تقليد وغَيرة ومراهقة متأخرة !
الجزء الثانى
توازن عاطفي
وحول آلية تخفيف حدة الغيرة بين الأم وابنتها أو العكس، أجاب "الدوس"،
قائلاً: هناك علاقة تنافسية بين الأم وابنتها فيما يتعلق بالتقليد والمحاكاة،
فكما أن البنت في طفولتها تقلد أمها في كل شيء،
فإن بعض الأمهات ومع تقدم العمر يبدأن بمقارنة أنفسهن ببناتهن
في سن النضوج، ويشعرن بجمالهن الذي بدأ في التراجع الأمر
الذي قد يدفعهن لسلوك الغيرة العمياء، مضيفاً أنه تشير الدراسات
في علم النفس الاجتماعي أنه ينبغي على الأب إظهار التوازن العاطفي
والاعتدال السلوكي، وبالتالي إشاعة روح الحب ومشاعر الحنان
داخل الكيان المنزلي بصورة متوازنة، حتى لا تنتشر "فيروسات"
الغيرة وإشاعة الكراهية و"مكروبات" الحسد داخل النسق الأسري
باهتمام الأب المفرط بابنته، كذلك لابد أن يُشعر زوجته بالأمان الوجداني
وأن يجعلها تشعر بأنها الأساس في حياته، مضيفاً: "يجب على بعض
الأمهات ممن يعانين من مرض الغيرة السلبية،
إحكام العقل ومراقبة الله في الأقوال والأفعال،
وكذلك إحسان الظن في سياق علاقة الأب مع ابنته"،
مبيناً أن إشاعة ثقافة الحوار الواعي داخل البيت الأسري بعيداً عن صراعات
الغيرة وأمراض الشك والارتياب لاشك يضمن - بإذن الله- تحقيق الاستقرار
الأسري وضبط توازنه العاطفي والنفسي والاجتماعي،
وبالتالي إظهار ألوان المحبة والمودة والألفة والتضامن
داخل النسيج المنزلي في قالبه المعتدل.
الأم الغيورة تعيش لحظات صعبة نتيجة دلال ابنتها من قبل الزوج
أظهرت دراسة أمريكية أن (18%) من الأمهات يشعرن بالغيرة من بناتهن،
الأمر الذي دفع بعض الاختصاصيين يعترضون على تلك الدارسة كظاهرة،
معتقدين أن الأمر لا يزال يقتصر على حالات فردية،
وأن غيرة الأم من ابنتها هذا يرجع إلى عدة أسباب:
حالة الأب الذي يدلل ابنته بشكل مبالغ فيه،
هنا تشعر الأم وكأن الابنة زوجة ثانية تنافسها!.
أن تكون الأم ضعيفة الشخصية، لا تثق بنفسها،
محرومة من الحنان وحب والديها لها في الصغر.
إذا أحست بعدم القدرة على مجاراة ابنتها في جمالها
وتتبعها لتطورات العصر.
جهل الأم بأساليب التربية الصحيحة، وعدم إدراكها لأصول العلاقة بين الأم
والابنة المراهقة بالتحديد، وأن يغلب عليها الشكل المرضي.
هذا وتختلف أسباب الغيرة تبعاً لطبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها
الشخص، وطبيعة الطرف الآخر الذي توجه الغيرة نحوه،
وتبعاً للبيئة التي تظهر فيها، سواء كانت أسرية أو عملا أو تعليمية.
وعلى الرغم من اختلاف المواقف إلاّ أن أشكال الغيرة تشترك
في طبيعة التنشئة التربوية التي اكتسبها الشخص الغيور،
من حيث عدم نضوج مشاعر حب الآخرين فيه، على حساب نمو سمات
لا تخلو من الأنانية وحب الذات، والرغبة في الحظيان بالانتباه،
وعدم إتاحة المجال للآخرين بمقاسمته هذا الاهتمام، إضافةً إلى ضعف ثقة
الشخص الغيور بذاته وبمن حوله، كونه ينظر إلى الآخرين دوماً
بأنهم أفضل منه، كذلك لا يستطيع إدراك قدراته الشخصية التي يمتاز بها،
حتى لو كان يمتلك بالفعل القدرات والمهارات والإمكانات التي تمكنه
من منافسة الآخرين وتحقيق الأفضلية عليهم، إلاّ أنه يظل يشعر بالدونية،
ولا يرى في أفعاله وأعماله قيمة عليا وهامة.
وعلى الرغم من أن بعض أفعال الآخرين قد تكون في المستوى العادي
أو أقل شأناً مما يفعله الشخص الغيور، إلاّ أنه يحسدهم عليها وتكون كبيرة
في عينه، نظراً لعدم ثقته الكافية بذاته وبقدراته.
أبوي يحبني وأمي «غيرانة»..!
البنت: يماه وين "بلوزتي" الخضراء؟
الأم: مادري وينها، ولا عاد تلبسين هاللون، تراه مطلعك شينة.
البنت: والله حلوة يمه وأبوي بعد يقول زينة.
الأم: وش عرف أبوك بالزين، ما تصلح وأنا أمك وأعرف اللي يناسبك.
البنت: يمه دوريها معي تكفين هدية أبوي وودي ألبسها اليوم لأنه
بيجي من السفر.
الأم: تقشم حب وتسكت.
في المساء..
الأم تلبس أجمل فستان لديها باللون الأخضر، وتنتظر زوجها وحبيبها،
وبينما ابنته الوحيدة تبقى ب"بجامتها" بعد أن فقدت الأمل
في إيجاد "بلوزتها" التي خبأتها والدتها!!
يدخل الأب ويشع وجهه نوراً عند رؤية ابنته الوحيدة ويحتضنها
بحنان ويعطيها لوحاً من الشوكولاته الذي تحبه،
وكأنها طفلة صغيرة حتى وإن بلغت (26) عاماً.
بينما الأم تنسى أن عاطفته الفطرية قادته لاحتضان ابنته والترحيب بها
قبل زوجته، فتظل قالبة "بوزها" طوال الوقت لإحساسها بأن زوجها
أهانها بتجاهله في بداية اللقاء، على الرغم من أنه عاد ليرحب بها بحرارة،
ولكن هذا لن يغفر له بعين زوجته التي لا تسمح لأي أنثى بالاقتراب
منه حتى لو كانت ابنته.
قد يكون من الغرابة أن تشعر الأم بالغيرة نحو ابنتها وترى فيها منافساً
جديداً تشاركها الحب الموجه من زوجها،
إلاّ أن الأمر يبدو واقعياً حين ترى الأب يهتم بابنته أكثر من اهتمامه بزوجته،
فقد سرقت الابنة أنظار أبيها عن أمها وحظيت بحبه وعاطفته،
فهو الذي يسأل عنها باستمرار ويداعبها ويكاد لا يرى في الأسرة أحداً
غيرها، بعد أن كانت الزوجة هي التي تحظى بهذه المساحة
من الحب والاهتمام دون منافس، فتشعر بأن ابنتها هي السبب
في برود علاقتها الزوجية، الأمر الذي يشعرها بالغيرة والحسد أحياناً
تجاه ما تحظى به ابنتها من محبة بدأت تحرم منها.
وكلما مر العمر بالمرأة، وقارنت نفسها بابنتها الآخذة في النضوج،
أحست بجمالها الذي بدأ بالتراجع، الأمر الذي قد يشعرها بالغيرة
نحو ما تتمتع به ابنتها من حيوية وجمال، على الرغم من محبتها لها
وعاطفة الأمومة نحوها، وهذا يفسر ما تفعله بعض الأمهات من تقليد بناتهن
في أمور كثيرة، كاللباس وطريقة الكلام والسلوك،
كمحاولة للتصابي والظهور بمرحلة عمرية تحاكي المرحلة التي تمر بها ابنتها.
عقلك سيد الموقف
نصائح مهمة للأم:
متعي عينيك بمتابعة تطورات مراهقة ابنتكِ، وأشعريها بحبك وحنانك
عليها قبل أن تمارسي سلطة أمومتك.
اجعلي عقلك سيد الموقف أمام كل ما تقوله وتفعله ابنتك المراهقة،
وهنا يستحيل الإحساس بالغيرة منها.
قسوة معاملة أمك لك وأنت صغيرة لا يبرر أي شعور سلبي تجاه ابنتك،
فتخلصي من هذه الفكرة.
كوني قدوة لها، واكسبي صداقتها، ولا تعامليها بندية.
دربي نفسك على ابتكار علاقة متوازنة بينكما؛ فلا قسوة مفرطة،
ولا متابعة دقيقة لكل ما تقول وتفعل،
ولا لين وطيبة زائدة تصل إلى حد الضعف.
احذري فكرة أن جمالك يتراجع أمام ما تتمتع به ابنتك من جمال
وحيوية ومعرفة.
اتبعي معها منهج المصارحة والمكاشفة،
فتعطيك أسرارها وتحكي لك عن مشاكلها.
غيرتك قد تسبب لها الاكتئاب، وأمراضاً نفسية جسمية، مثل الربو،
أمراض جلدية، توتر مستمر، وربما بحثت عن أم بديلة.
لا تجهدي مشاعرك في الجري وراء مستحدثات الموضة،
ولا تطلبي من ابنتك المزيد، فملابسك وما ترتدينه أمر يخصك وحدك.
الجزء الثانى
توازن عاطفي
وحول آلية تخفيف حدة الغيرة بين الأم وابنتها أو العكس، أجاب "الدوس"،
قائلاً: هناك علاقة تنافسية بين الأم وابنتها فيما يتعلق بالتقليد والمحاكاة،
فكما أن البنت في طفولتها تقلد أمها في كل شيء،
فإن بعض الأمهات ومع تقدم العمر يبدأن بمقارنة أنفسهن ببناتهن
في سن النضوج، ويشعرن بجمالهن الذي بدأ في التراجع الأمر
الذي قد يدفعهن لسلوك الغيرة العمياء، مضيفاً أنه تشير الدراسات
في علم النفس الاجتماعي أنه ينبغي على الأب إظهار التوازن العاطفي
والاعتدال السلوكي، وبالتالي إشاعة روح الحب ومشاعر الحنان
داخل الكيان المنزلي بصورة متوازنة، حتى لا تنتشر "فيروسات"
الغيرة وإشاعة الكراهية و"مكروبات" الحسد داخل النسق الأسري
باهتمام الأب المفرط بابنته، كذلك لابد أن يُشعر زوجته بالأمان الوجداني
وأن يجعلها تشعر بأنها الأساس في حياته، مضيفاً: "يجب على بعض
الأمهات ممن يعانين من مرض الغيرة السلبية،
إحكام العقل ومراقبة الله في الأقوال والأفعال،
وكذلك إحسان الظن في سياق علاقة الأب مع ابنته"،
مبيناً أن إشاعة ثقافة الحوار الواعي داخل البيت الأسري بعيداً عن صراعات
الغيرة وأمراض الشك والارتياب لاشك يضمن - بإذن الله- تحقيق الاستقرار
الأسري وضبط توازنه العاطفي والنفسي والاجتماعي،
وبالتالي إظهار ألوان المحبة والمودة والألفة والتضامن
داخل النسيج المنزلي في قالبه المعتدل.
الأم الغيورة تعيش لحظات صعبة نتيجة دلال ابنتها من قبل الزوج
أظهرت دراسة أمريكية أن (18%) من الأمهات يشعرن بالغيرة من بناتهن،
الأمر الذي دفع بعض الاختصاصيين يعترضون على تلك الدارسة كظاهرة،
معتقدين أن الأمر لا يزال يقتصر على حالات فردية،
وأن غيرة الأم من ابنتها هذا يرجع إلى عدة أسباب:
حالة الأب الذي يدلل ابنته بشكل مبالغ فيه،
هنا تشعر الأم وكأن الابنة زوجة ثانية تنافسها!.
أن تكون الأم ضعيفة الشخصية، لا تثق بنفسها،
محرومة من الحنان وحب والديها لها في الصغر.
إذا أحست بعدم القدرة على مجاراة ابنتها في جمالها
وتتبعها لتطورات العصر.
جهل الأم بأساليب التربية الصحيحة، وعدم إدراكها لأصول العلاقة بين الأم
والابنة المراهقة بالتحديد، وأن يغلب عليها الشكل المرضي.
هذا وتختلف أسباب الغيرة تبعاً لطبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها
الشخص، وطبيعة الطرف الآخر الذي توجه الغيرة نحوه،
وتبعاً للبيئة التي تظهر فيها، سواء كانت أسرية أو عملا أو تعليمية.
وعلى الرغم من اختلاف المواقف إلاّ أن أشكال الغيرة تشترك
في طبيعة التنشئة التربوية التي اكتسبها الشخص الغيور،
من حيث عدم نضوج مشاعر حب الآخرين فيه، على حساب نمو سمات
لا تخلو من الأنانية وحب الذات، والرغبة في الحظيان بالانتباه،
وعدم إتاحة المجال للآخرين بمقاسمته هذا الاهتمام، إضافةً إلى ضعف ثقة
الشخص الغيور بذاته وبمن حوله، كونه ينظر إلى الآخرين دوماً
بأنهم أفضل منه، كذلك لا يستطيع إدراك قدراته الشخصية التي يمتاز بها،
حتى لو كان يمتلك بالفعل القدرات والمهارات والإمكانات التي تمكنه
من منافسة الآخرين وتحقيق الأفضلية عليهم، إلاّ أنه يظل يشعر بالدونية،
ولا يرى في أفعاله وأعماله قيمة عليا وهامة.
وعلى الرغم من أن بعض أفعال الآخرين قد تكون في المستوى العادي
أو أقل شأناً مما يفعله الشخص الغيور، إلاّ أنه يحسدهم عليها وتكون كبيرة
في عينه، نظراً لعدم ثقته الكافية بذاته وبقدراته.
أبوي يحبني وأمي «غيرانة»..!
البنت: يماه وين "بلوزتي" الخضراء؟
الأم: مادري وينها، ولا عاد تلبسين هاللون، تراه مطلعك شينة.
البنت: والله حلوة يمه وأبوي بعد يقول زينة.
الأم: وش عرف أبوك بالزين، ما تصلح وأنا أمك وأعرف اللي يناسبك.
البنت: يمه دوريها معي تكفين هدية أبوي وودي ألبسها اليوم لأنه
بيجي من السفر.
الأم: تقشم حب وتسكت.
في المساء..
الأم تلبس أجمل فستان لديها باللون الأخضر، وتنتظر زوجها وحبيبها،
وبينما ابنته الوحيدة تبقى ب"بجامتها" بعد أن فقدت الأمل
في إيجاد "بلوزتها" التي خبأتها والدتها!!
يدخل الأب ويشع وجهه نوراً عند رؤية ابنته الوحيدة ويحتضنها
بحنان ويعطيها لوحاً من الشوكولاته الذي تحبه،
وكأنها طفلة صغيرة حتى وإن بلغت (26) عاماً.
بينما الأم تنسى أن عاطفته الفطرية قادته لاحتضان ابنته والترحيب بها
قبل زوجته، فتظل قالبة "بوزها" طوال الوقت لإحساسها بأن زوجها
أهانها بتجاهله في بداية اللقاء، على الرغم من أنه عاد ليرحب بها بحرارة،
ولكن هذا لن يغفر له بعين زوجته التي لا تسمح لأي أنثى بالاقتراب
منه حتى لو كانت ابنته.
قد يكون من الغرابة أن تشعر الأم بالغيرة نحو ابنتها وترى فيها منافساً
جديداً تشاركها الحب الموجه من زوجها،
إلاّ أن الأمر يبدو واقعياً حين ترى الأب يهتم بابنته أكثر من اهتمامه بزوجته،
فقد سرقت الابنة أنظار أبيها عن أمها وحظيت بحبه وعاطفته،
فهو الذي يسأل عنها باستمرار ويداعبها ويكاد لا يرى في الأسرة أحداً
غيرها، بعد أن كانت الزوجة هي التي تحظى بهذه المساحة
من الحب والاهتمام دون منافس، فتشعر بأن ابنتها هي السبب
في برود علاقتها الزوجية، الأمر الذي يشعرها بالغيرة والحسد أحياناً
تجاه ما تحظى به ابنتها من محبة بدأت تحرم منها.
وكلما مر العمر بالمرأة، وقارنت نفسها بابنتها الآخذة في النضوج،
أحست بجمالها الذي بدأ بالتراجع، الأمر الذي قد يشعرها بالغيرة
نحو ما تتمتع به ابنتها من حيوية وجمال، على الرغم من محبتها لها
وعاطفة الأمومة نحوها، وهذا يفسر ما تفعله بعض الأمهات من تقليد بناتهن
في أمور كثيرة، كاللباس وطريقة الكلام والسلوك،
كمحاولة للتصابي والظهور بمرحلة عمرية تحاكي المرحلة التي تمر بها ابنتها.
عقلك سيد الموقف
نصائح مهمة للأم:
متعي عينيك بمتابعة تطورات مراهقة ابنتكِ، وأشعريها بحبك وحنانك
عليها قبل أن تمارسي سلطة أمومتك.
اجعلي عقلك سيد الموقف أمام كل ما تقوله وتفعله ابنتك المراهقة،
وهنا يستحيل الإحساس بالغيرة منها.
قسوة معاملة أمك لك وأنت صغيرة لا يبرر أي شعور سلبي تجاه ابنتك،
فتخلصي من هذه الفكرة.
كوني قدوة لها، واكسبي صداقتها، ولا تعامليها بندية.
دربي نفسك على ابتكار علاقة متوازنة بينكما؛ فلا قسوة مفرطة،
ولا متابعة دقيقة لكل ما تقول وتفعل،
ولا لين وطيبة زائدة تصل إلى حد الضعف.
احذري فكرة أن جمالك يتراجع أمام ما تتمتع به ابنتك من جمال
وحيوية ومعرفة.
اتبعي معها منهج المصارحة والمكاشفة،
فتعطيك أسرارها وتحكي لك عن مشاكلها.
غيرتك قد تسبب لها الاكتئاب، وأمراضاً نفسية جسمية، مثل الربو،
أمراض جلدية، توتر مستمر، وربما بحثت عن أم بديلة.
لا تجهدي مشاعرك في الجري وراء مستحدثات الموضة،
ولا تطلبي من ابنتك المزيد، فملابسك وما ترتدينه أمر يخصك وحدك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق