الأصحاب في القرآن (14)
تأليف أبو إسلام أحمد بن علي
17- أصحاب الحجر
- أصحاب الحجر هم قوم صالح عليه السلام ,فقد طلب منهم أن يعبدوا
الله وحده ويؤمنوا به لأن الله بعثه لهدايتهم ولكنهم سألوه
أن يأتيهم بآية واقترحوا عليه بأن تخرج لهم من صخرة صماء
عينوها بأنفسهم وهي صخرة منفردة في ناحية الحجر
يقال لها الكاتبة فطلبوا منه أن تخرج لهم منها ناقة عشراء
تمخض فأخذ عليهم صالح العهود والمواثيق لئن أجابهم الله
إلى سؤالهم وأجابهم إلى طلبتهم ليؤمنن به وليتبعنه فلما
أعطوه على ذلك عهودهم ومواثيقهم قام صالح عليه السلام
إلى صلاته ودعا الله عز وجل فتحركت تلك الصخرة ثم انصدعت
عن ناقة جوفاء وبراء يتحرك جنينها بين جنبيها كما سألوا
فعند ذلك آمن رئيسهم جندع بن عمرو ومن كان معه على أمره
وأراد بقية أشراف ثمود أن يؤمنوا فصدهم ذؤاب بن عمرو بن لبيد
والحباب صاحب أوثانهم ورباب بن صمعر بن جلهس وكان
لجندع بن عمرو بن عم يقال له شهاب بن خليفة بن مخلاة بن لبيد
بن جواس وكان من أشراف ثمود وأفاضلها فأراد أن يسلم أيضا
فنهاه أولئك الرهط فأطاعهم فقال في ذلك رجل من مؤمني ثمود
يقال له مهوش بن عثمة بن الدميل رحمه الله :
وكانت عصبة من آل عمرو إلى دين النبي دعوا شهابا
عزيز ثمود كلهم جميعا فهم بأن يجيب فلو أجابا
لأصبح صالح فينا عزيزا وما عدلوا بصاحبهم ذؤابا
ولكن الغواة من آل حجر تولوا بعد رشدهم ذئابا
وأقامت الناقة و فصيلها بعد ما وضعته بين أظهرهم مدة تشرب من بئرها
يوما وتدعه لهم يوما وكانوا يشربون لبنها يوم شربها يحتلبونها فيملأون
ما شاؤا من أوعيتهم وأوانيهم كما قال في الآية الأخرى
{ وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ ۖ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ }
وقال تعالى
{ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ }
وكانت تسرح في بعض تلك الأودية ترد من فج وتصدر من غيره ليسعها
لأنها كانت تتضلع من الماء وكانت على ماذكر خلقا هائلا ومنظرا
رائعا إذا مرت بأنعامهم نفرت منها فلما طال عليهم ذلك واشتد تكذيبهم
لصالح النبي عليه السلام عزموا على قتلها ليستأثروا بالماء كل يوم
فيقال إنهم اتفقوا كلهم على قتلها قال قتادة بلغني أن الذي قتلها طاف
عليهم كلهم أنهم راضون بقتلها حتى على النساء في خدورهن
وعلى الصبيان قلت وهذا هو الظاهر لقوله تعالى
{ فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا }
وقال
{ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ }
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق