّا
حق على قومه العذاب, أنه لن يؤمن بالله إلا مَن قد آمن مِن قبل, فلا
تحزن يا نوح على ما كانوا يفعلون. واصنع السفينة بمرأى منَّا وبأمرنا
لك ومعونتنا، وأنت في حفظنا وكلاءتنا, ولا تطلب مني إمهال هؤلاء
الذين ظلموا أنفسهم من قومك بكفرهم, فإنهم مغرقون بالطوفان ,
ويصنع نوح السفينة, وكلَّما مر عليه جماعة من كبراء قومه سخروا
منه, قال لهم نوح: إن تسخروا منا اليوم لجهلكم بصدق وعد الله, فإنا
نسخر منكم غدًا عند الغرق كما تسخرون منا. حتى إذا جاء أمرنا
بإهلاكهم كما وَعدْنا نوحًا بذلك, ونبع الماء بقوة من التنور –
وهو المكان الذي يخبز فيه- علامة على مجيء العذاب, قلنا لنوح:
احمل في السفينة من كل نوع من أنواع الحيوانات ذكرًا وأنثى, واحمل
فيها أهل بيتك, إلا مَن سبق عليهم القول ممن لم يؤمن بالله كابنه وامرأته,
واحمل فيها من آمن معك من قومك, وما آمن معه إلا قليل مع طول المدة
والمقام فيهم. وقال نوح لمن آمن معه: اركبوا في السفينة, باسم الله يكون
جريها على وجه الماء, وباسم الله يكون منتهى سيرها ورُسوُّها.
إن ربي لَغفور ذنوب من تاب وأناب إليه من عباده, رحيم بهم أن يعذبهم
بعد التوبة. وقال الله للأرض -بعد هلاك قوم نوح -: يا أرض اشربي ماءك,
ويا سماء أمسكي عن المطر, ونقص الماء ونضب, وقُضي أمر الله بهلاك
قوم نوح, ورست السفينة على جبل الجوديِّ, وقيل: هلاكًا وبعدًا للقوم الظالمين
الذين تجاوزوا حدود الله, ولم يؤمنوا به.
التفسير الميسر .
قال الله تعالى :
{فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ }
العنكبوت15
تأليف أبو إسلام أحمد بن علي
7- صاحبا يوسف عليه السلام بالسجن
- 8- أصحاب السفينة
7- صاحبا يوسف عليه السلام بالسجن
- دخل السجن مع يوسف عليه السلام فَتَيان, قال أحدهما: إني رأيت
في المنام أني أعصر عنبًا ليصير خمرًا, وقال الآخر: إني رأيت أني
أحمل فوق رأسي خبزًا تأكل الطير منه, أخبرنا بتفسير ما رأينا,
إنا نراك من الذين يحسنون في عبادتهم لله, ومعاملتهم لخلقه.
قال لهما يوسف: لا يأتيكما طعام ترزقانه في حال من الأحوال إلا أخبرتكما
بتفسيره قبل أن يأتيكما, ذلكما التعبير الذي سأعبِّره لكما
مما علَّمني ربي; إني آمنت به, وأخلصت له العبادة, وابتعدت
عن دين قوم لا يؤمنون بالله, وهم بالبعث والحساب جاحدون.
يا صاحبيَّ في السجن أما الذي رأى أنه يعصر العنب في رؤياه فإنه يخرج
من السجن ويكون ساقي الخمر للملك, وأما الآخر الذي رأى
أنه يحمل على رأسه خبزًا فإنه يُصْلب ويُتْرك, وتأكل الطير من رأسه.
وقال يوسف للناجي: اذكرني عند الملك وأخبره بأني مظلوم محبوس
بلا ذنب, فأنسى الشيطان ذلك الرجل أن يذكر للملك حال يوسف,
فمكث يوسف بعد ذلك في السجن عدة سنوات.
التفسير الميسر
قال الله تعالى :
1 - { يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }
يوسف39
قال الله تعالى :
2 - { يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الآخَرُ
فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ }
يوسف41
8- أصحاب السفينة
آثار سفينة نوح عليه السلام
- هم قوم نوح عليه السلام الذين آمنوا معه .
- فلقد أرسل الله تعالى نوح عليه السلام إلى قومه فقال لهم : إني نذير لكم
من عذاب الله, مبيِّن لكم ما أُرسلت به إليكم من أمر الله ونهيه.
آمركم ألا تعبدوا إلا الله, إني أخاف عليكم عذاب يوم موجع.
فقال رؤساء الكفر من قومه: إنك لست بمَلَك ولكنك بشر, فكيف أُوحي إليك مِن دوننا؟
وما نراك اتبعك إلا الذين هم أسافلنا وإنما اتبعوك من غير تفكر ولا رويَّة, وما نرى
لكم علينا من فضل في رزق ولا مال لـمَّا دخلتم في دينكم هذا, بل نعتقد أنكم
كاذبون فيما تدَّعون. قال نوح: يا قومي أرأيتم إن كنتُ على حجة ظاهرة
من ربي فيما جئتكم به تبيِّن لكم أنني على الحق من عنده, وآتاني رحمة
من عنده, وهي النبوة والرسالة فأخفاها عليكم بسبب جهلكم وغروركم,
فهل يصح أن نُلْزمكم إياها بالإكراه وأنتم جاحدون بها؟ لا نفعل ذلك, ولكن نَكِل
أمركم إلى الله حتى يقضي في أمركم ما يشاء. قال نوح عليه السلام لقومه:
يا قوم لا أسألكم على دعوتكم لتوحيد الله وإخلاص العبادة له مالاً تؤدونه
إليَّ بعد إيمانكم, ولكن ثواب نصحي لكم على الله وحده, وليس من شأني
أن أطرد المؤمنين, فإنهم ملاقو ربهم يوم القيامة, ولكني أراكم قومًا تجهلون;
إذ تأمرونني بطرد أولياء الله وإبعادهم عني. قالوا: يا نوح قد حاججتنا
فأكثرت جدالنا, فأتنا بما تعدنا من العذاب إن كنت من الصادقين
في دعواك. قال نوح لقومه: إن الله وحده هو الذي يأتيكم بالعذاب إذا شاء,
ولستم بفائتيه إذا أراد أن يعذبكم; لأنه سبحانه لا يعجزه شيء في الأرض
ولا في السماء. وأوحى الله سبحانه وتعالى إلى نوح -عليه السلام- لـمَّا
حق على قومه العذاب, أنه لن يؤمن بالله إلا مَن قد آمن مِن قبل, فلا
تحزن يا نوح على ما كانوا يفعلون. واصنع السفينة بمرأى منَّا وبأمرنا
لك ومعونتنا، وأنت في حفظنا وكلاءتنا, ولا تطلب مني إمهال هؤلاء
الذين ظلموا أنفسهم من قومك بكفرهم, فإنهم مغرقون بالطوفان ,
ويصنع نوح السفينة, وكلَّما مر عليه جماعة من كبراء قومه سخروا
منه, قال لهم نوح: إن تسخروا منا اليوم لجهلكم بصدق وعد الله, فإنا
نسخر منكم غدًا عند الغرق كما تسخرون منا. حتى إذا جاء أمرنا
بإهلاكهم كما وَعدْنا نوحًا بذلك, ونبع الماء بقوة من التنور –
وهو المكان الذي يخبز فيه- علامة على مجيء العذاب, قلنا لنوح:
احمل في السفينة من كل نوع من أنواع الحيوانات ذكرًا وأنثى, واحمل
فيها أهل بيتك, إلا مَن سبق عليهم القول ممن لم يؤمن بالله كابنه وامرأته,
واحمل فيها من آمن معك من قومك, وما آمن معه إلا قليل مع طول المدة
والمقام فيهم. وقال نوح لمن آمن معه: اركبوا في السفينة, باسم الله يكون
جريها على وجه الماء, وباسم الله يكون منتهى سيرها ورُسوُّها.
إن ربي لَغفور ذنوب من تاب وأناب إليه من عباده, رحيم بهم أن يعذبهم
بعد التوبة. وقال الله للأرض -بعد هلاك قوم نوح -: يا أرض اشربي ماءك,
ويا سماء أمسكي عن المطر, ونقص الماء ونضب, وقُضي أمر الله بهلاك
قوم نوح, ورست السفينة على جبل الجوديِّ, وقيل: هلاكًا وبعدًا للقوم الظالمين
الذين تجاوزوا حدود الله, ولم يؤمنوا به.
التفسير الميسر .
قال الله تعالى :
{فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ }
العنكبوت15
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق