زوجتي غيرت مفتاح البيت وذهبت لأهلها
أ. فيصل العشاري
السؤال
♦ الملخص:
رجل متزوج من امرأة، ويَسكُن في بيتها، وعندما حصل خلاف بينهما، غيَّرت مفتاح البيت،
وأغلَقَتْهُ وذهبتْ لأهلها، وهو الآن يفكر في طلاقها!
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا رجلٌ في الأربعين مِن عمري، متزوج ولديَّ طفلة، تزوَّجتُ امرأةً عنيدةً،
فيها مِن الطِّباع السيئة الكثير، أمَّا الطباع الحسنة فقليلة، مع العلم أني
أعيش معها في مسكَنِها الخاص الذي تدفع أقساطه كل شهر!
تشاجَرْنا منذ شهرٍ لعدم طاعتِها لي، وحلفتُ بالطلاق عليها، لكنها
كسرتْ كلامي، وطلَبت الطلاق، وأغلقت البيت، وذهبتْ إلى أهلها!
غيَّرَتْ مفتاح البيت، وليس لديَّ مفتاح! أنا حيرةٍ مِن أمري، ومندهشٌ
مما فَعَلَتْ، ولا يدور في بالي إلا الطلاق بسبب عنادها، فما رأيكم؟
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتك التي عرضتَها تَدور حول عدم توافُقك مع زوجتك، وتستشير
هل تُطلقها أو لا؟
أولًا: نحن لا نُشير عليك بالطلاق؛ إذ إنَّ الطلاق ليس أمرًا هينًا، بل معناه: تهديمُ بيت الزوجية القائم حاليًّا،
وليس هذا فحسبُ، بل وتشريد الطفلة التي بينكما؛ حيث ستعيش حياةَ التشرُّد، وتَفقِد الحنان الطبيعي للأبوين؛
مما قد يُؤثِّر في سُلوكها وشخصيتها مستقبلًا، وهذا الأمرُ أهمُّ مِن موضوع النفَقة، والناحية المالية المتعلِّقة بالطفلة.
ثانيًا: أنت تسكُن حاليًّا في بيتها هي، وهذا تفضُّلٌ منها عليك بالمسكن؛
فالأصلُ أنَّ النفقة والسكنى تكون عليك أنت، مقابل الطاعة التي تَطلُبُها منها؛ فالله تعالى يقول:
{ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا
أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ }
[النساء: 34].
فذَكَر النفقة بالمال كجزءٍ مِن القوامة التي جَعَلَها للرجل كناحية تفضيليَّة، وليس معناها: أ
نَّ الرجلَ أفضلُ مِن المرأة مُطلقًا، وإنما مَعناها: أنَّ الله مَيَّز وفَضَّل الرجل بوَضْع القوامة التي هي إدارة الزوجية بيَدِ الرجل،
وجزء مِن مقومات القوامة هي النفقةُ التي يسعى بها الرجلُ على المرأة، فإذا شاركت المرأة بجزءٍ مِن النفقة أو المسكن، فقد شاركتْ بجزءٍ مِن إدارة منزل الزوجية.
وهذا ليس معناه: أن تقبلَ الذل أو الإهانة، وإنما معناه: أن تسعى في تدارُك ما فات، وأن تنظُرَ للأمور مِن زاويةٍ أخرى؛ حيث قد جعل الله لكلِّ شيء قدرًا.
ثالثًا: ذَكَرْتَ أنَّ مَساوئها أكثر مِن مَحاسنها، وأظنُّ أنك أصدرتَ هذا الحكم دون بحثٍ دقيقٍ أو استقصاء،
ولو أنك أخرجتَ ورقةً وقلمًا، وجلستَ مع نفسك ساعةً، وصنعتَ جدولًا في الورقة،
واستحضرتَ السلبيات في عمود، والإيجابيات في العمود الآخر؛ ستكتشف أنَّ هناك إيجابيات كثيرةً ربما كنتَ قد غفلتَ عنها.
رابعًا: الحياةُ الزوجية مَبناها على الرحمة والتغافُر، وليس على المغالَبة والتفاخُر؛ يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم:
( لا يفرك مؤمنٌ مؤمنة، إنْ كره منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخر )؛
رواه مسلم.
ومعنى لا يفرك؛ أي: لا يبغض.
لذلك نرجو أن تَتَرَيَّثَ في هذا القرار، وأن تحسبَ الأمور جيدًا، وتذكَّرْ أنَّ المرأةَ لها طبيعة خاصة،
ويحتاج الزوج لمعرفة المفتاح الصحيح الذي يُناسب طبيعتها؛ فالمرأةُ عاطفة إن أحسنتَ إليها بموقفٍ صغير، فسوف
تُغيِّر موقفها كليًّا.
نسأل الله تعالى أن يُصلِحَ ما بينكما، وأن يُيَسِّرَ أموركما
والله الموفق
منقول للفائدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق