هل أقبل خاطبًا بهذه الصفات؟
الداعية عبد العزيز بن صالح الكنهل
السؤال
♦ الملخص:
فتاة تقدَّم لخِطبتها شاب شخصيته هادئة جدًّا، ومستواه التعليمي متوسط،
ووظيفته دخْلُها قليلٌ، وهي مترددة وتخشى الارتباط به، وتسأل عن حلٍّ.
♦ التفاصيل:
أنا فتاة تقدَّم إليَّ شاب من عائلة طيبة، وجدتُ في أمِّه علامات الخير
والطيبة، وقابله بعضُ أفراد عائلتي، لكني وجدتُ فيه بعض الأمور
التي سبَّبتْ لي الحيرة والتشتت، وهي أمور متعلقة بشخصيَّته ووظيفته،
أما شخصيتُه فهو شخص هادئ جدًّا، حييٌّ، ليس له احتكاك ظاهر بالمجتمع،
وأنا بطبعي متخوفة من هذه الشخصية، ورُحتُ أتساءل: هل هو بهذه
الصفات منطوٍ على نفسه؟ هل أستطيع الانسجام معه؟ هل هو مسؤول؟
هل هو ذو عقلٍ مدبر؟ علمًا بأن معظم محارمي لديهم عكس هذه الصفات،
حتى أنا لي علاقات كثيرة واحتكاك بالمجتمع في أكثر من مجال!
أما وظيفته، فمستواه الدراسي متوسط، ومن ثَم فوظيفته تختلف
عن مساره التعليمي، وتُعد في عُرف عائلتي ذات راتبٍ قليل،
وهي وظيفة لا نستطيع الجزم باستمراريتها. ومما يزيد خوفي أنه
لا يطمح لتطوير نفسه في مجال تخصُّصه، ولم يُظهر أنه يريد أن
يتطور في جانب آخر. وتساءلتُ: ما أثرُ الجانب المادي على الحياة؟
هل يُعقَل أن تستمر الحياة بشكل جيد إذا
قلنا: إن والده يساعده ويسانده؟ هل من الصحيح قول القائل:
ستأتيه فرصٌ وظيفيَّةٌ في المستقبل؟ ومما يزيد حيرتي قلة استقصاء
أهلي وبحثهم عن المعلومات واستشارتهم. فأفيدوني جزاكم الله خيرًا.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد ومن والاه، أما بعد:
فعند قراءة مشكلتك تبيَّن أنه ليس هناك مشكلة حقيقة قائمة،
وإنما هناك تخوفات من المستقبل مع الخطيب، بسبب ما تعتقدينه
من قصور عنده في بعض الجوانب التي تصل إلى حد
التفاوت بينكما معنويًّا وماديًّا، فأقول
ومن الله التوفيق:
أولًا:
إذا كان مَرْضيًّا دينًا وخُلقًا، فالأصل هو القبول به وعدم رده، والنواقص
الأخرى لا يخلو منها أحد، وليس هناك رجلٌ كامل الصفات والمواهب.
ثانيًا:
يمكن حلُّ ما تخشين منه بأن توصي إخوانك بالجلوس معه مرةً ثانية،
وأنتِ يمكن لك الاتصال به من الجوال لمعرفة شخصيته، والوقوف
على حقيقة ما لحظتِه عليه، فقد يكون أوهامًا أو مبالغات، أو سوء فَهمٍ.
ثالثًا:
لا أستطيع التعامل مع مشكلتك بمثالية زائدة، ثم أستبعد أثر التفاوت
الثقافي والمالي، والقدرات الشخصية، وقوة الشخصية وضَعفها
، وأقول لك: لا تهتمي بها كلها؛ لأن لها أثرًا بالغًا في مسيرة الحياة
الزوجية واستمرارها، وفي سعادة الزوجين، والتجارب الكثيرة تُثبت ذلك!
رابعًا:
بعد هذا كله - أي بعد أن تستقصوا عن مناسبته دينًا وخُلقًا، وعن
قدراته وعن مناسبته لك - إن وجدتِ بينكما تقاربًا إلى حد معقول -
لأن الكمال صعب - فاستحضري أنك لا تدرين أين يكون الخير،
وأن بعض الرجال فيهم الصفات التي تطمحين لها، لكن فيهم أيضًا
عيوب، لذا استخيري الله كثيرًا، ثم أقدمي على ما ترتاحين له،
ولن يُخيبك الله، أو يُضيعك ما دمتِ لجأتِ له سبحانه بصدقٍ،
وسيَشرح صدرك لما فيه الخير لكما ولذريَّتكما، وأسأل الله سبحانه
أن يدلَّك على ما فيه سعادتكما، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
منقول للفائدة
الداعية عبد العزيز بن صالح الكنهل
السؤال
♦ الملخص:
فتاة تقدَّم لخِطبتها شاب شخصيته هادئة جدًّا، ومستواه التعليمي متوسط،
ووظيفته دخْلُها قليلٌ، وهي مترددة وتخشى الارتباط به، وتسأل عن حلٍّ.
♦ التفاصيل:
أنا فتاة تقدَّم إليَّ شاب من عائلة طيبة، وجدتُ في أمِّه علامات الخير
والطيبة، وقابله بعضُ أفراد عائلتي، لكني وجدتُ فيه بعض الأمور
التي سبَّبتْ لي الحيرة والتشتت، وهي أمور متعلقة بشخصيَّته ووظيفته،
أما شخصيتُه فهو شخص هادئ جدًّا، حييٌّ، ليس له احتكاك ظاهر بالمجتمع،
وأنا بطبعي متخوفة من هذه الشخصية، ورُحتُ أتساءل: هل هو بهذه
الصفات منطوٍ على نفسه؟ هل أستطيع الانسجام معه؟ هل هو مسؤول؟
هل هو ذو عقلٍ مدبر؟ علمًا بأن معظم محارمي لديهم عكس هذه الصفات،
حتى أنا لي علاقات كثيرة واحتكاك بالمجتمع في أكثر من مجال!
أما وظيفته، فمستواه الدراسي متوسط، ومن ثَم فوظيفته تختلف
عن مساره التعليمي، وتُعد في عُرف عائلتي ذات راتبٍ قليل،
وهي وظيفة لا نستطيع الجزم باستمراريتها. ومما يزيد خوفي أنه
لا يطمح لتطوير نفسه في مجال تخصُّصه، ولم يُظهر أنه يريد أن
يتطور في جانب آخر. وتساءلتُ: ما أثرُ الجانب المادي على الحياة؟
هل يُعقَل أن تستمر الحياة بشكل جيد إذا
قلنا: إن والده يساعده ويسانده؟ هل من الصحيح قول القائل:
ستأتيه فرصٌ وظيفيَّةٌ في المستقبل؟ ومما يزيد حيرتي قلة استقصاء
أهلي وبحثهم عن المعلومات واستشارتهم. فأفيدوني جزاكم الله خيرًا.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد ومن والاه، أما بعد:
فعند قراءة مشكلتك تبيَّن أنه ليس هناك مشكلة حقيقة قائمة،
وإنما هناك تخوفات من المستقبل مع الخطيب، بسبب ما تعتقدينه
من قصور عنده في بعض الجوانب التي تصل إلى حد
التفاوت بينكما معنويًّا وماديًّا، فأقول
ومن الله التوفيق:
أولًا:
إذا كان مَرْضيًّا دينًا وخُلقًا، فالأصل هو القبول به وعدم رده، والنواقص
الأخرى لا يخلو منها أحد، وليس هناك رجلٌ كامل الصفات والمواهب.
ثانيًا:
يمكن حلُّ ما تخشين منه بأن توصي إخوانك بالجلوس معه مرةً ثانية،
وأنتِ يمكن لك الاتصال به من الجوال لمعرفة شخصيته، والوقوف
على حقيقة ما لحظتِه عليه، فقد يكون أوهامًا أو مبالغات، أو سوء فَهمٍ.
ثالثًا:
لا أستطيع التعامل مع مشكلتك بمثالية زائدة، ثم أستبعد أثر التفاوت
الثقافي والمالي، والقدرات الشخصية، وقوة الشخصية وضَعفها
، وأقول لك: لا تهتمي بها كلها؛ لأن لها أثرًا بالغًا في مسيرة الحياة
الزوجية واستمرارها، وفي سعادة الزوجين، والتجارب الكثيرة تُثبت ذلك!
رابعًا:
بعد هذا كله - أي بعد أن تستقصوا عن مناسبته دينًا وخُلقًا، وعن
قدراته وعن مناسبته لك - إن وجدتِ بينكما تقاربًا إلى حد معقول -
لأن الكمال صعب - فاستحضري أنك لا تدرين أين يكون الخير،
وأن بعض الرجال فيهم الصفات التي تطمحين لها، لكن فيهم أيضًا
عيوب، لذا استخيري الله كثيرًا، ثم أقدمي على ما ترتاحين له،
ولن يُخيبك الله، أو يُضيعك ما دمتِ لجأتِ له سبحانه بصدقٍ،
وسيَشرح صدرك لما فيه الخير لكما ولذريَّتكما، وأسأل الله سبحانه
أن يدلَّك على ما فيه سعادتكما، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
منقول للفائدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق