الثلاثاء، 18 يونيو 2019

زوجي والجوال (2)


زوجي والجوال (2)

١٠- فكما أن الزواج الموفق سكنٌ ومودة ورحمة،

فإن العلاقات المحرمة قلق وتوتر، ولا سكنَ فيها ولا مودة،

بل استمتاع فقط، ولو كان بمجرد النظر والكلام.

١١- فهذا هو تحليل اجتهادي لتوتر زوجك وصراخه؛ إما لإثبات الرجولة

وقمعك عن السيطرة عليه، أو نتيجة تعلُّق وتوتر من علاقات وسائل التواصل.

١٢- وأيًّا كان الأمر، فعليك بالآتي:

الأول: النظر إليه على أنه مريض مسكين مبتلى بداء عُضال يحتاج منك

إلى الشفقة والدعاء له بإلحاح وصدق، لا للغِلظة والجفاء، واعلمي

رحمك الله أنك كلما ابتعدتِ عنه زادت الفجوة بينكما، وتركتِه فريسة للفتن.

♦ ولعل من العلاج أن يُنصحَ بحكمة وهدوء بأن العلاقات المحرمة ولو

كانت في نظر البعض بسيطة، فهي مفتاح لشر كبير إن استمرَّ عليها.

♦ ويذكَّر بأن الله سبحانه عندما نهى عن الزنا، نهى عما قد يقرِّب إليه

لخطورته؛ مثل: النظر، والكلام، والتبرج؛ قال سبحانه:

{ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا }

[الإسراء: 32]؛

ليعم ذلك النهي عن الزنا وما قد يقرِّب إليه.

الثاني: لا تُلقي باللائمة على زوجك فقط، وتنسي نفسك،

حاسبي نفسك على تقصيرك في حقوقه الخاصة جدًّا.

الثالث: حاولي التغلب على ظروفك ولو كنتِ حاملًا، فأعطي زوجَك كلَّ

ما يحتاجه الرجل من زوجته؛ ليستعفف بها؛ مِن تزيُّن وجاذبية وعاطفة؛

حتى لا يبحث عنها عند غيرك.

الرابع: أكثري من الاسترجاع والاستغفار، فهما سببان عظيمان لتفريج الكرب.

وإن تيسَّر تعرُّف بعض أهل العلم والفضل والأخلاق عليه؛

ليصاحبهم ويستفيد منهم، فهذا علاج عظيم جدًّا.

الخامس: تذكَّري أن أسلوب العناد والاستعلاء على الرجل

لا يثمر إلا علقمًا، ورَدَّةَ فعلٍ مؤذية؛

لأنها اعتداء على القوامة التي وهبها الله له بشروطها.

وهذا كله لا يتعارض أبدًا مع النصيحة له، ولا مع أمره بالمعروف ونهيه

عن المنكر، فهي واجبة على جميع المسلمين، بل يأثم مَن تركها

وهو قادر عليها، ولكن مع لزوم الحكمة وحُسن الخلق.

الخلاصة: قفِي مع زوجك، وانصحي له برفقٍ، وادعي له كثيرًا،

ولا تقصِّري في شيء من حقوقه، واصبري كثيرًا، فهذه الأمور فِتَنٌ ت

فتك بسرعة، ولكن التخلص منها يحتاج إلى نفَسٍ طويل جدًّا،

وصبر وإخلاص ودعاء وحكمةٍ.

حفِظكم الله وحفِظ زوجك والمسلمين من الفتن،

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.

أنتهت - منقول للفائدة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق