لا تخشَ أن يمضي الشباب
بدأ الأمر برسالة وصلت على جوالي من صديقتي الخمسينية،
كانت تتحدث بيأس وبدت في غاية الكآبة وهي تخبرني عن وصولها إلى
هذه السن، وأنها لم تعد تشعر بطعم ومعنى لحياتها.
لم يكن الأمر غريبا بالتأكيد فقد كنت أرى حولي كيف تستميت النساء
للحصول على مظهر شبابي، وكيف ينفقن أموالهن للحفاظ على ما يوحي
بأنهن ما زلن شابات صغيرات.
إن كل ما تعتمد عليه تجارة مستحضرات التجميل وعمليات التجميل وحتى
تلك التي تعلن عن منتجاتها الطبيعية وتبلغ أرباحها السنوية المليارات
هو رغبة الجميع في الحصول على شباب دائم لا يذبل.
والأمر لم يعد مقتصرا على المستحضرات التي تعتني بالبشرة وغيرها،
بل تعداها إلى عمليات التجميل وما تبعها من تشوهات أخرجت لنا نساء
جميلات لكنهن بلا روح.
وتجد المرأة العادية نفسها في دوامة لا تتوقف من المنتجات والعروض
والصور المعدلة فتبدأ بدخول المنافسة والصراع واستنزاف الأموال دون
أن تصل إلى مرحلة الرضا عن نفسها مطلقا لأن الشباب الدائم مجرد وهم
سوقته لنا الصحف والقنوات وصور النجوم المعدلة ببرنامج الفوتوشوب.
من المؤلم أن نتخيل أن حياتنا تتوقف بهجتها عندما نغادر سن الشباب،
وأننا نفقد قيمتنا وقدرتنا على الاستمتاع حينها، ومن المهم أن ندرك أن
الشباب ما هو إلا مرحلة قصيرة من مراحل العمر لا تتعدى 20 إلى 25
عاما ثم تبدأ ملامحنا بالتغيير.
ومن المهم أن ندرك أيضا أن الاستعداد لهذه المرحلة هو أهم ما علينا
فعله لأن الخطأ الأكبر الذي نرتكبه بحق أنفسنا أننا لا نفكر في الأمر ونحن
في ريعان شبابنا، ولا نستعد لما بعده، بل نبذل قصارى جهدنا لنبقى
في هذه المرحلة ثم نصاب باليأس عندما ندرك أننا كبرنا.
الاستعداد لمرحلة ما بعد الشباب يجب أن يبدأ بسن مبكرة، فنحافظ على
قوتنا وصحتنا ونضارتنا وأعصابنا ما أمكن فنتقدم في السن بثقة وأناقة
وقوة وجمال، ونعيش المرحلة باستمتاع ربما يفوق متعتنا
ونحن في أوج قوتنا وشبابنا وجمالنا.
يبدأ الأمر بعدة خطوات:
- فنحافظ على صحتنا أولا فنبتعد عما يؤذينا ويسرق منا العافية كالدخان
والشيشة والسكر والكاربوهيدرات والمعجنات والكثير من المواد
التي نعلم أن تناولها والتعود عليها سيسبب لنا الأمراض لا محالة.
- ونحافظ أيضا على لياقتنا البدنية فلا نتكاسل ونكثر من الحركة وبذل
الجهد ونترك الراحة التي تفقدنا قوة عضلاتنا وتناسقها
وجمال أجسادنا بالتأكيد.
- وأن نبتعد ما أمكن عن تلك المساحيق ومستحضرات التجميل التي تثبت
لنا يوما بعد يوم أنها من أهم ما يدمر البشرة ويسلبنا النضارة والجمال،
ونعود ما استطعنا إلى أساليب جداتنا القديمة والآمنة في التجميل،
والتي حافظت بالفعل على جمالهن ونضارتهن لوقت طويل.
- الراحة النفسية والأعصاب الهادئة والتي نحصل عليها من خلال ابتعادنا
عن الأشخاص السلبيين في حياتنا وكل ما يعكر مزاجنا فالنجاة أحيانا
لا تكون إلا بالابتعاد.
- العقل والذاكرة من أهم ما يميز أولئك الذين يحتفظون بجاذبيتهم بعد أن
يكبروا وهو ما نحصل عليه عبر الاستمرار بالقراءة والتعلم وتتبع الجديد
في عالم التكنولوجيا والعلوم وغيرها من الأمور الجديدة
ونواكب العصر فلا نشعر أننا غرباء.
- المحافظة على أرواحنا قوية عبر صلتنا بالخالق عز وجل وأداء العبادات
والذكر وقراءة القرآن، وطلب مرضاته وما يقربنا من الجنة.
- وأخيرا العمل من أجل الأخرين وهو ما يتحقق بتقديم المساعدة لمن
يحتاج وبروح طيبة وهذا أهم سبب في سعادتنا ونسياننا
لهمومنا الشخصية.
- وأيضا الصدقات ما أمكن لأنها أكبر سبب لحفظ أموالنا وبركتها وكذلك
حفظ قوتنا وصحتنا لأن النبي صلى الله عليه وسلم علمنا أن نداوي
مرضانا بالصدقة.
من المهم بعد أن نقرر تنفيذ ما سبق أن نغير نظرتنا لحياة ما بعد الشباب
وننظر إلى النماذج الناجحة من البشر التي بدأت حياتها العملية
وإنجازاتها بعد الأربعين ونجحت.
من أهم هذه الشخصيات هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي
جاءه الوحي وبدا الدعوة في سن الأربعين فكان الإنجاز في مرحلة
ما بعد الشباب هو الأهم والأفضل.
الكثير من الصحابة رضوان الله عليهم بدأت حياتهم وتاريخهم ودخولهم
للإسلام والجهد في سبيل الله بعد الأربعين وهذا لا يجب أن يغيب عن بالنا.
الكثير من الناجحين العصاميين أيضا في هذا العالم بدأت نجاحاتهم بعد
الأربعين منهم "ساندرس" مؤسس مطاعم كنتاكي والذي حصل على
امتياز المطاعم وعمره 62 عاما.
"هنري فورد" أطلق مؤسسة فورد للسيارات وعمره 45 سنة.
"راي كروك" صاحب مطاعم ماكدونالز بدأ وعمره 52 عاما.
"جوان رولينغ" كاتبة قصص هاري بوتر والتي بدأت بعد الأربعين
في الكتابة وهي الأن أغنى من ملكة بريطانيا كما قرأت
في إحدى المقالات.
الكثير الكثير ممن بدأ بعد الأربعين ونجح وعاش مرحلة ما بعد الشباب
مستمتعا قويا ناجحا ولم يراوده شعور بأنه انتهى وانتهت سعادته
وبهجته وحبه للحياة.
من المهم إذن أن نعرف أن مرحلة الشباب لا بد وأن تمضي وتغادر
فلا نتمسك بها، ولا نحزن عليها، ولا نشوه صورتنا وأنفسنا لنبدو وكأننا
ما زلنا صغار السن، بل نستعد للأمر بهدوء وصلابة، ونحافظ على
ما لدينا من طاقة وقوة وصحة وذاكرة، ونودع سنواتنا بابتسامة.
فبداية الأربعين هي بداية مرحلة جديدة جميلة، انتهت فيها مسؤولياتنا
في التربية والتعليم وغيرها، وبدأ الوقت الذي يجب أن نركز فيه
على سعادتنا الشخصية ونجاحاتنا ونستمتع.
بدأ الأمر برسالة وصلت على جوالي من صديقتي الخمسينية،
كانت تتحدث بيأس وبدت في غاية الكآبة وهي تخبرني عن وصولها إلى
هذه السن، وأنها لم تعد تشعر بطعم ومعنى لحياتها.
لم يكن الأمر غريبا بالتأكيد فقد كنت أرى حولي كيف تستميت النساء
للحصول على مظهر شبابي، وكيف ينفقن أموالهن للحفاظ على ما يوحي
بأنهن ما زلن شابات صغيرات.
إن كل ما تعتمد عليه تجارة مستحضرات التجميل وعمليات التجميل وحتى
تلك التي تعلن عن منتجاتها الطبيعية وتبلغ أرباحها السنوية المليارات
هو رغبة الجميع في الحصول على شباب دائم لا يذبل.
والأمر لم يعد مقتصرا على المستحضرات التي تعتني بالبشرة وغيرها،
بل تعداها إلى عمليات التجميل وما تبعها من تشوهات أخرجت لنا نساء
جميلات لكنهن بلا روح.
وتجد المرأة العادية نفسها في دوامة لا تتوقف من المنتجات والعروض
والصور المعدلة فتبدأ بدخول المنافسة والصراع واستنزاف الأموال دون
أن تصل إلى مرحلة الرضا عن نفسها مطلقا لأن الشباب الدائم مجرد وهم
سوقته لنا الصحف والقنوات وصور النجوم المعدلة ببرنامج الفوتوشوب.
من المؤلم أن نتخيل أن حياتنا تتوقف بهجتها عندما نغادر سن الشباب،
وأننا نفقد قيمتنا وقدرتنا على الاستمتاع حينها، ومن المهم أن ندرك أن
الشباب ما هو إلا مرحلة قصيرة من مراحل العمر لا تتعدى 20 إلى 25
عاما ثم تبدأ ملامحنا بالتغيير.
ومن المهم أن ندرك أيضا أن الاستعداد لهذه المرحلة هو أهم ما علينا
فعله لأن الخطأ الأكبر الذي نرتكبه بحق أنفسنا أننا لا نفكر في الأمر ونحن
في ريعان شبابنا، ولا نستعد لما بعده، بل نبذل قصارى جهدنا لنبقى
في هذه المرحلة ثم نصاب باليأس عندما ندرك أننا كبرنا.
الاستعداد لمرحلة ما بعد الشباب يجب أن يبدأ بسن مبكرة، فنحافظ على
قوتنا وصحتنا ونضارتنا وأعصابنا ما أمكن فنتقدم في السن بثقة وأناقة
وقوة وجمال، ونعيش المرحلة باستمتاع ربما يفوق متعتنا
ونحن في أوج قوتنا وشبابنا وجمالنا.
يبدأ الأمر بعدة خطوات:
- فنحافظ على صحتنا أولا فنبتعد عما يؤذينا ويسرق منا العافية كالدخان
والشيشة والسكر والكاربوهيدرات والمعجنات والكثير من المواد
التي نعلم أن تناولها والتعود عليها سيسبب لنا الأمراض لا محالة.
- ونحافظ أيضا على لياقتنا البدنية فلا نتكاسل ونكثر من الحركة وبذل
الجهد ونترك الراحة التي تفقدنا قوة عضلاتنا وتناسقها
وجمال أجسادنا بالتأكيد.
- وأن نبتعد ما أمكن عن تلك المساحيق ومستحضرات التجميل التي تثبت
لنا يوما بعد يوم أنها من أهم ما يدمر البشرة ويسلبنا النضارة والجمال،
ونعود ما استطعنا إلى أساليب جداتنا القديمة والآمنة في التجميل،
والتي حافظت بالفعل على جمالهن ونضارتهن لوقت طويل.
- الراحة النفسية والأعصاب الهادئة والتي نحصل عليها من خلال ابتعادنا
عن الأشخاص السلبيين في حياتنا وكل ما يعكر مزاجنا فالنجاة أحيانا
لا تكون إلا بالابتعاد.
- العقل والذاكرة من أهم ما يميز أولئك الذين يحتفظون بجاذبيتهم بعد أن
يكبروا وهو ما نحصل عليه عبر الاستمرار بالقراءة والتعلم وتتبع الجديد
في عالم التكنولوجيا والعلوم وغيرها من الأمور الجديدة
ونواكب العصر فلا نشعر أننا غرباء.
- المحافظة على أرواحنا قوية عبر صلتنا بالخالق عز وجل وأداء العبادات
والذكر وقراءة القرآن، وطلب مرضاته وما يقربنا من الجنة.
- وأخيرا العمل من أجل الأخرين وهو ما يتحقق بتقديم المساعدة لمن
يحتاج وبروح طيبة وهذا أهم سبب في سعادتنا ونسياننا
لهمومنا الشخصية.
- وأيضا الصدقات ما أمكن لأنها أكبر سبب لحفظ أموالنا وبركتها وكذلك
حفظ قوتنا وصحتنا لأن النبي صلى الله عليه وسلم علمنا أن نداوي
مرضانا بالصدقة.
من المهم بعد أن نقرر تنفيذ ما سبق أن نغير نظرتنا لحياة ما بعد الشباب
وننظر إلى النماذج الناجحة من البشر التي بدأت حياتها العملية
وإنجازاتها بعد الأربعين ونجحت.
من أهم هذه الشخصيات هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي
جاءه الوحي وبدا الدعوة في سن الأربعين فكان الإنجاز في مرحلة
ما بعد الشباب هو الأهم والأفضل.
الكثير من الصحابة رضوان الله عليهم بدأت حياتهم وتاريخهم ودخولهم
للإسلام والجهد في سبيل الله بعد الأربعين وهذا لا يجب أن يغيب عن بالنا.
الكثير من الناجحين العصاميين أيضا في هذا العالم بدأت نجاحاتهم بعد
الأربعين منهم "ساندرس" مؤسس مطاعم كنتاكي والذي حصل على
امتياز المطاعم وعمره 62 عاما.
"هنري فورد" أطلق مؤسسة فورد للسيارات وعمره 45 سنة.
"راي كروك" صاحب مطاعم ماكدونالز بدأ وعمره 52 عاما.
"جوان رولينغ" كاتبة قصص هاري بوتر والتي بدأت بعد الأربعين
في الكتابة وهي الأن أغنى من ملكة بريطانيا كما قرأت
في إحدى المقالات.
الكثير الكثير ممن بدأ بعد الأربعين ونجح وعاش مرحلة ما بعد الشباب
مستمتعا قويا ناجحا ولم يراوده شعور بأنه انتهى وانتهت سعادته
وبهجته وحبه للحياة.
من المهم إذن أن نعرف أن مرحلة الشباب لا بد وأن تمضي وتغادر
فلا نتمسك بها، ولا نحزن عليها، ولا نشوه صورتنا وأنفسنا لنبدو وكأننا
ما زلنا صغار السن، بل نستعد للأمر بهدوء وصلابة، ونحافظ على
ما لدينا من طاقة وقوة وصحة وذاكرة، ونودع سنواتنا بابتسامة.
فبداية الأربعين هي بداية مرحلة جديدة جميلة، انتهت فيها مسؤولياتنا
في التربية والتعليم وغيرها، وبدأ الوقت الذي يجب أن نركز فيه
على سعادتنا الشخصية ونجاحاتنا ونستمتع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق